- المعمارى حسن فتحى :المواطن الفقير يعانى من شظف العيش والحرمان من المسكن الامن والصحى
- "القدس" مدينة الديانات السماوية ورمز العيش المشترك
- دور سينما الأطفال في بث روح المواطنة والبعد عن العنف وتقبل ثقافة الآخر
- د . المدنى : مصر هى أول دولة يحدث بها تعايش بين المسلمين والمسيحين
- "النمنم": الإسلام السياسي يستهدف الحريات العامة بالمقام الأول
سرقوا فرحة العيد
بقلم: ميرفت عياد
استيقظ أحد الأطفال في صباح يوم العيد على صوت والدته وهي تناديه بأن يستيقظ مبكرًا ليحتفل مع إخوته بالعيد ويفرح معهم، فاستيقظ الطفل حزينًا مهمومًا والدموع تملأ عينيه، وأخذ يعاتب والدته لأنها أيقظته من الاستمتاع بفرحة العيد، فتعجبت الأم جدًا، وقالت: "كيف تستمتع بالعيد وأنت نائم يا بني؟".
نظر الطفل في عيني أمه نظرة عميقة مليئة بالشجن والألم، وأخذ يقول: "في الحلم استطاع والدي الذي لم أره طيلة عمري أن يشتري لي ملابس جديدة ذات ألوان جميلة للغاية، وأحضر لي العديد من الحلوى والبالونات والألعاب المختلفة. في الحلم وجدت ما لم أجده على أرض الواقع. في الحلم نسيت أني طفل بائس يتيم الأب لا تملك أمه من حطام الدنيا سوى قوت يومها. في الحلم نسيت أني طفل حزين محروم. فلماذا يا أمي أيقظتيني من فرحتي بالعيد؟ فهل الحلم شئ كثير بالنسبة لطفل بائس مثلي؟"..
هذه القصة الرمزية تشير بقوة إلى ما أحسست به في ذكرى 25 يناير. نعم شعرت أن معظم الشعب أطفال بائسون لا يملكون ثوبًا جديدًا يحتفلون به بعيد الثورة. نعم فمن أين يأتون بالحلة الجديدة وهم مازالوا يعانون مثلما كانوا يعانون؟ من أين يأتون بحلوى العيد وهم لا يملكون قوت يومهم، وفي نفس الوقت فائض الطعام لدى البعض يشبع أحياء بأكملها؟؟.
نعم، كيف نحتفل بالعيد ومازال الثوب القديم هو ما يرتديه هذا الشعب المسكين البائس؟ ثوب مرقَّع بوعود العدالة الاجتماعية دون أن يدركوا أنه لا يجدي رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق ثوب مثقوب بخروم الحريات المهدرة، ثوب ممزَّق بالفتن الطائفية والقلق والخوف على أبنائنا في ظل حالة البلطجة المنتشرة، بل هو في الحقيقة ثوب ملطَّخ بدماء الشهداء الذكية.
كيف نحتفل بالعيد ولم يأت القصاص بعد من قتلة الثوار؟ كيف نبتهج ونغني ونطلق الألعاب النارية والقلب مازالت النيران متأججة بداخله؟ وإذا توافرت الحلة الجديدة كيف نرتديها وهي ليست مصنوعة بأيادٍ مصرية من أجلنا؟؟
صدقوني، لن نستطيع أن نفرح بعيد الثورة إلا إذا ارتدينا حلة جديدة منسوجة من خيوط الكرامة والعدالة والحرية والتسامح والمحبة والتآلف والتوحد من أجل صناعة حلة جميلة يرتديها جميع أفراد الشعب في زهو وافتخار. نعم العيد قادم، حيث سيقوم الجميع بإطلاق صيحات النصر على جميع قوى الفساد والجهل والظلم، وهنا نستطيع أن نغني مع كوكب الشرق "أم كلثوم" ونقول: "يا ليلة العيد أنستينا، وجددتي الأمل فينا"، ونحن نحاسب من سرق منا فرحة العيد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :