- نبيل عبد الملك لوطن ف المهجر:لانعارض الشريعة الاسلامية في الدستور ولكننا ضد الفقة والحدود؛ أشرف رميلة: سنعقد مؤتمر عالمي بشيكاغو عن الحريات الدينية في البلاد الاسلامية
- إلهام الثورات ودور الخواص في تغيير مجرى التاريخ
- بالصور.. معرض لرواد الفن التشكيلي يؤكِّد وحدة المصريين
- بالفيديو.. "أنطون وديع" المصاب بقنبلة غاز: "الداخلية" غدرت بنا و"العسكري" مسئول عن مجزرة "بورسعيد"
- ليسوا متواطئين
قراءة في ملفالأمور المسكوت عنها-(381) الأقباط...والجرعات الرسمية المخدرة!!
بقلم يوسف سيدهم
في مستهل هذا العام كتبت عن كشف حساب ثورة يناير في عامها الأول وكيف أن الأحداث الملتهبة التي حفل بها العام فتحت ملفات كثيرة وأفرزت تعهدات رسمية متلاحقة من جانب القيادة العسكرية والسياسية في البلاد لم يتم الوفاء بها....وانتظرت حلول عيد الثورة الأول في 25يناير الماضي لعل الحديث يتجدد حول تلك الملفات,لكن لم يحدث شئ...كثرت مطالب الفصائل السياسية والثورية في ميدان التحرير- وفي ربوع مصر- حول حقوق الشهداء,ومحاكمات رموز النظام السابق,والإسراع بخريطة طريق المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة من العسكريين إلي المدنيين,وإنهاء التحقيقات في أحداث قتل الثوار وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء...لكن لم أسمع أحدا يذكر الملفات التشريعية التي رحلت حكومة عصام شرف دون الوفاء بها وجاءت حكومة كمال الجنزوري دون التعهد بها.
إنها ملفات حقوق الأقباط المهدرة منذ عقود,والإصلاحات التشريعية التي طال انتظارها لترسيخ المساواة بينهم وبين المسلمين تحت مظلة المواطنة...فكم من جرائم ارتكبت ضد الأقباط استبيحت فيها كنائسهم وممتلكاتهم ومساكنهم ومتاجرهم وأرواحهم وأعراضهم عبر العقود الأربعة الماضية,دون أن يحرك القانون ساكنا ودون أن تنتهي أية تحقيقات أو محاكمات بإدانة أحد أو عقاب مجرم...وكم من تقارير صدرت عن المنظمات الحقوقية وعلي رأسها المجلس القومي لحقوق الإنسان تلح في ضرورة علاج الخلل التشريعي والأمني الذي يخلق مناخ التعصب والتطرف الذي يحيق بالأقباط...وكم من مبادرات برلمانية قدمت لمجلس الشعب تنادي بإصدار قوانين الحريات الدينية وقوانين تجريم التمييز لكن مصيرها كان ثلاجة التجميد!!!
وحتي بعد ثورة يناير وعندما تلاحقت أحداث العنف التي أصابت الأقباط وكنائسهم صدرت الوعود من رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بالإسراع بإصدار تلك التشريعات في غضون ثلاثين يوما,واعتقد الأقباط أنه أخيرا توفرت الإرادة السياسية للوفاء بهذه الوعود وصدقوها لكن مرت الأسابيع وانقضت مهلة الثلاثين يوما دون حدوث شئ,وتوالت أسابيع وشهور بعدها دون حدوث شئ أيضا,الأمر الذي أفضي إلي المزيد من الاعتداءات علي الأقباط وكنائسهم,ولم لا؟....ألم يؤد تقاعس المسئولين عن الوفاء بالوعود التي قطعوها علي أنفسهم إلي إرسال رسالة مغلوطة وخطيرة إلي المعتدين بأن جرائمهم ستمر دون حساب أو عقاب,وأن المناخ المريض بالتعصب والفرز باق كما هو,وأن الأمر لايعدو حقنة تخدير أعطيت للأقباط؟!!
وعندما انفجر بركان الغضب القبطي في ماسبيرو وسقط الضحايا والشهداء وروعت مصر والعالم من هول الأحداث الدامية التي تعرض لها الأقباط,انتفض المجلس الأعلي للقوات المسلحة واجتمع بوزارة الدكتور عصام شرف ليطلب منها سرعة إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة في غضون أسبوع وعلي أن يتم تضمينه نصوصا لتقنين أوضاع الكنائس القديمة غير المرخصة-سواء المفتوحة منها أو المغلقة-ومرة أخري صدق الأقباط,ليس لأنهم اقتنعوا بتوفر الإرادة السياسية تلك المرة,ولا لأنهم صدقوا التصريحات الرسمية,لكن لأنهم تصوروا أن بشاعة وجسامة مذبحة ماسبيرو ستنجح أخيرا في هدم الحاجز الرهيب الذي يفصلهم عن المساواة في حقوق المواطنة...لكن حتي ذلك فشل في تحريك ضمائر المسئولين نحو الوفاء بوعودهم وتصريحاتهم,وكانت تلك أيضا حقنة تخدير أخري أعطيت للأقباط.
ثم توالت الأحداث ورحلت حكومة الدكتور عصام شرف بعد أن فقدت تعاطف وتأييد الجميع-الثوار والأعداء وحتي الأصدقاء أيضا- رحلت غير مأسوف عليها...وجاءت حكومة الدكتور كمال الجنزوري الذي تحدث كثيرا وطويلا عن مسئولياته والتزاماته في الظروف العصيبة التي تولي فيها السلطة وتحديات الملف الاقتصادي والملف الأمني الواجب عليه مواجهتها,لكنه لم يذكر شيئا عن ملف الأقباط الملتهب أو عن وعود سلفه التي تنتظر التحقيق....انتظرت حتي يلتقط الدكتور الجنزوري أنفاسه ويأخذ فرصة عادلة لفحص التركة التي تركها سلفه ويقول لنا ماذا هو فاعل بها,لكنه لم يصرح بأي شئ وكأنه يراهن علي ضعف ذاكرة الأقباط أو يزيح الأمر برمته جانبا قائلاده مش وقته!!
وأتساءل متعجبا:ألم يكن الدكتور الجنزوري في مصر منذ اندلاع ثورة يناير؟...ألم يعاصر ويعايش الأحداث التي تعرض لها الأقباط بعد الثورة-بغض النظر عما تعرضوا له قبلها علي مدي أربعة عقود-؟...ألم يسمع عن كنيسة صول أو قطع أذن القبطي في قنا أو كنيستي إمبابة أو كنيسة الماريناب بإدفو؟....ألم يسمع الوعود والتصريحات المتكررة التي صدرت عن سلفه بإصدار القوانين وفتح الكنائس المغلقة وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة؟...ألم يفكر أن يسأل عن كل تلك الملفات التي تقبع حبيسة أدراج مجلس الوزراء عند توليه السلطة؟!!!...لا أجد إجابات شافية عن كل هذه الأسئلة,لكني أعرف تماما أن الدكتور الجنزوري كان في مصر طوال العام الماضي,لم يغادرها ولم يستدعه أحد من الخارج لتولي رئاسة مجلس الوزراء دون دراية بمجريات الأمور وتداعي الأحداث.
الآن عندنا مجلس شعب,ولدينا حكومة والمفترض أننا مقبلون علي فصل رقابي وتشريعي يمارس فيه المجلس دوره وتمارس فيه الحكومة مسئولياتها...هل نتوقع أن يتذكر أحد في المجلس أو في الحكومة مشروعات القوانين الخاصة بحقوق الأقباط ضمن الأجندة التشريعية,أم ننتظر كارثة جديدة تحيق بهم وتروع الوطن لنعطيهم جرعة مخدرة أخري؟!!
***كتبت هذا المقال قبل انفجار كارثة بورسعيد مساء الأربعاء الماضي لأفتح ملف تعامل الدكتور كمال الجنزوري مع الميراث الحقوقي المرير الذي انتقل إليه بقبوله الجلوس علي مقعد رئاسة مجلس الوزراء...لكن شاء القدر أن تطعن مصر مرة أخري في أعز أبنائها علي يد الأشرار الذين يتآمرون عليها...والآن يقف الدكتور كمال الجنزوري ووزير داخليته ومعهما المجلس الأعلي للقوات المسلحة في موقع المساءلة من مجلس الشعب المصري ، والمصريون جميعا يتساءلون:تحملنا الكثير خشية أن تهوي مصر في الفوضي والانفلات,أليس ما نعيشه الآن هو الفوضي والانفلات؟...إذا ما جدوي الدفاع عن السلطة الجالية أو الصبر عليها؟!!...وهذا ملف خطير تفتحه الآن مصر كلها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :