الأقباط متحدون | بأى حق نبكيك يا وطن...
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ | ٢٨ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بأى حق نبكيك يا وطن...

الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : ابوالنكد السريع

بأى حق نبكيك يا وطنى ونحن الذين ذبحناك بدم بارد وألقينا بالجثة الى الذئاب ؟ ونحن الذين ضربنا كل معاول الهدم فيك وبدأنا فى هدمك منذ أكثر من أربعين عاما . وبأى حق نرثيك ونحن الذين مزقناك اربا ؟ وبأى حق نبكيك ونحن الذين لم نتقبل حتى فيك العزاء ؟ وبأى حق نبكيك ونحن نتهم الاخرين باغتيالك ونتنصل من مسئوليتنا حتى للدفاع عنك وانت مثخن بالجراح ونرفض حتى أن نمد يد العون لك ؟

حقا انها مرثية للوطن العزيز الذى كان وطنا . وحتى الان لم أجد شخصا واحدا يتكلم عن الاسباب الرئيسية لحرق الوطن . وكل ما نفعلة اننا نعلق كل بلاوينا على الاخرين وهذة قمة الانانية منا وقمة الاستهتاروالغباء والتناحة منا . نعم كلنا لا نستحق هذا الوطن ويتحمل المسئولون الجانب الاكبر من المسئولية وأخص بالتحديد أجهزة الدولة وكل وسائل الاعلام والتعليم . نعم نحن الذين مزقنا الوطن وجعلناة طوائف وقبائل للتناحر وليس للتعارف . نعم نحن الذين قسمنا الوطن الى طبقات وجعلناها تتناحر قبل أن نعلمها فن الاختلاف واحترام الاخر ..بل جعلنا من الاخر المختلف عنا عدوا لنا ويجب قتلة ..

نبدأ القصة من الاول حينما قال الزعيم المؤمن انة رئيس مسلم لدولة اسلامية ..وبهذة العبارة المقيتة قسم الوطن الى مؤمنين وكفار ...وقد وضع المادة التانية فى الدستور المصرى - لغرض فى نفس المقتول - كى يقنن الفرقة بين المصريين ..وكأن المسلم لن يصبح مسلما الا بالدستور ..ولا يكتمل اسلامة الا بالمادة التانية .؟؟ وحينما أباح المقتول دم الاقباط بدون أدنى عقاب ..واختار معاونية من زبانية جهنم للاجهاز على الاقباط ولكن كانت النتيجة هى الاجهاز على الوطن كلة ..نعم عزيزى القارئ الوطن كلة هو الضحية الان ..كيف للمجرم الذى يقتل قبطيا ويحصل على البراءة كيف لة أن يحترم القانون بعد ذلك ؟ وللأسف الشديد فان الرئيس المخلوع بدلا من أن ينهض بالوطن فهو أكمل ما بداة سلفة وقام برعاية الفتنة الطائفية .....تم ارتكاب أكثر من 200 حادث عنف وقتل وتهجير ضد الاقباط - فى عهد المخلوع وحدة - ولم نسمع عن عقاب لارهابى واحد من الذين ارتكبوا هذة الاعمال الاجرامية ..وبهذا ترسخ فى ذهن المسلم انة لا يوجد عقاب لمن يرتكب أى جرم ضد القبطى ...ولم تكن الشرطة محايدة فى كل هذة الجرائم ...بل العكس كانت الشرطة فى عهد النبوى اسماعيل وحبيب العادلى بالذات شرطة ارهابية وخاصة ضد المسيحيين ..اذن كيف يستقيم العدل ؟ ومما يدعو للحزن أن القضاء المصرى لم يكن نزيها على الاطلاق فى كل القضايا الطائفية بل كان ينحاز الى جانب الغوغاء...والكتابة فى موضوع الفتنة الطائفية يحتاج الى مجلدات وليس الى مقال ...ونخلص مما سبق الى أن المجتمع انقسم الى أغلبية مسلمة يناصرها القانون والشرطة والقضاء والغوغاء ..وأقلية مسيحية مغلوبة على أمرها تتسول الحق والانصاف ولا من مجيب..

ولمزيد من التهييج والانقسام فان المسئولين أطلقوا العنان لوسائل الاعلام بجميع انواعها للتحريض على الاقباط ..وكذلك المؤسسات التعليمية والجوامع ..وحتى الذين يطلقون عليهم القاب رنانة مثل المفكر والاستاذ الدكتور والعلامة أمثال محمد عمارة والعوا والنجار ..وتم اتهام الاقباط بالكفر العلنى واباحة دمائهم ..وازدراء الديانة المسيحية من الكافة والعامة وعلى كل المستويات دون حسيب أو رقيب ..حتى وزراء الحكومة ومنهم عائشة عبدالهادى التى كانت تحرض على الاقباط وتقول انهم يملكون نصف الثرة مع انهم أقلية وكانها تريد ان تقول على الغوغاء انتزاع الثروة منهم ولو بالقوة...وبذلك تم تقسيم المصريين الى مسلم يشعر بالقوة - الزائفة طبعا - ومسيحى مستضعف رغم أنفة وبهذا نجحت الانظمة نجاحا باهرا فى اول معاول الهدم للوطن
بعد ذلك تم حرق منازل البهائيين وتهجيرهم وتكفيرهم فى الصحف وفى التلفزيون الرسمى للدولة - راجع ما تم فى قرية الشورانية مركز المراغة محافظة سوهاج..وما قالة وما كتبة الصحفى جمال عبد الرحيم وهو عضو فى نقابة الصحفيين ضد البهائيين والتحريض على حرق منازلهم دون عقاب بالطبع - ..وحينما يحكم القاضى بوضع " شرطة " فى خيانة الديانة للبهائى فهذا حكم باعدام البهائيين على يد القاضى والغوغاء ..وبذلك اصبح البهائيون فى وضع لا يحسد علية وهذة شريحة اخرى من التقسيم

ثم جاء الدور على المرأة ..هذة منقبة وهى أعلى درجة ..تليها المحجبة ...ثم السافرة والتى يجب قتلها او اصابة وجهها بماء النار ولا عقاب طبعا وبعض الوظائف محجوزة للمحجبات فقط ...ولا ننسى أن المرأة نصف المجتمع ..ومن الافضل ومن الشرع ان تجلس المرأة فى البيت الى وقت الرحيل انشاءاللة ...
ولم يكن الشيعة أحسن حظا من الاخرين - المسيحيين والبهائيين والمرأة - فان الشيعة أنجاس حسب الفتاوى والمفروض انة لا يوجد تشيع فى مصر حسب رأى فضيلة المفتى ..وهدم اضرحتهم حلال وقد حدث ونحن لا نؤمن بدولة الفقية ..ههههه....ز وبذلك اضيف الشيعة الى التقسيمة السابقة
بقى لنا المسلمون ...بسيطة ..نقسمهم الى اخوان وسلفيين ..وليبراليين - الطبقة الاخيرة علمانية اى كفار ويجب قتلهم ..- وبعد ذلك لا مانع أن نقول ان الفن حرام ..والفنانات عليهن ارتداء الحجاب او النقاب وهذا اضعف الايمان وعليهن الجلوس فى البيت ..وهذة شريحة اخرى
الكورة حرام ..وعلى من يلعب الكورة ارتداء الشورت الشرعى ...ومن يحرز هدفا علية السجود ركعتين للة ...واذا لم يسجد فهو كافر ..واذا سجد فهو كافر ايضا لان ارض الملعب غير طاهرة ..احسن شئ عدم اللعب والخليفة عمر أوصى بالفروسية والسباحة والرماية ولم يوصى ب كورة القدم..وطبعا باقى الالعاب حرام حسب ما يقولة الفقهاء الجدد أو القدامى

حتى فى الملابس ..يوجد جلباب فوق الركبة وهذا هو الزى الشرعى وماعداة فهو رجس من عمل الشيطان ..واللحية لزوم الفرض ...الشنب مختلف علية ..حف الشنب جائز وتربيتة ايضا غير مستحب ...الذبيبة أعلى درجات الصحة ولا خلاف عليها ...الساعة فى اليد اليمنى ...واليسرى كافر
لا أعرف بالضبط تم تقسيم المشجعين الرياضيين الى كفار ومؤمنين أم لا حتى هذة اللحظة ولكن أعلم ان الرياضة حرام ما لم يكن ذلك لخدمة الاسلام والمسلمين

نخلص مما سبق ان المسئولين السابقين والحاليين ..الرجال منهم والستات ..الاحياء منهم والاموات نجحوا نجاحا باهرا - وهو النجاح الوحيد - فى تفتيت المجتمع المصرى الى فرق ونحل ومذاهب وطوائف ..واصبح المجتمع المصرى هشا وأكثر هشاشة من القش .واصبح مستعدا للاشتعال مع اول عود ثقاب ..ولا ننتظر عود الثقاب من الخارج كما ندعى ..ولكن اصبح لدينا ملايين الولاعات وليس علب كبريت وبعد ذلك نتكلم وبكل بجاحة عن المؤامرات الخارجية واللهو الخفى والاصابع المدسوسة ونحن الذين تامرنا على وطننا العزيز ونحن الذين فتحنا الباب للذئاب وعلى مصراعيةوالان نزرف دموع التماسيح مع اننا غير مستحقين ان نبكيك يا وطنى ...وهذا المقال بمناسبة مأساة استاد بورسعيد وأعتقد انها لن تكون الاخيرة واتمنى ان يخيب اللة ظنى ولانقاذ هذا الوطن مطلوب غاندى مصرى وهو عنوان مقالى القادم - ان كان فى العمر بقية




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :