السلفيون يقتحمون مدارس نوتردام بأسوان
بقلم : مجدي جورج
أستيقطت مبكرا علي رنين هاتفه حيث جاءني صوته حزينا مهموما . فقلت له هدئي من روعك ياصديقي واحكي لي ما الم بك.
فقال لي صديقي هل سمعت بما حدث يوم الاحد 4 مارس فى اسوان ؟
فقلت له لا . فقال لى : انه يعرف احد رجال الأعمال الأقباط الذي قضي جل عمره متغربا هو وأخوته مجاهدا بكل السبل الشريفة حتي استطاع شق طريقه والولوج الي عالم رجال الأعمال ولكنه وعلي عكس معظم رجال الأعمال عندما فكر في استثمار أمواله لم يكن جبانا في تفكيره وخوفه علي أمواله ولم يفكر في استثمار أمواله في ارض غربته حيث مناخ الاستثمار الأمن والعيش الرغد بل كان كل تفكيره إن يفيد بلده وأهله . فعاد إلي أسوان منذ عدة أعوام تاركا زوجته وأولاده بالغربة ومشتتا بين أعماله في مصر وعائلته في الغربة ولكنه لم يهتم لذلك علي الإطلاق.
ولأنه مستثمر جاد ولا يعرف أساليب اللف والدوران في دهاليز دنيا الاستثمار في مصر فقد واجهته المصاعب الجمة التي تغلب عليها الواحدة تلو الأخرى بعزيمة من حديد لا تلين ، الي ان بدأت أساسات الفندق الذي أراد إنشائه على شاطئ النيل لتنشيط السياحة في اسوان تظهر وتتضح للعيان هنا فقط تحركت أجهزة البيروقراطية المصرية لضربه بإيعاز من المنافسين والحاقدين علي اي مستثمر قبطي في مصر وأوقفوا العمل له رغم حصوله علي كافة التصاريح اللازمة ورغم إنفاقه عدة ملايين ذهبت كلها إدراج الرياح .
ولكن الجديد الذي ايقظنى صديقي من اجله صباحا هو رجل الأعمال هذا قال في نفسه منذ أكثر من عام انه يجب عليه هو وإخوته ان يستمر في الاستثمار في بلده ولكن بعيدا عن الاستثمارات الكبيرة التي تثير غيرة وحسد الأنفس غير السوية في مجتمعنا ، فبدأ في أقامة عدة مشروعات صغيرة منها مشروع مدرسة نوتردام للغات للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وبدأت المدرسة عملها هذا العام بقبول التلاميذ مسلمين وأقباط وكان يشرف عليها راهبات ككل المدارس نظيراتها علي مستوي مصر وخارج مصر ولكن هذا أيضاً لم يعجب الكثير من الحاسدين وبعض المتنفذين في المحافظة فأوعزوا إلى السلفيين ( الذين أصبحوا أداة لقمع وقهر الاقباط وبديلا عن الأمن المركزي الذي كان يستخدمه مبارك والعادلى لذلك ) فقام هؤلاء السلفيين بمهاجمة مجمع مدارس نوتردام بمنطقة ابو الريش بمدخل مدينة اسوان واحتجزوا الراهبات اللاتي يقمن بالتدريس والمقيمات بالاستراحة التابعة للمدرسة وحاولوا أتلاف صهاريج المياه التى تعتمد عليها المدرسة بحجة أن المدرسة ستحول لكنيسة .
نحن متأكدين ان الجميع يعلم ان هذه مدرسة لانها حاصلة على كل التراخيص اللازمة لذلك ولكن هذه العلمية ماهى إلا محاولة للضرب تحت الحزام وتطفيش للأقباط من مصر.
فالسلفيين أصبحوا أداة لضرب الأقباط والحجج دائما جاهزة فمن شائعة عن تحويل بيت إلى كنيسة الى شائعة عن علاقة بين قبطي ومسلمة الى شائعة عن الازدراء بالإسلام الى هذه الشائعة الجديدة عن تحويل مدرسة الى كنيسة الى ... الخ وكلها حجج فارغة فقد تعددت الحجج والهدف واحد وهو القضاء على الأقباط وتهجيرهم من مصر.
ليس بعيد عن هذا الأمر الحكم الذي قضت به محكمة جنح ادفو بأسوان أيضا بسجن كاهن كنيسة الماريناب6 أشهر مع تغريمه 300 جنيه بتهمة المخالفة بزيادة الارتفاع فى مبنى الكنيسة عن الارتفاع المقرر.
ولا اعرف هل نحزن للحكم على كاهن هذه الكنيسة ؟ ام نفرح برغم هذا الحكم الجائر لانه يقر بما هو صحيح وواقع من ان هذا المكان هو كنيسة لها عشرات السنين ؟
فقد تم هدم الكنيسة بواسطة اهالى المريناب وخرج علينا محافظ أسوان الهمام وقتها مبررا عملهم بأنهم لم يخطئوا بل أصلحوا الخطأ الذي قام به مسيحيي المريناب . الأمر الذي أدى الى احتجاجات قبطية امام ماسبيرو نتج عنها دهس وقتل عشرات الأقباط واصابة المئات منهم . وبعدها خرج المحافظ قائلا ان تصريح الكنيسة الذي بحوزة الأقباط ليس صحيح وليس خاص بهذه الكنيسة بل خاص بكنيسة أخرى وانكر وجود كنيسة بالمريناب ولذا فاننى أقول لهذا المحافظ هل ياترى يكفى هذا الحكم الذي يقول بان المبنى كنيسة كى تصمت عن هذه الأفعال الرديئة وتغير من سياسة التعنت التى تمارسها ضد الأقباط والكنيسة بأ؟
نعلم أيها المحافظ انه خرجت توصيات كثيرة بعد أحداث ماسبيرو مطالبة بإقالتك من منصبك ولكن هناك جهات عليا تساندك وتمنع ذلك ولكن تأكد ايها المحافظ المتطرف ان فوق العالى الذى يسندك هناك عالى يلاحظ ويراقب وكما يقول الكتاب المقدس "إذا رأيت ظلم الفقير ونزع الحق في البلاد فلا ترتع من الأمر لأن فوق العالي عالياً يلاحظ والأعلى فوقهما. "
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :