الأقباط متحدون | فضيلة مولانا الباشا الضابط!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٦ | الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ | ١٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

فضيلة مولانا الباشا الضابط!!

الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ - ١٥: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : جرجس وهيب
 
تناقلت وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي عدة مطالبات أو مشروعات ترغب في تنفيذها الأحزاب الدينية، وعلى رأسها حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وحزب "النور" السلفي، الهدف منها هو أسلمة كافة قطاعات المجتمع المصري.
 
أول هذه المشروعات هي المطالبة بتخصيص نسبة من طلاب الكليات العسكرية (الحربية والشرطة) خلال الأعوام القادمة لطلاب الإخوان المسلمين، وإنشاء مدارس جديدة خاصة بجماعة الإخوان المسلمين لنشر فكر ومبادىء الجماعة، بالإضافة إلى المدارس الموجودة حاليًا وعلى رأسها مدارس الدعوة الإسلامية التي تنتشر بشكل كبير في كافة مدن ومراكز المحافظات.
 
وكان آخر هذه المشروعات لأسلمة المجتمع المصري هي مطالبة عدد من رجال الشرطة بإطلاق اللحية، واعتبار ذلك من الحريات الخاصة للأفراد، ودعم هذه المطالب من خلال عدد من رجال الدين الإسلامي وخاصة شيوخ التيار السلفي المتشدد.
 
ورجال الشرطة المطالبين بإطلاق لحاهم أنا أعتقد أنهم فريقان:
الفريق الأول، وهم من يتبعون والمعتنقون والمؤمنون بفكر الأحزاب الدينية، وخاصةً أحزاب "الحرية والعدالة" و"النور" و"الأصالة" السلفيين.
 
والفريق الثاني، وهم من يريدون إضفاء على أنفسهم ديكور التدين، والراغبون في التقرب من الجمهور، ومن يتعاملون معهم، وإضفاء على أنفسهم صبغة التدين والورع للحصول على المركز الاجتماعي المرموق الذي كانوا يتمتعون به قبل ثورة 25 يناير.
 
وعلى الرغم من أن قيادات وزارة الداخلية تعارض إطلاق اللحى بين ضباط وأفراد جهاز الشرطة، وتم بالفعل نقل أحد ضباط الشرطة ممن أطلقوا لحاهم وإيقاف آخر، إلا أنني أعتقد أن الهجوم على وزارة الداخلية سينطلق من الأحزاب الدينية وشيوخ السلفيين، وسترضخ وزارة الداخلية أمام ذلك، وسنشاهد في القريب العاجل ضباط ملتحين بل قد يرتدون جلبابًا.
 
ويجب أن يقابل ذلك بمعارضة من جانب جميع المصريين المعتدلين وخاصة من الإخوة المسلمين، فيجب ألا يدخل التشدد إلى وزارة الداخلية، فإذا تمكن التشدد والتدين الديكوري من وزارة الداخلية سنرى معتقلات واضطهاد لأنصار التيار الليبرالي، وسيتكرَّر سيناريو اضطهاد وقهر العلمانيين على أيدي ضباط اللحى، مثلما كان يحدث مع الإسلاميين خلال فترة حكم الرئيس الأسبق "حسني مبارك"، بل قد يمتد ذلك إلى القوات المسلحة، وسيكون ذلك بداية لدخول السياسة إلى الجيش، مما قد يؤدي إلى وجود انقسامات داخلها ويعرّض الأمن القومي للخطر.
 
فأنا شخصيًا أتعجب من إصرار البعض على إطلاق اللحى داخل المؤسسات الحيوية التي يجب أن تكون محايدة.
 
فهل يُختزل الدين في إطلاق اللحى؟ فمن الممكن أن يكون الشخص متدينًا ويعمل بأمانة ويراعي ضميره في عمله بدون أن يكون له لحية؟ أم أن إطلاق اللحية هو كما قلت سابقًا من أجل الحصول على مكانة اجتماعية؟؟ ولا أعرف ماذا سنسمّي ضباط الشرطة بعد إطلاق لحاهم! وهل سنقول لهم سعادة الباشا كما كان يحلو لهم أن نناديهم أم سنناديهم بفضيلة الباشا الشيخ؟ أم مولانا الباشا؟ أم الحج اللواء؟؟
 
بالفعل "مصر" مقبلة على تغيرات اجتماعية كبيرة في شكل الحياة، وسوف تستطيع خلال شهور أن تتعرَّف على أي شخص مسيحي من مظهره الخارجي بعدما يُطلق الجميع لحاهم ويتحول الزي المصري من البدلة والبنطلون والقميص إلى الجلباب، وقد نرى وزراء يرتدون الجلباب، وقد نرى وزير الداخلية رجل ملتحي ويرتدي الجلباب.
 
فالأحزاب الدينية لديها هدف لن تتنازل عنه وهو إقامة إمارة إسلامية في "مصر"، والقضاء على مدنية الدولة، من خلال مجموعة من التغيرات الاجتماعية التي ستبرز خلال الشهور القادمة، وخاصةً إذا كان رئيس الدولة من مرشحي أحد الأحزاب الدينية. فيجب أن يكافح ويتوحد أنصار الدولة المدنية من المسلمين المعتدلين والمسيحيين خلف رئيس يحافظ على مدنية وحضارة "مصر" قبل أن يأتي رئيس يحولها إلى "أفغانستان" أو "باكستان" أو "إيران" ويحرِّم كل شىء في البلاد، فالآثار من وجهة نظرهم حرام ورمز لعبادة الأوثان، والسياحة والبنوك والفن حرام.. فهل ننتظر حتى يكون ذلك؟ أم نتوحد خلف رئيس يحافظ على مدنية الدولة؟ أم نرى تشتت وانقسام التيار الليبرالي الذي لم يعد أمامه إلا فرصة أخيرة بعد خسارة جولة انتخابات الشعب والشورى ومن قبلهما النقابات؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :