الأقباط متحدون | انحصار المنافسة بين الطرفين والحرب بدأت مبكراً
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٤١ | الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ | ١٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

انحصار المنافسة بين الطرفين والحرب بدأت مبكراً

ايلاف -صبري حسنين | الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ - ٣١: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

إنتخابات الرئاسة المصرية... الإسلاميون والفلول وجهاً لوجه 
 بات من الواضح انحصار المنافسة في الانتخابات الرئاسية المصرية في 10 آذار المقبل بين الاسلاميين والمحسوبين على النظام أو المعروفين بالفلول، بعد انسحاب البرادعي. ويبدو أن الحرب الكلامية بدأت باكراً بين الأطراف المرشحين، ومن المتوقع أن تتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات.

 
القاهرة: مع الإعلان عن فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية في مصر في 10 آذار (مارس) المقبل، وبعد انسحاب الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من السباق، بات من الواضح أن المنافسة محصورة بين الإسلاميين والمحسوبين على النظام السابق المعروفين شعبياً وإعلامياً بـ"الفلول". وتمثل ثلاثة وجوه بارزة الإسلاميين، وهم: الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد سليم العوا، وهو محامٍ و مفكر إسلامي، حازم صلاح أبو إسماعيل، وهو محامٍ وقيادي في التيار السلفي؛ بينما يمثل وجهان بارزان النظام السابق، وهما عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق. واشتعلت بين الجانبين حرب استخدم فيها كل طرف ما لديه من إمكانيات، لتشويه صورة الطرف الآخر، والتقليل من قدرته على إدارة مصر بعد الثورة.
 
أبو الفتوح ضد شفيق
 
وبدأ ما يمكن وصفه بـ"حرب تكسير العظام"، بين المتنافسين مبكراً، وتمثلت بتراشق الألفاظ، والاتهامات بعدم القدرة على قيادة البلاد في المرحلة الراهنة، وشنّ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هجوماً ضد الفريق أحمد شفيق، و قال أبو الفتوح في مؤتمر إنتخابي له إن "مرشح الرئاسة الذي استقبله شيخ الأزهر في بيته لا يصلح أن يكون رئيس مجلس محلي، وليس مرشحاً لرئاسة الجمهورية"، قاصداً بذلك الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، حيث زار شفيق شيخ الأزهر في الأٌقصر، وانتقد أبو الفتوح شيخ الأزهر على هذا الإجراء، وقال:" الأزهر أعلن موقفه من عدم دعم أي مرشح للرئاسة، سواء أكان مدنياً أم عسكرياً أم إسلامياً"، غير أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن شيخ الأزهر أكد أنه استقبل شفيق في منزله من باب الكرم الصعيدي.
 
هجوم مضاد
 
 
عبد المنعم أبو الفتوح
وردّ الفريق أحمد شفيق على هجوم أبو الفتوح قائلاً إنه يمتلك من الإمكانات والقدرات ما يمكّنه من الرد، لكنه اكتفى بالمثل الشعبي القائل: "الأدب فضلوه على العلم"، وأشار إلى أن خبراته وتاريخه يؤكدان قدرته على تولي أي منصب. وأضاف شفيق أنه لم ينزل بالبارشوت، مشيراً إلى أنه أثناء خدمته في العمل العام كان معظم الموجودين على الساحة الآن معتكفين ولا يمارسون السياسة. ولفت إلى أنه يثق بقدرته على قيادة مصر في هذه الفترة العصيبة والحرجة، واصفاً نفسه بأنه سيكون حاكماً رشيداً في حكمه، وسيسمع وينصت لآراء ومقترحات شعبه. وأكد أنه اتخذ القرار النهائي بالترشح للرئاسة بعد مشاورات مع المشير طنطاوي باعتبارة اخاً وشقيقاً، منوهاً بأن طنطاوي لو طلب منه عدم الترشح، لما أقدم على هذه الخطوة. ووصف حديث شفيق بأنه إشارة إلى أنه مرشح المجلس العسكري.
 
أبو إسماعيل يهاجم أيضاً
 
ودخل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية والمدعوم من التيار السلفي، على خط الهجوم ضد أحمد شفيق، وهاجم أيضاً اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، ووصفهما بأنهما "اركان حرب إجهاض الثورة". وتساءل أبو إسماعيل: كيف يدخلان سباق الرئاسة، رغم أنهما كانا جزءاً من النظام السابق، وساعدا على احداث الانفلات الأمني و قتل المتظاهرين؟"، مشيراً إلى أن الشعب المصري يفهم جيداً أن هولاء هم من كانوا في الحكم أثناء موقعة الجمل، وأن الشعب سوف يعطيهم درساً عندما يدخلون الانتخابات المقبلة، وقال إن تلك الإنتخابات سوف تكون فرصة جيدة لـ"تربية" كل من يقف أمام الشعب المصري.
 
ضرب تحت الحزام
 
ومن جانبه، قال جمال منصور، عضو الحملة الإنتخابية للفريق أحمد شفيق لـ"إيلاف"، إن شفيق ليس مرشح المجلس العسكري في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه مرشح الشعب المصري كله، وأضاف أن الخلفية العسكرية له ليست عيباً فيه، بل مصدر فخر، منوهاً بأن شفيق رجل له تاريخ عسكري ومدني ناصع البياض، ولم تلوث يده بالفساد أو الدماء. وحول الفترة التي قضاها رئيساً للوزراء أثناء الثورة ووقعت فيها أحداث موقعة الجمل، قال منصور إن شفيق لم يتورط في تلك الأحداث، والدليل أن المتهمين يحاكمون حالياً في القضية، ولم تشر إليه التحقيقات لا من قريب أو من بعيد. ورأى منصور أن تلك الحروب والضرب تحت الحزام من سمات أية إنتخابات في العالم، حيث يريد كل مرشح الظهور بمظهر الأفضل، شريطة ألا تتعدى إلى السب والقذف والتجريح في الأشخاص أو أسرهم بما يسيء إليهم.
 
هجمات ضد عمرو موسى
 
ويتعرض عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية، لحملة هجوم ضارية منذ الإعلان عن ترشحه بعد سقوط نظام حكم حسني مبارك، لا سيما أنه شغل منصب وزير الخارجية في عهد مبارك لسنوات طويلة، كما أن مبارك شخصياً دعمه في منصب الأمين العام للجامعة العربية، ويتعرض موسى لهجوم في المؤتمرات الجماهيرية، كما حدث في مسجد عمر مكرم مؤخراً، حيث طرده شباب الثورة من المسجد، ورددوا هتافات معادية له، كما تعرض لهجوم من الألتراس الأهلاوي أثناء تقديم واجب العزاء بضحايا مذبحة بورسعيد التي وقعت في 1 فبراير الجاري، وتعرض للإعتداء لدرجة أنه أصيب في ساقه، كما تعرض لهجوم كبير أثناء مؤتمر "الشعب يستمر في ثورته"، وهتف شباب الثورة ضده "التحرير بيقول فليسقط الفلول"، "مش انت اللي قلت على جمال مبارك ده ولد شاطر؟".
 
وتتخد الحملة ضد موسى أشكالاً عنيفة، وتعرض أنصاره للضرب والقذف بالحجارة أثناء مؤتمر جماهيري له في نادي دمنهور الرياضي في محافظة البحيرة، وتقدم موسى ببلاغ للنيابة العامة ضد المعتدين الذين وصفهم في بلاغه بـ"البلطجية".
 
نتائج عكسية
 
وقال محمد موسى مدير الحملة الإنتخابية لعمرو موسى لـ"إيلاف"، إن الحرب سوف تزداد اشتعالاً مع قرب موعد الإنتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن موسى يتعرض لحرب منظمة لتشويه سمعته، فتارة يتهم بأنه المسؤول عن تصدير الغاز لإسرائيل، وتارة يتهم بأنه من الفلول أو أنه مرشح المجلس العسكري من أجل إعادة إنتاج نظام مبارك، ولفت إلى أن تلك الحملات الهجومية تأتي دائماً بنتائج عكسية، لا سيما أن المصريين يعرفون عمرو موسى جيداً ويعرفون مواقفه الوطنية، ولفت إلى أنه يحظى باستقبال جماهيري في شتى المحافظات التي يزورها، مؤكداً أن العبرة بالشعبية، وليس بالصوت العالي أو التواجد الإعلامي. ونبّه إلى أن موسى هو الأقدر على إدارة البلاد في المرحلة المقبلة بما لديه من خبرات واسعة وعميقة في العمل السياسي داخلياً وخارجياً.
 
الإسلاميون متقدمون
 
تتضارب استطلاعات الرأي حول مدى شعبية مرشحي الرئاسة، حيث كشف استطلاع للرأي أجراه حزب النور، الذراع السياسية الأساسية للتيار السلفي في مصر عبر صفحته على الفايسبوك، عن تقدم حازم صلاح أبو إسماعيل في السباق نحو القصر الجمهوري، بـ 63459 صوتاً، وإحتل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المركز الثاني بـ43193 صوتاً، وجاء عمرو موسى في المركز  الثالث بـ9088 صوتاً، وحصل الفريق أحمد شفيق على المركز الرابع بـ5796 صوتاً، وكان الدكتور محمد سليم العوا في المركز الخامس بـ4324 صوتاً، وحلّ حمدين صباحي في المركز السادس بـ4108 أصوات.
 
أنشأ عدد من الناشطين صفحة دائمة لإستطلاع الرأي بشأن مرشحي الإنتخابات الرئاسية، تحت إسم "الصفحة الرسمية لإستطلاع الرأي حول مرشحي الرئاسة المصرية"، ويشارك فيها نحو 2177 مصوتاً، ويحتل الدكتور محمد البرادعي فيها المركز الأول بـ877 صوتاً، فيما يأتي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في المركز الثاني بـ747 صوتاً، وحلّ كل من عمرو موسى والدكتور سليم العوا في المركز الثالث بـ189 صوتاً لكل منهما، وجاء الفريق أحمد شفيق في المركز الرابع بـ78 صوتاً، وإحتل حمدين صباحي المركز الخامس بـ40 صوتاً، وجاء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في المركز السادس بـ23 صوتاً، وحلّ الدكتور أيمن نور في المركز السابع بثمانية أصوات، بينما لم يحصل مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق على أية أصوات.
 
ووفقاً لإستطلاع الرأي التي أجرته مجلة "نيوزويك" الأميركية،  فإن عمرو موسى الأكثر قبولاً في الشارع المصري بين مرشحي الرئاسة، وجاء الدكتور محمد البرادعي في المركز الثاني رغم انسحابه من السباق، وحصل الفريق أحمد شفيق على المركز الثالث.
 
الخلافات سمة الإنتخابات
 
وحسب وجهة الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، فإن سباق الرئاسة سوف يشهد الكثير من التراشق بين المرشحين، مشيراً إلى أن الإختلاف من سمات الإنتخابات، لكنه رفض التجريح بالأشخاص. وأضاف نور لـ"إيلاف" أن إستطلاعات الرأي التي تجرى ليست معبرة عن رأي الشارع المصري، لافتاً إلى أن غالبيتها يعتمد على الإنترنت رغم أن شريحة مستخدميه لا تزيد على 20% من المصريين، ودعا إلى الهدوء والروية بشأن الإنتخابات الرئاسية، معتبراً أن المعركة الحقيقية هي معركة وضع الدستور، وليست المعركة الرئاسية.
 
وقال الدكتور خالد عبد الحليم، أستاذ إستطلاعات الرأي في الجامعة الأميركية لـ"إيلاف"، إن الإنتخابات الرئاسية المصرية سوف تشهد زخماً شديداً، لا سيما مع اقتراب موعد إجرائها، مشيراً إلى أن ما يحدث من تراشق لفظي، ليس إلا بروفة على المباراة الحقيقية التي لم تبدأ بعد. ولفت إلى أنه من المهم أن يقدم كل مرشح برنامجه الإنتخابي للجماهير، وأن تجري مناظرات بين المرشحين في أماكن عامة تبث على الهواء مباشرة للجمهور في شتى أنحاء الجمهورية.
 
 
وفي ما يخص نتائج استطلاعات الرأي، قال عبد الحليم إنها ليست دقيقة، لأسباب عدة منها، أنها تجرى على شريحة واحدة، أي على مستخدمي الإنترنت، إضافة إلى أنه من السهل إختراقها والتأثير في نتائجها أو توجيهها، فضلاً على أنها تتأثر بالموقع أو الصفحة التي تجريها، وأوضح أنه من الطبيعي أن يحتل حازم صلاح أبو إسماعيل المركز الأول في إستطلاع يجريه حزب النور السلفي، لأن غالبية مستخدمي الموقع أو من يدخلون إليه من المنتمين للتيار السلفي، وفي المقابل سوف يحل عمرو موسى في المركز الأول في استطلاع مماثل أجرته صفحته على الفايسبوك، لأن غالبية مرتادي الصفحة من مؤيديه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :