الأقباط متحدون | ظُمباليطة في الصالون .. !!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٥ | الاثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢ | ٢١ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٥٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

ظُمباليطة في الصالون .. !!!!

الاثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : نبيل المقدس

إستيقظت يوم 23 يناير 2012 , وأرتديت ثيابي باقصي سرعة لكي ألحق بمجلس الشعب الذي يُقال عليه بهتانا بمجلس الثورة قبل سفره لأداء عُمرة فاز بها عن طريق قرعة الصناديق .. وأنا في الطريق تذكرت الفنانة العظيمة " فايزة أحمد " في أغنيتها الجميلة : غصب عني يا حبيبي .. مهما قلت هبعـــد وأخبي – بلاقي روحي باحن لك ... وأشتاق لحبي غصب عني . كلمات رنت في اذني وكأنها نابعة من قلب مصر التي تم إبتعادها عفوا عن نيلها وأرضها و عني وعن أبنائها المصريين الأصليين .

فعلا وبدون مبالغة تأكد لي هذا الإحساس بعد ما شاهدت هذه "الظـُمباليطة في الصالون" التي دارت تحت قبة البرلمان .. ولم أكن أتصور أن يأتي الوقت ومن أول إجراء برلماني يتخذه حجاجها أن افقد ثقتي فيهم تماما بعد ما أضاف بعض من النواب الإسلاميين كلمات إسلامية علي القسم , ولم يستطيع "غضنفر الجلسة المنتدب " أن يوقف هذه المهزلة ...حتي بدا لي أن فخامة وهيبة قبة البرلمان أصبحت ما إلا قبة لفرن بلدي تجلس أمامه أم العيال تعجن وتخبز كل ما يحبه سيادة النائب الحاج .. تصورت أن هذه القاعة ما إلا عزبة تحتكرها جماعة إنفردت في الإستلاء عليها بعد ما تم غزوها وسلبها من اصحابها الحقيقيين الذين بذلوا دم أبنائهم ,وإنسحلت أجساد بناتهن , وتم فقد ابصار بعض من شبابهم الشرفاء .

وما جعلني افقد الثقة أكثر وأكثر أنهم يعلنون القسم علي دستور لا وجود له . لذلك فأنا أعتبر تعهدهم وقسمهم ما إلا تمثيلية هزلية .. وسوف تكون وصمة عار في تاريخ اقدم برلمان في المنطقة .. وكنت انتظر من النواب الليبراليين أن يقدموا إستقالاتهم فورا .. والمصيبة الكبري لم يخرج علينا أحد من المجلس العسكري ليطلعنا علي تبريرات صادقة وأمينة وواضحة لهذه الكارثة والتي غضوا النظر عنها وهم يعلمون تماما أنه لا يجوز القسم علي دستور وهمي ..

أخذت اتفحص في وجوه الجالسين لم أجد شخصا يحاول يبتسم إلا رئيس المجلس الوفدي الذي تم إختياره لإدارة المجلس لحين إختيار الرئيس الذي تم ترشيحه سابقا من قبل أغلبية حجاج أبناء المأمون ... في هذه اللحظة ظننت نفسي أنني أري مشاهد من إفتتاحيات مجالس الشعب السابقة في العقود الستة الماضية . وكأن الحال هو الحال .

وتبدأ التصريحات ... فيقوم أحد ابناء سعدون صارخا " أنا جئتُ المجلس عشان أطبق الشريعة " ... تذكرت تعاليم السيد المسيح لنا وللبشرية " أنا ما جئت لكي أدين العالم بل لكي أخلص العالم " ... وكم كانت صدمتي أكثر عندما أشاهد نائبا من أبناء المأمون يعترض علي وصف ثورة 25 بالثورة العظيمة متجاهلا أن لولا هذه الثورة ولولا شهدائها لِما كان موجودا الآن تحت قبة البرلمان ... ويكمل تصريحه " هتركبوا الشعب علينا " ..

إنتهت الظـُمباليطة بدخول معارك نارية في تقسيم الكعكة ولم يكتفي نواب ابناء المأمون ونواب ابناء سعدون بحصولهم علي اغلب الكعكة .. بل سال ريقهم علي إحتلال جميع اللجان البرلمانية بقيادتها ووكلائها وامناء سرها .. وإنتهي الفصل الأول من التمثيلية بتوقف اعمال مجلس الشعب والإنتهاء من هذه الظمباليطة لمدة اسبوع في انتظار استلام السلطة التشريعية رسميا من المجلس العسكري ... لكن أحب أن اسجل أمرا هاما ... ان هذا المجلس هو باطل وباطل لأنه يحوي احزابا ذات خلفية دينية طبقا للدستور الذي أقسموا عليه باطل.

أين نحن كمسيحيين من هذه الظمباليطة ... علينا الآن ان نحاسب انفسنا بصراحة وبدون تبريرات غير منطقية لوصولنا إلي هذا المستوي المتدني في إمكانية إثبات ذاتنا وشخصيتنا وسط هذا الزخم السياسي .. عندما ندرس نتائج الإنتخابات السابقة لكي نبحث عن أسباب هذا التدني يتضح لنا أن هناك إحتمالين .. الإحتمال الأول هو ان تعدادنا لا يزيد عن 4 مليون نسمة مما يؤكد صدق الآخر بأن نسبة تعداد المسيحيين لا يزيد عن 4 – 5 % من التعداد الكلي .. اما الإحتمال الثاني وهو الحقيقي أننا ما زلنا نغط في نوم عميق .. نزعنا من قلوبنا الغيرة الوطنية .. القينا هويتنا بأيدينا .. تركنا المشاركة الفعلية في وضع سياسات مصرنا .. سلمنا مستقبلنا للمجهول بدون أي مجهود استخسرناه علي انفسنا في سبيل أن نكّون جماعة فعالة في قيام مصر المستقبل . مع العلم ان عدم وجودنا في هذه الظمباليطة سوف لا تقوم مصر .. كما أن وجودنا بمفردنا الأول سوف يحول عصر الظمباليطة إلي عصر الجدية والتقدم .. لأن لا تقدم لمصر إلا باصحابها الأصليين .

خدعونا أهل الخبرة والسياسة والدين بأن نذوب في المجتمع المصري مع الإخوة المعتدلين والليبراليين .. لكنها فكرة فاشلة طالما لا يُوجد أولا كيــــان مسيحي له شخصية وكلمة وخدمات علي مستوي مصر كلها .. كما كان يفعل أجدادنا في السابق .. كانوا يمتلكون الوجود السياسي والإجتماعي .. كانوا من ذوي العلم والفلاحين والمراكز العليا والمهن الهامة .. اخذوا علي عاتقهم شئون المسيحيين أولا ثم المشاركة السياسية مع الآخر لتكوين حكومات قوية صلبة ..

إلي متي نبدأ في لم شمل المسيحيين وتوزيع الأدوار علي كل المستويات .. الفقيرة منها والغنية .. المتعلمين وغير المتعلمين .. المثقفين والجهلاء .. أيضا وبدون احراج ولا خوف نُشرك ايضا آبائنا وكنيستنا . فقد إنتهي وقت استبعاد الكنيسة عن تعضيدها وتدعيمها للمدنيين المسيحيين .. علينا أن نتباهي بكنيستنا ونفرض علي الآخرين أنها جزء لا يتجزأ من هويتنا ... فهم نقضوا العهد .. لم يفصلوا الدين عن السياسة .. فعلينا نحن أن نقوم بالمثل . لذلك إقتنعت الآن و اشجع علي القيام بحزب مدني مسيحي .. ليصبح الأيد الفاعلة للكيان المسيحي . وأتمني من الذين ينادون بالإنداج مع اخوتنا المعتدلين أن يكفوا عن مناداتهم هذه .. عليهم أن ينادوا بلم شملنا أولا لكي نقوي ونستطيع أن نندمج معهم ونعمل معهم من منطلق قوتنا وعافيتنا , وليس من منطلق وهن أو ضعف.

فلنبدأ من الآن في تكوين كيان مسيحي .. الكل يعمل ويشترك مشاركة مؤثرة .. نحن لا تكفينا ظهور بعض من الجمعيات القبطية .. فهي ما إلا منظمات خاصة ملاكي .. تجمع أعضائها في إحدي الفنادق ذات المستوي العالي ... نحن نريد كيانا يجتمع في ساحات واسعة منتشرة بطول البلاد وعرضها معلنين عن هويتنـــــــــا المصرية .

لكي يامصر السلامة .

و قد ما إرادتي قويـــــة ... قد ما دمـوعي أبيـــــــة .

نقطة الضعف إللي فيّ يامصــــر هي قلبي ... وإنتِ قلبي ......!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :