الأقباط متحدون | الهجرة الأجبارية للأقباط وآثارها على مصر فبراير2012م
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٠ | الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ | ٩ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الهجرة الأجبارية للأقباط وآثارها على مصر فبراير2012م

الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  د.ماجد عزت إسرائيل

 

 هناك العديد من العوامل الطبيعية و البشرية التي تؤثر في توزيع السكان على سطح الكرة الأرضية، ومنها التقدم الحضاري والاقتصادي، والمشكلات السياسية والحروب ووفـــرة وسائل النقـــــل وغيرها ،والهجرة السكانية تعد من أهــم نواتج شتى هــــذه العوامل التى تترك أثرها على التوزيع العالمى للسكان.
 
مفاهيم عن الهجرة
 والهجرة تتعدد أنماطها:فكلمة "هجرة" تعنى أنتقال الأنسان من مكان إلى مكان آخر،ولكن أنتقال الأنسان داخل بلده تعنى "هجرة داخلية"،أما انتقاله خارج حدود الدولة السياسية فتـــعنى "هجرة خارجية"أما هجرة الإنسان خارج دولته وعـــودته مرة آخرى فيعنى"هــــــجرة عائده" وهناك "هجرة أختيارة"تتم بناء على رغبة الإنسان،وهــــناك "هــجرة موسمية" من أجل العمل والعودة مرة آخرى عند نهاية الموسم،وهناك "هـجرة أجبارية" من  أجـــــل صالح الدولة،نذكر على سبيل المثال هجرة سكان مدن قناة السويس أثنـــاء الحروب المصرية الإسرائلية(1967-1973م)،من أجل الحفاظ على العنصر البشرى(الأيدى العاملة) وهجرة سكان منطقة بناء السد العالى إلى كومبو من أجل أنشأه بهدف(اقتصادى- اجتماعى).
 
الهجرة الأجبارية للأقباط
 أما أخطر أنواع الهجرة الأجبارية"هجرة العزل الجبرية" هذا النوع الذى يتعرض له الأقباط الآن فى مصر،من طرف مجموعة من بعض المتشـــددين المســــلمين، ويهدف إلى العزل بين الطــــوائف على أساس الــدين من أجل ازاحــــة الأقلية وتفتيتــــها، وأجبارها على الخــضوع للاغلبية،أو تشتيتها من أجل أجبارها على اللـــجوء للهجرة الخارجية وهـــذا ما تتـــــــمناه، أو الخضوع لها لتنفيذ قراراتها الخارجة عن قانون الدولة،لأن كل ما تقوم به هـــذه الجماعات فى ظل غياب هيبة الدولة.  
 
تفتيت الأقلية القبطية
 ومما لاشك فيه أن الأقباط فى مصر  يتعرضون الآن  لتفتيت أقليتهم أو أختراق تماسكهم،نذكر على سبيل المثال ما تعرضت له مدينة"أسيوط"فى صعيد مصر فكـــان أغلب سكانها من الأقباط ،ففى عهد الرئيس الراحل"السادات" سعى إلى أنشاء جامعة الأزهر بذات المدينة،فى عهد المحافظ المتشدد "محمود عثمان"،ومن هنا تم أختراق التماسك القبطى فى ذات المدينة،أما حى شبرا فالمعروف عنه حتى سبعنيات القرن المنصرم، كانت أغلبيته سكـــــــانهأ أقباط،ولكن بدأ تفتيته بأختراق بعض المتشددين إليه،ولـــذا أجبر الأقباط على الهجرة داخليـا أو خارجياً،ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك علاقات تجمع ما بين الأقبـــاط والمسلــــــمين كنموذج للمواطنة، ويجب أن يحتذى بها،وهذا ما نتمناه لمصرنا العزيزة.
 
وهناك حالات لخـــطف الفتيات والنساء القبطيات من أجل أشهار أسلامهم، والزواج من بعض الرجال المسلمين،وهنا يلـجاء والد المختطـــــفة للهروب من المكان، أو الهجرة،لأن مجتمعنا له عادات وتقاليد أصيلة، وهناك البعض من الأفراد المتشـددين القـــــائمين على حرق الكنائس و بعث روح الرعب والتهديد والقهر لدى البعض من الأسر القبطية،فلــم تجد هذه الأسر حالا إلا الهجرة أما الداخلية أو الخارجية ولكن فى الغالب تكون النوع الثانى.
 
على أية حال،  يتعرض الأقباط فى مصر منذ أوائل شهر فبراير2012م،بقرية شربات بالعامرية بمدينة الإسكندرية، لأجبار من جانب بعض الجماعات الاسلامية المتشددة،للهجرة الأجبارية،بسبب أدعاءت ثابته فى كل مثل هذه الحالات ــ أما شاب مسيحى على علاقة بفتاة مسلمة أو العكس والفتاة المسيحية تم تهريبها لدى الكنيسة نذكر أمثلة عبير سبب شرارة أحداث أمبابة، أو قطع أذن مسيحى بنجع حمادى ــ  حل الأمر سهل جلسة عرفية،تدين الأقــــــــــباط وتجبرهم على ترك موطنهم الأصلى، وبيع ممتلـكاتهم،وفى الغالب هذا النوع من الهجرة  ما هــــو إلا هجرة جبرية،وما يحدث اليوم فى قرية بشار بمـدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية،من تهـجم ونهب منزل الــــــــقس"جرجس جميل"ومحاصرة الكنيسة" وتهديد الأقباط ونهب منازلهم وتهديهم فى الغالب مقدمة لأجبارهم على الهجرة.وما تعرض له شقيقان بمدينة  أسيوط من قتل أمــــام أولادهم الأطفال وزاويهم ،يعبر كل هذا على الضغط على الأقباط وأجبارهم على ترك موطنهم الأصلى.
 
آثرالهجرة الأجبارية على الأقباط 
 ـــ تفتيت العائلات القبطية بالريف المصرى وتشتتها فى شتى ربوع مصر،ومن هنا لاتجد إلا الهجرة خارج البلاد أمامها،وخاصة  كبار العائلات القبطية.
ــ ضياع بعض العائلات القبيطة لمــــمتلكاتهم من الأراضى الزراعية و المـنازل والمــواشى والمحلات التجارية والسيارات،وهذه سياسية أتبعتها إسرائيل مع الفلسطنيين منذ عام 1948م ، حتى تصل الدرجة لعدم تملك الأقباط أراضى بالبلاد، من أجل أزاحتهم من أمامهم.
ــ خضوع الأقباط لكل ما تصدره هذه الجماعات من أحكام،نذكر ما تم تنفيذه على من قطعت أذنه،ومن تم تهجيرهم فى العامرية.
ــ هجرة الأقباط الخارجية وتشتتهم فى بقاع العالم،مثل ما قام بها الأتراك ضد الأرمن ما بين عامى(1896-1898م)، والنتيجة تشتتهم الأن فى كل بقاع العالم.
 
أثر هجرة الأقباط الأجبارية على الدولة 
ــ هجرة الكوادر العلمية والبحثية من الأقباط إلى خارج البلاد.
ــ ضياع هيبة وقوة الدولة.
ــ عدم تنفيذ القانون.
ــ هجرة رأس المال القبطى للخارج.
ــ تفكك وحدة عنصرى الأمة.
ــ شعور المصريين جميعا بعدم الأمن والأمان.
 
وأخيراً،أتمنى أن لا نصل إلى هـــــذه المرحلة من الهــــجرة الأجبارية،ربما لا يمكن لى تخيل الصورة  أو التركيبة الاجتماعية للمجتمع المصرى بدون الأقباط أحفاد الفراعنة،أو أزى جازى لنا التعبير قطع حلقة الوصل عبر سبع قرون، ما بين الحضارة المصرية الــقديمة والــــــعرب الوافدون إليها من الجزيرة العربية.
 
علينا جميعا مساندة الأمن والجيش من أجل تنفيذ القانون،والمحافظة على مصرنا الحبيبة التى تمتلك غالبية آثار العالم،من أجل عودة السياحة،والنشاط الاقصادى.
 
وعلينا جميعا التخلص من النعرات الهدامه، التى فى المقام الأول والأخير هدفها هدم كيان الدولة،وعلينا أن نحلم بمجتمع متقدم يحترم فيه الآخر؛ إى كـــــــان سلفى، أخوانى، قبطى، ليبرالى، شرطى،عسكرى، للأن مصر الآن تحتاج وحدة الجميع.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :