الأقباط متحدون | حتى لا يضربكم الفشل..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٠٣ | الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢ | ٢٣ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حتى لا يضربكم الفشل..

الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


بقلم: فايز فرح
الآن وقد وصل الإسلاميون إلى الحكم ووصلوا إلى الهدف الذي سعوا إليه منذ عشرات السنوات، من المهم أن يدرسوا التجارب الإسلامية الحديثة في الحكم ويأخذوا عبرة التاريخ؛ حتى لا يفشلوا – لاسمح الله- أو يقعوا في نفس سلبيات التجارب السابقة الفاشلة.

أما الدول التي أعلنت الحكم الإسلامي فيها فهي خمس دول: باكستان، والسودان، وأفغانستان، وإبران، والسعودية. بالطبع على أننا هنا نريد أن نؤكد على حقيقة واضحة مهمة هي أن فشل تطبيق الحكم الإسلامي في هذه الدول لا يعود إلى الإسلام بالطبع، فالإسلام دين العقل والحب والتسامح، وإنما الفشل يعود على القيادات التي حاولت التطبيق بغير وعي أو دراسة المرحلة الحالية أو حتى الاهتمام بالشعوب ومشاكلها وفلسفتها في الحياة.

من هنا نقول الدين الإسلامي له كل الاحترام والتبجيل، أما الذين وقعوا في خطأ التطبيق فهو خطأهم هم.

وكقاعدة عامة نقول إن معظمهم اهتم بتطبيق العقاب والحدود دون الاهتمام بالإنسان نفسه وحاجاته وحياته الإنسانية، فكيف تطبق حد السرقة وتقطع ذراع أو يد إنسان فقير أو جوعان؟ هل يسمح الإسلام بذلك؟ وهنا يحضرني قول "أبي ذر الغفاري": "رجل لا يجد قوت عياله كيف لا يخرج إلى الناس حاملاً سيفه؟".. كذلك كيف نقطع الأرجل أو يحدث الرجم دون وجه حق؟ أو يحدث هذا على المواطنين الفقراء الغلابة الذين يعيشون في قاع المجتمع ولا يحدث في نفس الوقت على وجهاء وأغنياء القوم مع أنهم يرتكبون نفس الأخطاء والخطايا؟؟!

وإذا أردنا أن نضرب مثلاً بسيطًا على ذلك فإن الرئيس "نميري" الذي طبق الشريعة الإسلامية في "السودان" كان أكبر حرامي سرق البلد ولم تُقطع ذراعه بالطبع! وعذّب الناس وجلد النساء وأضاع الاقتصاد دون أي محاسبة، وقد أدى ذلك إلى فشل التجربة بالطبع.

ونأتي إلى التجربة الكبيرة في "إيران" والتي تزعمها "الخميني"، فقد كانت قراراته الأولى بعد إعلان الحكم الإسلامي في "إيران" هي قتل خصومه والمعارضين له، وبلغ عدد الذين قتلهم وأعدمهم في عام واحد حسب إحصاءات الأمم المتحدة 2444 شخصًا، والغريب أنه لم يكتف بهذا العدد ولم يشبع مرضه هذا بل أرسل فرقًا من المجرمين والقتلة ليشبعوا نهمه في القتل والتعذيب ويقتلوا خصومه في الخارج!.

أريد أن أتساءل هنا: هل هذا الرجل يعرف الإسلام أو الله؟ وما هو الفرق بينه وبين "هولاكو" و"هتلر" وغيرهما من السفاحين ومصاصي الدماء؟

ونفس هذه الرغبة والقتل والانتقام الحيواني أُصيب بها "ضياء الحق" دكتاتور "باكستان"، فأعدم المعارضة وعلى رأسها السياسي المعروف "علي بوتو".

في "أفغانستان" انتصر المجاهدون الإسلاميون على الروس وطردوهم من البلاد ليعلنوا قيام الدولة الإسلامية، ولكنهم سرعان ما اختلفوا مع بعضهم وأصبحت السلطة هدفهم والانفراد بالحكم هو مطلب كل منهم، والمظاهر الخارجية للإسلام هي تعليماتهم، فقد كان أول قرار جمهوري لأول رئيس إسلامي في "افغانستان" جاء بعد صراع بالصواريخ والمدافع هو "الملا عمر" كان أول قراراته : إطلاق اللحية واجب ومن لا يطلقها يتعرض للسجن والغرامة، وعدم خروج المرأة من البيت إلا بالنقاب ومن لا ترتديه تتعرض للإهانة والجلد.

لم يتحمل شعب "افغانستان" هذا النظام الذي لا يهتم إلا بالمظاهر وترك الناس تتضور جوعًا وتتعاني من الأمراض وتموت من المسؤولية والزهق والاكتئاب، وكان من الطبيعي أن يرحب الشعب بالجيش الأمريكي عند اقتحامه "أفغانستان" وإلغائه الحكم الإسلامي والقوانين الجائرة اللاإنسانية.

هذه التجارب الفاشلة للحكم الإسلامي ليست عيبًا في الإسلام نفسه، لكنها عيبًا في التطبيق الخطأ، فلم يهتم هؤلاء مثلاً بالشورى في الحكم، ولمّ الشمل، ودفع الناس للعمل والإنتاج، وتحقيق الأمن الغذائي، وفتح المدارس المناسبة للتعليم ونشر العلم الذي هو عصب التقدم والحضارة، والقضاء على الجهل والفقر والمرض، لهذا فشلت التجربة وأساءت للإسلام بسبب أخطاء وأهواء مجموعة من الأشخاص يبحثون عن السلطة والمقعد والحكم وهم أبعد ما يكونوا عن أخلاق الحكام أو أخلاق الإسلام. لقد فهموا الإسلام على أنه دين المحرمات والعقاب والحدود والجلباب وترك اللحى وارتداء النقاب، فهموا القشور وتركوا اللباب، اهتموا بالحرف وأهملوا الروح، ومعروف أن الروح تحيي والحرف يميت، لم يحاول أحد من الذين إدعوا الحكم الإسلامي أن يكوّن دولة قوية اقتصاديًا وسياسيًا ويحقق الرخاء لشعبه ويحميه من الأمراض ويقضي على البطالة ويقيم المشروعات العملاقة التي يلتف حولها الشعب ويتمتع بإنتاجها وروعتها.

أليست هذه التجارب الفاشلة في الحكم الإسلامي السابقة تعطي من لا يتعظ درسًا قاسيًا في العمل على نهضة الشعوب وترك المظاهر الخادعة والذهاب إلى العمق في الاهتمام بالإنسان وإنسانيته وحريته وعقله ومستقبله، بدلاً من الاهتمام بلباسه ولحيته وشاربه وقدمه اليمين واليسار؟؟

أقول للنظام الجديد في "مصر": ادرسوا هذه التجارب الفاشلة جيدًا حتى لا يضربكم الفشل وتندمون على الفرصة التي أتيحت لكم ولم تستثمروها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :