ميدو الزبال وامه تفيده
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
من قلب صعيدنا ومن جوا حوارينا
بحب احكى عن ولادنا وقلوب أهالينا
عشان هما اللى بيعبروا عن روح بلدنا
وإيمان ولادنا وفطرة وطيبة أهل وادينا
ودى حكاية ميدو وخالتى تفيده ...
ميدو كان فى القاهره المدينة ، بيجول بابتهاج بدون أنين
بياخد الزباله وعلى ظهره المسكين يشيلها دا واد أمين
يحملها فى الصندوق ويقول شي ياحمار بينا لتانى حاره
واسترها يا مولاى من أطفالها الصغار ، بيعكسوا الحماره
واحمينى ايوه ياربى ، من الراجل اللى اسمه هريدى
اصله لسانى حديدى ، بيضرب وكأنه ضرب حجاره
ميدو فى المدينه ، كل شهر يرسل لامه خطاب و حواله
وفيها متين جنيه للقمح والعليقة ، ومصروف كمان لاخواته
ويسأل عن الغنم والجاموسه ، وأمه المحروسه
وأمه فى كل أفطار ، تصرخ كمان وتصلى
وتقول يارب خلى ميدو ووسع رزقه
وكتر الاشغال ، عشان خاطر العيال
دا ابوه راح وسابنا وانت يارب ابونا
ميدوا فى المدينه ، بيشيل فى الزباله
بيلاقى يوم حصاله وفيها الف جنيه
بيردها لصحابها ، أصله دا واد أمين
حتى لو كان فقر دا هو اصيل ولو مسكين
ودارت الايام وقاموا زى الغوله
ودبحو الخنازير ، اصلى الحكومه بتغير
على شعبها الأصيل ومبدهاش امراض
وهى فى ارواحنا كل يوم بتقتل وتصيبنا فى مقتل
قالوا سعتها حاجات وكتير كمان أشاعات فى الاذعات
وغير كدا كمان قاموا خصخصوا الزباله ودوها للشركات
وبارت شغلته وقلت رزقته رغم انى الشوارع مليانه،
باطنان من الامراض والزباله ، اصلى الواد الجدع
كبده أتوجع فالكبد الوبائى من فيرس أسمه سي
وأمه فى الصعيد فى بعدها البعيد قلبها أنخلع
مهو ابنها الجدع ، كبده أتوجع وهى حاست بيه
قام ميدو ركب القطار وراح على الصعيد
و أمه من بعيد ، صرخت وقالت يا كبدى
مين لينا غيرك يا ولدى ، يارب تلطف بيه
ومن المرض تشفيه ، ومن شرها تنجيه
وكمان سنين طويله تديه ، ميدو فى بيته نام
والام ما بتنام ، تخلع فى نص الليل
من فوق راسها الطرحه وتقول كمان بالصرخه
انا عمرى مش هقول فيه هناك، فى السماء رب كريم
لو ميدو ابنى جراتله حاجه ياربى، وان شفيته يارب
انا همشى لدير الملاك ومعايا فطير وخروف وجدى
لخواتنا الغلابه ، وعشان الفقير يزفر ومن فرحته يطير
ربك مع الغلبان ، بينظر الى التعبان ويساعد المسكين
قام جاله الملاك ، نجاه من الهلاك ، وداله كبد جديد
وبقى في صحه حديد ، راح للدكتور قاله دا كبدك عال
اتجوز وجيب عيال ، الفيرس اصلى بعجيبه أنشال
زعرتى يا تفيده وفرقى الشربات ، عندك على الجارات
وكمان فى الحارات ، صلواتك المقبوله تعمله معجزات
رجع ميدو للمدينه ، وبقى يبيع لمون ، اصلى دا سوقه مجنون
ومكسبه مضمون ، وتفيده كل نور صباح تصلى للفتاح
تفتحها يارب عليه وكمان تهدى باله ، وتديله بنت حلال
تجيبله حتى عشر عيال ، ينفعوا ويساعدوا على الرزقة فى الاشغال
ويشيلوا عنه احمال . ميدو فى المدينه أحميه يارب وصونه
ميدو بقى يكلم أمه كل مساء ويقولها الاخبار عن الثورة والثوار
اصلى بقى معاه ومعاها محمول، والدنيا أتطورت ومصر تغيرت
يمكن يكون للاوحش ، دا الامن أكتر كمان بيغش ، صلى يا أمى معايا
مش عشانا انا وحدى ، دا مصرمحتاجه كتير دموع مع صلوات
وعمل ليل ونهار ، حتى بلادنا تنظف من الفساد وكمان من الاستعباد
هاتى فى نص الليل يا تفيده، وقولى يارب واطلبى من الملاك
يشفيلنا قلب مصر النازف ، ويبعت الملاك يشيل عنا الهلاك
ويدينا حاكم عادل يغير الاحوال ، وقولى يا امى وادعى كمان
عشان البرلمان بقى كله من الاخوان ، يمكن يغيروا ويبدلوا ويعدلوا
وان كان علينا يامى انظلمنا من اليونان والرومان ومن اللى فتحوها زمان
واحنا يا امى كمان شعبنا قربان على مذبح السياسة لحسنى أوالعسكر او الاخوان
لكن عسل ولعل ، حال البلد الفاسد المنشل، يتغير ويعمر والظلم كمان ينزاح
نبقى كدا فى أفراح ونجيب خروف وعجل للملاك لما ننجو من الهلاك؟
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :