الشخصية المصرية تتكون من ملامح الحضارة الفرعونية، والقبطية، والإسلامية
الشخصية المصرية تعيش الآن ثورة اجتماعية وحالة من المخاض الطبيعى
الفوضى والانتهازية بتضرب بقسوة المجتمع المصرى
لاسباب تافهة تتأجج الفتن الطائفية وتتحطم الكنائس وتزهق الارواح وتدمر الممتلكات

كتبت: ميرفت عياد
" مصر هى أول دولة يحدث بها تعايش بين المسلمين والمسيحين فى التاريخ ،والشخصية المصرية تتكون من ملامح الحضارة الفرعونية، والقبطية، والإسلامية " هذا ما اكده الدكتور عادل محمد المدنى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر خلال الندوه اقامتها  ساقية عبد المنعم الصاوى تحت عنوان " الشخصية المصرية والتغير الاجتماعى " معبرا عن ان وسائل الاعلام بجميع صورها المكتوبة والمقرؤة والمرئية ذات تاثير قوى على الشخصية المصرية .

ثورة اجتماعية
وعن حالة العدوانية التى تفشت بعد الثورة فى المجتمع المصرى اوضح الدكتور المدنى ان تفسير تلك العدوانية التى زادت فى الشخصية المصرية فى الفترة الأخيرة يرجع الى ان الشعب المصرى يعيش حالة من المخاض الطبيعى بعد فترة كبيرة من الزمان عاشها المجتمع المصرى فى كبت ، فالشخصية المصرية تعيش الآن ثورة اجتماعية مما يجعلها تعبر عن ذاتها بطريقة مبالغ فيها ، الا ان هذه الحالة ستتلاشى بعد انتهاء هذه المرحلة والانتقال إلى مرحلة الإنجاز وستصل الشخصية المصرية بمرور الوقت إلى وضع وسطى بين الحرية المبالغ فيها والكبت والتقيد الذى عانت منه سنين .

ثقوب في الضمير
وعن مستقبل الشخصية المصرية بعد ثورة 25 يناير - تحدثت الاقباط متحدون - الى العديد من الجمهور الحاضر للندوة الذى اكد على ان الثورة وضعت دستور اجتماعى جديد لعلاقة المصريين بعضهم البعض ، فالثورة المصرية التى اسقطت نظام الحكم السابق يجب ان يعقبها ثورة أخلاقية تهدف الي تغيير السلوكيات الاجتماعية السلبية من رشوة وتزوير ووساطة ، خاصة ان المواطن المصرى قبل الثورة اصيب بثقوب كبيرة فى ضميره وهى ما تحدث عنها الدكتور أحمد عكاشة في كتابه "ثقوب في الضمير" واصفا الانهيار القيمي الذي أصاب الضمير العام في مصر ، فللاسف قام النظام السابق بتجريف الشخصية المصرية غارسا بذور الفساد فى جميع مناحى الحياة  .

التعصب والكراهية
وبنبرة حزينة تحدث احمد طالب جامعى عن حجم الفوضى والانتهازية التي اخذت تضرب بكل قسوة في جسد مصر الضعيف والمنهك من كثرة الامراض التى اصابتها خلال الثلاثين عاما الماضي من فقر وجهل ومرض وتعصب وكراهية وغيرها من سلوكيات سلبية اصابت الشخصية المصرية فى الصميم ، فمن يتخيل ان يقاتل المصريين بعضهم البعض فى مباراة كرة قدم ، او يحرقون المجمع العلمى يحرقون ماضيهم وتراثهم،او لاسباب تافهة تتأجج الفتن الطائفية ويقومون بتحطيم الكنائس وتزهق الارواح وتدمر الممتلكات ، للاسف غاب العقل الجمعى وغاب معه روح التسامح والمحبة.

وغابت ايضا سيادة القانون الذى لم يحكم حتى الان على مرتكبى الجرائم الطائفية بداية من الجريمة النكراء التى حدثت فى ليلة العيد فى نجع حمادى منذ سنتين مرورا بامبابه واطفيح وماسبيرو نهاية باحداث العامرية ، لصالح من يتم تمزيق جسد الوطن بهذا الشكل المرعب ، لصالح منا يسرقوا ارواحنا ودماءنا التى سفكت على تلك الارض بحثا عن الحرية والكرامة  .
 

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :