الأقباط متحدون | قنابل العار المسيلة للدماء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٠٤ | الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ | ٢ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

قنابل العار المسيلة للدماء

الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : نسيم عبيد عوض

 
كانت البداية قنابل مسيلة للدموع ‘ ولكن ما يحدث اليوم على شوارع مصر ‘ ماهو إلا عار فى قنابل مسيلة لدماء المصريين فى كل مكان ‘ إن تحول ثورة مصر التى إفتخر بها العالم ‘ ووقف مبهورا بثوار ميدان التحرير ‘والتى أطاحت برئيس جثم على أنفاس مصر ثلاثين عاما ‘إلى هذا النحو من العار ‘ ولمجرد رغبة الثوار والبلد كلها فى تطهير الوطن من كل عناصر الفساد والظلم والإضطهاد والتخلف ‘ تحولت الأمور بداية من قنابل مسيلة للدموع ‘ ووصلت اليوم الى قنابل العار التى تسيل دماء المصريين على يد مصريين فى شوارع مصر.
 
وبدأت قنابل العار من يوم 28 يناير بقتل الثوار وسحلهم على أسفلت الشوارع ‘ وإفقاء عيونهم برصاص قناصة الداخلية ‘ وفى اليوم الأول للعار ذهب ضحيته المئات من القتلى وآلاف العيون وغير الآلاف المصابين بالعجزالجزئى والكلى ‘ وإستمر مسلسل العار المستخدم فيه القنابل المسيلة للدموع وقنابل غازات كيماوية  ورصاصات حية ورصاصات خرطوش ‘ وبدلا  من إستخدام هذه الإسلحة فى الحروب أو فى إصطياد الحيوانات إستخدمت ضد شعب مصر ‘ وبيد  المصريين فى السلطة سواء المدنية أو العسكرية ضد أهلهم المصريين ولذلك سماها العالم بالعار لقتلهم ثوار بلدهم الذين يريدون الخير لها وتطهيرها ‘ فكان جزاءهم القتل .
 
 وبدأ العار من يناير فى ميدان التحرير وكل ميادين التحرير فى مصر كلها ‘ وشمل القتل الرجال والنساء من كل الأعمار ‘ وإستمرت التصفيات الجسدية للمصريين من مسرح البالون ‘ ثم التحرير مرة أخرى ‘ محمد محمود وحول مقر وزارة الداخلية ‘ وسفك دماء  ودهس أجساد شباب الأقباط ورميهم فى نهر النيل على أيدى قوات الشرطة العسكرية ‘ ثم مجزرة شارع مجلس الوزراء ‘ وعودة الى محمد محمود ‘ ومجزرة قتل مشجعى النادى الأهلى ال74 ومئات المصابين ‘ وعودة لإستخدام القنابل المسيلة للدموع والخرطوش فى شوارع وزارة الداخلية ‘ الشعب يتساقط بالمئات أمام خرطوش الداخلية ‘ ورجال السلطة يتفرجون ولا يبالون.
 
والعار الحقيقى هو القتل النفسى لشعب مصر وتمثلت فى عمليتين من أقذر العمليات التى تشبه ماكان تفعلة الفاشية والنازية فى شعبها ‘ الأولى كانت  فى معسكرات الهايكستب لجيش مصر ‘ وأجبروا البنات من ثوار مصر على التعرية والكشف على عذريتهم ‘ وكان القصد إذلالهم نفسيا وروحيا ليخرجوا للمجتمع محطمين نهائيا فلا يعودو لميدان التحرير ‘ هذا العار قد تكرر فى الهجوم على الشعب فى عملية مجلس الوزراء الحربية التى قادتها قوات الصاعقة والمظلات ‘ وشاهد العالم كله أن جيش مصر يهين الشعب بالسحل والضرب وتعرية النساء وسحقهم بالأقدام . والذى حدث من قيام قوات الأمن من السماح لمن يستخدمونهم من البلطجية ‘ بالتحرش وإغتصاب الفتيات فى وضح النهار والإعتداء على كل من يحاول تخليص الفتيات من أيديهم ‘ وقد روت إحدى الصحفيات فى جريدة الأهرام ماحدث لها " هذه المرة أنا إحدى ثلاث ضحايا من الفتيات ممن تعرضن للإغتصاب أجدنى لأول مرة لا أستطيع وصف الفعل الشنيع والمشين .. نعم تعرضنا لمحاولات دنيئة وشديدة لهتك أعراضنا وأرواحنا ونهش لحمنا من كلاب مسعورة – بيسموهم بلطجية مندسين فى الشوارع المحيطة بالميدان ووزارة الداخلية لكى يضربوا ويحرقوا ويشوهوا وجه مصر وثورتها ‘ والآن يحاولوم هتك عرضها وشرفها بهتك عرض بناتها ‘ان ماحدث لنا كان على بعد أمتار من وزارة الداخليةوأن صرخات استغاثتنا من المستحيل ألا تكون قد وصلتهم ‘الكلاب المسعورة تجمعوا حولى كالذبيحة فى محاولات عديدة متعمدة لإشعارى بالذل والمهانة ‘ لا يمكن لأى فتاة على وجه الأرض من الصعوبة من محولات مستميتة لمنع أيادى قذرة من العبث بجسدها وروحها وكرامتها وهم يبدون ككلاب مسعورى.. ‘ وأنا أعرف هؤلاء الكلاب المسعورة ‘ من موقف سابق معى فى ميدان التحرير من ضابط كان محميا بعدد كبير من البلطجية يحملون المطاوى والأسلحة البيضاء وهددنى بأن أذهب من هنا فورا وإلا فسوف يطلقهم على ! والمعنى مفهوم ‘ ولم يحدث وقتها ولكنة حدث اليوم .. " وإستكملت الصحفية شرح ماحدث لها ولباقى الفتيات ‘ وقد حدثت هذه الإعتداءات بالتحرش والإغتصاب لمئات من النساء المصريات والأجنبيات ‘ ولأنه على مرأى من سلطات الأمن فهو العار الحقيقى!!
 
ويروى لنا القس يوحنا مكين راعى كنيسة العذراء فى باب اللوق والتى فتح أبوابها لتكون مستشفى ميدانى يعالج المصابين ‘ تحدث عن صبى صغير إسمه كريم جاء للمستشفى ليعالج خمسة مرات فى ليلة واحدة من إصابات الخرطوش الذى يطلقه عليهم رجال الشرطة ‘ يقول لقد سألته إن كان عنده إخوة قال له واحد ولكنه مات ‘ فسألته إمتى قال يوم 28يناير2011‘ ويقول الأب حينئذ عرفت سبب إصرارة على الإعتصام رغم صغر سنه وتعدد إصاباته ‘ أليس هذا هو العار بعينة؟؟
 
 قنابل العار لا تتوقف ‘ فالقاتل معروف ولكن المسئولين عن أمن البلد ‘ يقفون فى مجلس الشعب وينكرون معرفتهم ‘ ولأنهم هم الجناة فيتجاهلون الخزى والعار عليهم والذى سيبقى فى جبينهم طوال العمر ‘ لقد سجل التاريخ موقف مشهود لرجال الشرطة المصرية يوم 25 يناير 1952 يوم أن تصدى رجال الشرطة لقوات لإحتلال الإنجليزى ‘ ودافعوا عن مبنى محافظة الإسماعيلية حتى سقط منهم 50  قتيلا وثمانون من الجرحى ‘ وقد أعطاهم الرئيس المخلوع يوم 25 يناير كأجازة رسمية يحتفل بها شعب مصر بيومهم فى 2009 ‘ وفى إحتفال لهم فى 2011 سقطوا وسقط رئيس دولتهم ‘ ومنذ ذلك الوقت وهم يطلقون على شعب مصر قنابل العار المسيلة لدماء المصريين.
 
وقد شهد العالم كله بقنابل العار التى تطلقها السلطات المصرية العسكرية على شعبها وترديهم قتلى وجرحى ‘ فخرجت علينا منظمة العفو الدولية ببيان لها اليوم لتعلن للعالم أن أنصار منظمة العفو الدولية فى 16 دولة سيشاركون فى إضراب مفتوح يوم 11 فبراير بالتزامن مع اضراب شعب مصر ‘ وسيكون إضرابهم فى مختلف المدن فى أنحاء النمسا ‘وبلجيكا ‘والمانيا ‘وفنلندا ‘وفرنسا‘وإيطاليا ‘ نيبال ‘ والنرويج ‘ بارجواى‘ وأسبانيا ‘وسويسرا‘ وابريطانيا ‘ لوكسمبرج ‘ المغرب العربى ‘ هولندا ‘ وأيسلندا ‘ وقد أعلن ذلك رئيس منظمة العفو الدولية بنفسه اليوم " لإظهار تضامننا مع الناس الذين يعانون من القمع الوحشى بشجاعة وكرامة  ‘ وإحتجاجا من العالم على مايحدث والمطالبة بوقف القتل والتعذيب ومحاسبة المسئولين عن هذة الإنتهاكات " ولعل هذا إنعكاس للرأى العام العالمى والدولى ‘ حتى لا يكذب أحد مايحدث لشعب مصر.
 
 وقد نزلت اليوم القوات المسلحة بمدرعاتها وعرباتها وقواتها لشوارع مصر وأخيرا ‘ لحماية كما قالت مؤسسات الدولة ‘ ولم تقل لحماية شعب مصر ‘ لأنهم هم حقيقة الذين يحمون مؤسسات بلدهم ‘ وهم الذين يقتلون فى الشوارع ‘ وهذا التحرك من جانب القوات المسلحة هو قنبلة عار أخرى لا نعلم ماهى نتائجها ‘ وفى يوم الإعتصام يكرم المرأ أو يهان. 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :