هـل يُعـقـل أن يحدث هـذا في القرن الواحد والعشرين؟؟!!
بقلم: أنطوني ولسن
نحن نعيش في العام الثاني عشر من القرن الواحد والعشرين، ومع ذلك نسمع عن أحداث لا يمكن أن يصدقها عقل تحدث في "مصر".
"مصر" أم الدنيا ومهد الحضارة ومنارة العلم والعقل والحكمة، يُهان أهلها بهذه الطريقة المشينة، والتي ظنَّت البشرية أنها قد انتهت منها منذ عهود الظلام والعبودية.. يحدث في قرية "شربات" بـ"النهضة" بـ"العامرية" التابعة لمحافظة "الإسكندرية" حرق منازل، وسرقة محال تجارية لأقباط، والتهديد لهم بالتهجير من أجل ضبط شاب "ترزي" قبطي مع سيدة مسلمة سيئة السمعة!!!.
امرأة سيئة السمعة كما جاء في الخبر ضُبطت في حالة تلبس مع شاب "أي شاب أو أي رجل"، طبقًا للقانون أن يتم القبض عليهما من مكتب مباحث الآداب التابع للقسم أو المركز التابعة له القرية، ويقدما إلى النيابة العامة بتهمة "الدعارة"، وغالبًا ما يُفرج عن الرجل ويعتبر شاهد للواقعة ويتم حجز المرأة إلى أن يتم عرضها على النيابة التي تحيلها إلى القضاء. ينظر قاضي المحكمة التهمة الموجهة إليها ويقضي بالحكم.
وهنا أتذكَّر ذلك المشهد من فيلم "طيور الظلام"، عندما ضُبطت بطلة الفيلم في موضع مشابه وكان على محاميها "عادل إمام" أن يذهب إلى المحكمة ليتعرف على شخصية القاضي الذي سينظر القضية فيلجأ إلى زميله المحامي الذي انتمى للجماعات الإسلامية ليدافع عنها، يقبل الزميل بعد جدال، وبالفعل يُحكم عليها بالبراءة.
قضيتنا أنه لم يتدخل القانون، بل تدخَّلت المجالس العرفية.. المجالس العرفية في "مصر" أصبحت المسيطرة على كل حادثة يكون الطرف الأخر فيها قبطي، سواء كهذه الحالة أو الاعتداءات على الأديرة والكنائس وما شابه ذلك. وأصبح أقباط "مصر" هم "الملطشة" و"الحيط المايلة" لكل منْ هب ودب تحت فكرة "مال النصارى وعرضهم غنيمة لنا". أما إذا اعتدى مسلم على مسيحية واغتصبها، وليس كما هو الحال في قضيتنا والتي ضُبط فيها القبطي مع امرأة مسلمة سيئة السمعة يمارسان الرذيلة، فالقانون في حالة الاغتصاب "طناش"، وفي سابع نومة...
الجلسة العرفية بـ"العامرية"، وأعرف أنها قريبة من "مرسي مطروح" والعرب هناك لهم جلساتهم العرفية، هدَّدت بطرد وتهجير 8 عائلات مسيحية من القرية بعد حرق منازلهم ومتاجرهم، تمامًا كما حدث في قرية "أطفيح" وحرق وهدم الكنيسة والإصرار على طرد وتهجير جميع أقباط القرية لولا تدخل الشيخ "حسان"!.
واقعة قرية "شربات" مختلفة، لكنها أيضًا متشابهة مع ما حدث في "نجع حمادي"، ونفس القصة "قبطي مع مسلمة".
طيب المسلمة في كلتا الحالتين تعتبر بائعة هوى، وبائعات الهوى للهوى القبطي والهوى المسلم، وأي هوى يحب الهوى.. إنها لا تقول لأ اختشي إنت نصراني كافر لما تاخد الهوى مني أروح النار مع الكفار، لأ.. لأ إبعد عني!!.
بائعات الهوى في بلادنا الشرقية لسن كما يسميهن المجتمع "مومسات"، بل هن فقيرات محتاجات، وعلى رأي "غادة عبد الرازق" في فيلم "حين ميسرة" عندما التقت "سمية الخشاب" المسكينة وأخذتها معها إلى بيتها واهتمت بها، وفوق السرير حاولت أن تمارس معها السحاق فصرخت "سمية" وقالت لها "كلكم كده"، فردت عليها "غادة": "هو إنتِ حلتك حاجة غيره؟".
أرجو أن يسامحني القاريء لاضطراري الاستشهاد ببعض من مشاهد الأفلام.. لأنها مع شديد الأسف تجسِّد لنا حقيقة ما وصلت إليه أحوال "مصر" من تردي وضياع.
أصبح القبطي في "مصر" مستهدفًا إن كان فقيرًا "ذكر أم أنثى"، يتم الإلتفاف حوله لأسلمته وبعدها هو أو هي وحظه أو حظها. وبالنسبة للغني يصطادون له ذلات الآخرين فيقومون بإحراق منزله "منازلهم" ونهب وسرقة متاجرهم والتهديد بالطرد أو الطرد فعلاً!.
نحن أمام مشكلة حقيقة تواجه المجتمع المصري الذي ضاعت هويته المحبة والمسالمة، وليس أمامنا سوى البرلمان "المجلس الشعبي" الذي أصبحت غالبيته من الجماعات الإسلامية. ونسأل: هل يُعقل أن يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين؟؟!!.
بل وأضيف: وهل يصح هذا والمسلمون يتطلعون إلى أن يكون لهم وجود في العالم كله ويعترف الغرب بدينهم وبهم ويصلون إلى سدة حكم الغرب النصراني الكافر؟؟!!.
آلا تخشون من معادات أو عدم قبول الغرب وبعضًا من دول العالم لكم ولوجودكم معهم، ويخافون منكم على مستقبل بلادهم لما يحدث في "مصر" وغير "مصر" للمسيحيين الذين استقبلوا الإسلام ورحَّبوا به وبالمسلمين أن يحدث لهم ما يحدث للمسيحيين في "مصر" الآن وقبل الآن؟؟!!.
أنا أحب "مصر" وكل المصريين، وأُصر أنه مازال لي شقيقات وأشقاء لم تلدهم أمي ولم ينجبهم أبي في "مصر" من المسلمين. فهل يا مجلس الشعب ستعيد لـ"مصر" وجهها السمح الباسم الذي استقبل كل لاجيء إليها بالترحاب؟؟!!.
أتمنى...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :