الأقباط متحدون | بعد عام من ثورة 25 يناير: ليس بالفاضل في نفسه من ينكر الفضل على أهله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٨ | الاثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢ | ١٩ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بعد عام من ثورة 25 يناير: ليس بالفاضل في نفسه من ينكر الفضل على أهله

الاثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح

  ماهذه المحنة الفاشية التي نعيشها في مصر الآن ؟ ماهذا الليل الذي يتم فرضه علينا علماً بأنه بطيء الكواكب حالك الجنبات ؟ لماذا يتم سَوق الشعب المصري إلى الاستسلام والنقمة على الثورة والثوريين ؟


إنني لا أجد القلم بليل الريق ، طيّع الـَمقاد ، عندما أعبّر عما يجيش في صدري من معان ، وأنا في خلال هذا نهب مقسم الخوالج ، تكبحني رهبة تورث الخوف على ثورة شباب 25 يناير 2011.م ، ولكن في ذات الوقت تستحثني نشوة تثير الشجاعة والجرأة والإقدام ،  وأي إقدام على المثول بين يدي قارئي الكريم ، وأي جرأة أعجب من جسارتي على مخاطبتكم ، حتى أقف باسطاً قلمي ، ومع ما يخامر نفسي من الرهبة وقلبي من الخوف وقلمي من العجز ، تجتاحني سعادة غامرة ، ونشوة بهيجة ، بأن أتاح الله لي فرصة عزيزة نادرة ، اهتبلتها من دهر شحيح ضنين ، يتآمر على الثورة وكذلك إعلام بغيض مأجور يريد إطفاء جذوة الحرية التي أشعر بها الآن في بلادي ، لذلك فلا أستطيع أن أكافيء " أقباط متحدون " في سماحتهم لي بأن أكتب على صفحتهم ، بعدما ندر الغوث وقل المعين .
 
معلوم للجميع أن الثورة المصرية ، قامت بها جموع الشعب المصري ، فلا يوجد شاب يافع ولا فتى ناضج ، ولا كهل سوى ولا كبير متقادم الميلاد ، ولا شيخ فانٍ برى الدهر عظامه ، إلا وشارك في هذه الثورة المباركة ، وقبيح بنا أن نتغاضى عن أولئك الذين يشوهون صورة الثورة والثوار ! وأعظم من ذلك أن نرضى بهذا القبح ، فضلاً عن أن نتواصى به ، حتى يكون سنة مألوفة لاينكرها أحد ، وإلف القبيح مفسدة للعقل ومتلفة للإحساس ، لماذا لانعرض الأمور على عقولنا ، فنضع الأمور في نصابها ، ليس نفاقاً لقادر ، ولا إجلالاً للمجلس العسكري ، ولا طلباً لمصلحة ، أو زلفى لمن بيده النفع والضر ، فلا يمكن أن يعرف الإنسان الخير ولايفعله ، ولا يمكن أن بعرف الإنسان الشر ثم يقدم عليه ، وأرى أن مايقدم عليه بعض أفراد النخبة من شعارات " مصر فوق الجميع " أو " الرئيس التوافقي "  أو غير ذلك من الشعارات التي تنادي بالاستقرار ، إنما هو دس للسم في العسل ، أو مثل ما قال الله في آية آل عمران " آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "
 
إن الحق أيها السادة إذا اكتنفته الأهواء الخاصة ، أو تم اسناد الأمور إلى غير أهلها ، فقد أصبح في مهب الزعازع العاصفة ، تطلب من يثبت في الميدان ليعيد الحق إلى نصابه ، ليتم إيقاظ العيون النائمة إلى الوضع الرشيد ، فيأتي بما يخفف العبء ، ويوهن الإصر من الأحكام ، ولا يتهيأ ذلك إلا لمن ظفر بشجاعة نادرة ، وعقل صائب ، واستنباط غزير 
 
إن فلول النظام السابق في الإعلام وفي كل أجهزة الدولة تمارس الثورة المضادة ضد ثورة 25 يناير والثوار ، فظهرت شعارات " حافظوا على مصر " 
وأنا أتساءل : هل الحزب الوطني البائد - والذي أباد مصر وأضاغ هيبتها - هو الذي يحافظ على مصر ؟ إنني أجد بعض الإعلاميين يقوم بوقفات لمساندة العسكري ، وكذلك للمطالبة بالاستقرار ، وهو كان من رموز النظام السابق ! هل الوقفات التي تتم في بورسعيد والأقصر والاسكندرية من هذا الإعلامي ، واصفاً الثوار بالعملاء ، تؤدي لاستقرار مصر ؟ لماذا إذا نادى الثوار بوقفة في التحرير ، نصعد نغمات العمل والانتاج والمحافظة على استقرار مصر ، علماً بأن الوقفات تتم في يوم العطلة " الجمعة " ، ولماذا يتم السماح بكل سلاسة للوقفات في العباسية وفي ميادين مصر ؟ هل هذه الوقفات تعمل على دفع عجلة الإنتاج  ؟ إنني أربأ ببعض رموز التيار الإسلامي أن ينجرف وراء هذه الدعوات المغرضة ، عندما أجد رمزاً سلفياً مشهوراً يكتب في جريدة " الرحمة " منادياً بالعمل ثم العمل ثم العمل ! الأمر الذي يؤدي إلى إخماد الزخم الثوري  لدى المصريين ، وإنني لأعلم بأن شعبنا العظيم أذكى وأوعى من أولئك الذي يريدون عن قصد أو دون قصد إطفاء جذوة الثورة ، لأن الأمر سيكون فتنة تأكل الأخضر واليابس ، لماذا نجد هذه الأقلام تتبارى في إخماد هذه الثورة ، بل إن البعض يكتب في أحد الصحف أن البرلمان انفصل عن الميدان ، لأن الميدان الآن لايعبر عن الشعب ! ماهذا الهراء الذي نسمعه الآن ؟! إن ثورة مصر لم تحقق أهدافها فلا تزيدوا الحق مرارة بسوء أخلاق أقلامكم .
 
إن الإعلاميين قبل الثورة هم هم بعدها ، انظر إلى دريم 1 ودريم 2 وإلى المحور ، وإلى نفس الصور التي كانت تسبّح بمجد النظام السابق ، مازالت تتحدث الآن ، وهي نادمة على وجود هذه الثورة ، وإن شجعت الثورة والثوريين ، إلا أنني أقول " لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم " ، نفس الوجوه في القضاء ، في الشرطة وفي الإعلام ، أنا لا أريد الانتقام من أحد بل أريد ان ينتهي هؤلاء من دس السم في العسل باسم الحفاظ على مصر ، وباسم الاستقرار الإنتاج
" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " الأحزاب
 
المجلس العسكري له أخطاؤه  وأنا لاأريد توجيه الانتقاد إليه ، لأن في الفترة التي تكون الدولة محتاجة إلى شخص يقودها في أوقات عصيبة ، فإن أغلاطه الكثيرة تتهاوى أمام عمله الكبير ، فالمجلس العسكري والجيش المصري قد حسم أمره في ثورة 25 يناير وساند طلبات الشعب المشروعة ، بل هذا ما نجده في سيرة نبي الإسلام لما قال في أهل بدر : " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اصنعوا ماشئتم فقد غفرت لكم "
 
ولكن المهم هنا أننا نجد أناساً تتزلف إلى العسكري ، وهي هي نفس الفئة التي كانت تراهن على النظام السابق وتسبّح بحمده ، بل إن الطابور الخامس مازال يعمل عن كثب ، رأيناه في أحداث بورسعيد وفي أحداث ماسبيرو وفي أحداث هدم الكنائس ، لكن الأغرب من ذلك أن يتم اتهام الدكتور البرادعي بعدم الوطنية !! اتقوا الله في الناس وارعوا الوطن في المواطنين ، أليس البرادعي هو الذي تم تكريمه هنا في مصر قبل الثورة لحصوله على جائزة نوبل ؟ ألم يطبل الإعلام قبل الثورة للبرادعي ، ولما كان الرجل من المنادين بالثورة على النظام السابق ؟ ولله أشهد أن البرادعي كان ينادي بإزاحة مبارك قبل الثورة وكان ينادي بالخروج في المليونيات قبل الثورة للمطالبة بالتغيير وأرشد الشعب المصري إلى دوره في التغيير ، ثم بعد ذلك نصفه بالخيانة والعمالة ، أيها الدجالون كفوا عن الصياح ؛ فنحن نعرفكم ونعرف تاريخكم ، لماذا هذا التشويه في وائل غنيم ومينا دانيال وفي مظهر شاهين .. وغيرهم ؟ لماذا هذه الوقفات ضد تليفزيون الأون تي في ONTV وضد عادل حمودة وقطع الإرسال عن معتز مطر ؟!
 
لماذا السماح بكل هذه الوقفات لبعض الإعلاميين " بلدياتي " ، والذي لم ينجح في انتخابات دائرته ؟ ولماذا لم يخرج علينا العسكري والإعلام قائلاً أن هذه الوقفات تعطل الإنتاج ؟ ثم دعوني أتساءل ماهذه الحملة غير المبررة والتي يقوم بها داعية إسلامي شهير للتبرع من أجل المعونة المصرية للاستغناء عن المعونة الأمريكية ؟ 
 
إنني أقول أن هذه الحروب الساخنة والباردة والتي تتم بين الحكام في العالم الثالث – ومنها مصر – وبين الإدارة الأمريكية ، هي من أجل التعمية على الجماهير الغافلة ، ثم بعد ذلك من أجل إظهار الحاكم في دور البطل الذي يقف أمام القوى العظمى ، فترضى عنه الجماهير ، ثم بعد ذلك يخرج الرئيس الأمريكي ليقول أن المعونة لم ولن تنقطع ، ويأتي رئيس الأركان الأمريكي لزيارة مصر ويتم استقباله في "بلده الثاني" بالقبلات ، هكذا تتم الحبكة للتعمية على الجماهير ، وتثبيت رجال أمريكا في الحكم ، وفي الوقت ذاته يتم النيل من الثوار بدم بارد ، حتى أن المتحدث باسم أحد الجماعات الإسلامية - التي راجعت نفسها -  يتهم 6 إبريل بكل بساطة بالمشاركة في أحداث بورسعيد أو تدبيرها ، ياناس اتقوا الله في دينكم وفي الحق الذي تدعونه ، وقبل ذلك وصفتم الثوار بـ " توم وجيري " ، أليس الثوار هم الذين أخرجوكم من السجون ؟ أليس الثوار هم الذين أخرجوكم إلى الإعلام الآن ؟ أليس الثوار هم الذين أسقطوا حسني مبارك ؟ أم أن هذه خطيئة يجب على الثوار أن يتوبوا منها ؟ أليس الثوار هم الذين قدموا لكم الفترة الانتقالية إلى 30/6/2012.م بعدما أعلن العسكري قبل ذلك أنها في نهاية 2013.م  ، ثم بدأ الأمر بالضغوط الثورية يتضاءل في مدته حتى وصلنا إلى التاريخ المذكور ؟!
 
قال لي أخ فاضل: أن الثورة تم اختطافها ، قلت له : من الذي اختطفها ؟ ، قال : هؤلاء الشباب بتوع 6 أبريل وكفاية وبتوع الميدان !! قلت له : نعم بأمارة أنهم حصلوا على المقاعد الكثيرة في مجلس الشعب ، وأنه يتم العفو عنهم من السجون ، بل ويتم رفع الحظر السياسي عنهم بعد الخروج من السجن مثل آخرين ، وأن رئيس مجلس الشعب ووكيله منهم ؟! أتدرون كيف تتم المؤامرة على هؤلاء الشباب ؟
 
لا أنسى ونحن في السجون وأجد حركة كفاية تنادي بإخراجنا من السجون ، ليس من النصف أيها السادة أن ننكر الفضل على أهله ، فمن يفعل ذلك ليس بالفاضل في نفسه ، فلشباب الثورة ولكفاية ولـ 6 إبريل وللبرادعي وللوطنية للتغيير ولائتلاف الثورة مني مزيد المحبة والفضل ، وأُهدي لكم جميعاً هذا البيت :
 
من "يزرع الخير" يحمد في عواقبه      ويكفه الله شر من عزوا ومن هانوا
والنصر للثورة وللشباب ، وطوبى لكم وحسن مآب .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :