الأقباط متحدون | هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٦ | الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ | ١٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!

بقلم : محمد السعيد دوير | الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ - ٤٧: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

من النشأة إلي التمدد إلي الانتهازية ..

هل يجهض الإسلاميون الثورة المصرية ؟!

نشأ الإسلام السياسي في المنطقة العربية نتيجة فشل المشروع العربي التحرري في إدارة مجتمعاته ، وتمدد في جسد الأمة العربية لغياب المشروع الوطني أو القومي الذي يستطيع استيعاب الطاقات الخلاقة عند الشباب. واستمر طوال هذه السنوات لاختفاء المثقف العضوي الذي يربط آماله بتطلعات الجماهير وينطلق من بين جنباتهم. وكان طبيعيا استثمار هذه النشأة والتمدد والاستمرار عند أول منعرج أو تحول جذري يشهده أي قطر من الأقطار العربية حتى وان كان هذا التحول بدرجة ثورة.واستثمار الثورة المصرية لدي الإسلام السياسي يعني مزيدا الضغط علي القوي الحية داخل المجتمع سواء كانت الجماعة الثقافية أو الكتل السياسية أو الشباب الثائر لحريته المعرضة مرة أخري للاغتصاب علي أيدي جماعات الإسلام السياسي.هنا يبدو المشهد تكرارا لخطاب سلطوي متعالي قبل يناير من النظام الحاكم حينئذ لا سيما في المؤتمرات السنوية للحزب الوطني المنحل وبعد يناير من أساطين الإسلام السياسي ورموزه، الأمر يبدو وكأنه نوع من الهيمنة التي تعني إصدار مراسيم دينية بما ينبغي أن يكون علي أرض الواقع السياسي . والهيمنة هنا تصبح حاصل جمع ثلاثية النشأة والتمدد والاستمرار.ومن أهم خصائصها :

1-التعامل مع المواطن بوصفة وعاء لاستقبال الأفكار، فهو فرد مسلم ينبغي عليه إتباع أهل الذكر في كل ما يتعلق بضميره وسلوكه واختياراته
2- تجاهل المكونات الحضارية سلبية كانت أو ايجابية.
3- اعتماد العقل التطهيري في نسف كل ما أنتجته البشرية من معرفة طبيعية أو إنسانية.
 

السؤال الخطير الذي يطرحه المشروع الفكري للإسلام السياسي هو كيف ننتقل بالسياسة الي الدين ؟ بصورة أخري الي أي مدي يمكن تديين السياسة؟ هذا هو سؤال الاجماح السلفي في الإسلام السياسي.وهو كما يبدو سؤال قديم جدا كان يصاغ بطريقة كيف يمكن الانتقال من الإنسان الي الله ؟ طرحه توما الاكويني والقديس أوغسطين وكثير من فلاسفة القرن السادس عشر في أوربا.من النسبي الي المطلق باعتبار النسبي هنا خاصية للمطلق أو أحد تجلياته. فالانتقال يهدف هنا الي إصباغ قدر من جلال صفات المطلق علي النسبي المتغير . استند هيجل في فلسفة الحق علي هذه الفكرة رد كل شيء الي المطلق وأقام سيد قطب نسقه الفكري علي ما يشبه هذه العقيدة الفلسفية حينما انتقد الليبرالية الغربية باعتبارها مظهر للنسبي واحل محلها الشريعة الإسلامية التي غلف بها موقفه النقدي للامبريالية فبدلا من ان يضع الفكر الاشتراكي كبديل علمي للرأسمالية استعلي علي كل هذه المفاهيم وضعنا أمام فكرة مطلقة ومغلقة وأبدية لتحكم النسبي المتغير .
 

وحينما عارض الخوميني الشاه لمحاولاته فرسنة إيران استعلي هو الآخر علي القومية الإيرانية وأحل محلها قيمة مطلقة هي أن الله هو الذي يحكم وليس الإنسان، كذلك فعل المودودي الذي عاش محنة انفصال باكستان عن الهند ووصف القومية الناشئة بالكفر واستعلي عليها وأعلن أنه لا سيادة للشعب بل السيادة لله. هو هنا لا يعني بالله سوي المطلق فلا زمان ولا مكان ولا بشر يسألون عما يفعلون ويحاسبون عليه .
 

وإن كان من زمن يلجأون إليه فهو زمن الأولين وإن كان من مكان يركنون إليه فهو بالتأكيد ليس علي الأرض وإن كان من بشر ليس هم هؤلاء الذين يعتلون منابر العلم أو مقاعد السياسة بشرهم الذين بهم يثقون ممن فارقوا الحياة الدنيا . وبالتالي فهم جماعة لا تري المستقبل سوي في الماضي، والماضي في الصفوة ، والصفوة في الرسل الذين لا يخضعون لقواعد السلوك البشري. هكذا يتداخل الغيب بالواقع والأرض بالسماء والجبر بالاختيار وتختلط الأوراق بين أيدينا ويتوه الناس. وننتقل من البحث عن ثورة لتغيير الواقع الي ثورة لتغيير أفكار الناس كي تتوافق مع الايدولوجيا الإسلامية الوهابية

نقلا عن الحوار المتمدن




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :