الأقباط متحدون | رئاسة متفبركة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٤ | الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢ | ١٣ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رئاسة متفبركة

الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢ - ١٣: ١٠ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
 
اسمحوا لي أحبائي القراء أن أكون صريحًا معكم، لقد أخذتني الأحداث الخاصة بـ"بورسعيد" وغيرها، وجرفتني معها دونما أن أنشر هذا المقال الذي تأخر، لكن أعتقد أنه أن تتأخر في عمل واجب وتعمله خير من ألا تعمله خالص، وطبعًا كلكم تعرفون أن الاعتذار واجب، وعليّ أن أعتذر الآن للرئيس "مبارك"، وهذا الاعتذار سأقدِّمه بناءًا على ما تكشّف لي من من خلال متابعتي لمرافعة المحامي الجهبز "فريد الديب"، إذ اكتشفت بما لا يدع مجال للشك أنه على حق، وأننا ظالمين، نعم ظلمنا الرئيس المخلوع السابق "مبارك"، ففترة رئاسته لـ"مصر" كنا مغيبين يا جماعة، فهو لم يقترف ذنبًا واحدًا، لم يخطئ خطأ واحدًا يستحق المحاكمة، ولا المساءلة عليه، لم ينزف متظاهر واحد قطرة دم، لم تُطلق رصاصة واحدة على متظاهرين، ولا خرطوش ولا قنابل غاز، ولم تدهسهم سيارات الأمن، فكل ما رأيناه كان مفبرك!!.
 
 
وبالتالي، نحن أيضًا كنا مرؤوسين من رئيس لم يكن يترأسنا، نعم عزيزي القارئ، فما كنا فيه كان رئاسة متفبركة، أيوه صدقني، فلم يكن الرئيس "مبارك" يرأسنا، بل كان كل ده ولمدة ثلاثين عام كنا تحت تأثير خداع الفوتوشوب، الله لا يسامحه إللي عمل الفوتوشوب، فالرئيس "مبارك" ليس مسؤولاً عن تصدير الغاز لـ"إسرائيل" بأسعار بخسة، وليس مسؤولاً عن كل هذه الأمية التي يعيش فيها الشعب المصري، سواء أمية القراءة والكتابة أو الأمية السياسية، وليس مسؤولاً عن الفقر الذي بسببه- مع الأمية- اختار الشعب المصري أولئك المنتفعين من الثورة ليحكمونه ويحددوا له مستقبله.
 
 
نعم يا أيها السادة، لقد اكتشفنا أخيرًا أن الرئيس "مبارك" ليس مسؤولاً عما حدث في "مصر" ولمدة ثلاثين عامًا من مصائب وكوارث وحوادث وقرارات خاطئة وكارثية. الرئيس مبارك بريء يا جماعة، إللي كان بيحصل في "مصر" كان كله "فوتوشوب"، فبركة من إللي حواليه، كانوا بيخدعونا، مفهمين الشعب الغلبان إن فيه حد بيحكمه بيفرجوه على فيديوهات وصور متفبركة، وهو بيخطب وهو بيفتتح مصانع ومحطات كهرباء وكباري، ومافيش حد في الحقيقة، ولا فيه مصانع ولا فيه كباري، أو يمكن يكون كان فيه مصانع وكباري المهم ما كانشي فيه رئيس مبارك، ولا كان فيه حد بياخد قرارات تودي في داهية.
 
 
اللي غايظني بقى، إنه كان في كل مصيبة يطلع المسؤول يقول إحنا هانعمل اللازم بناءًا على توجيهات الرئيس، وكنا مصدقين إن الرئيس هو القائد والزعيم، لكن الحقيقة كانت غير كده خالص يا جماعة، وكل ده بسبب الفوتوشوب، وبصراحة أنا ميال إني أصدق، إحنا عمرنا ماشوفنا الرئيس بيأمر بحاجة، إحنا كنا بنسمعهم بيقولوا إنه أمر، ولا كنا بنشوف قرارات ممضية منه، ولا حتى قرار التنحي، وكله كان شغل فبركة، الله لا يسامح إللي ورط الرئيس الغلبان يا جماعة، إللي ساب مجموعة من النصابين يضحكون علينا بمساعدة الفوتوشوب.
 
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :