مظاهرات العاملين بشركة النقل بالمانيا نموذجاً للدولة المدنية
كتب د.ماجد عزت اسرائيل
قام العاملين باحدى شركات النقل الداخلى للركاب بالمانيا،وبالتحديد فى مدينة "بوخوم" التابعة لولايـة الراين الشمالية،التى عاصمتها (دوسلدورف)، يوم الاربعاء الموافق 7 مارس 2012م،للتعبير عن تدنى الرواتب الشــهرية والخدمات التى يجب أن توفر لهم،من أجل حياة اجتماعية أفضل.
ولكن من الملاحظ أن هذه المظاهرات تم تحديدها؛ بموعد محدد من جانب العاملين بشركة النقل"بوجسترا" مع التسيق مع الحكومة،و الجهـات الأمنية، وتم الأعلان عن وقف العمل لمدة 24 ساعة، للمطالبه بحقوقهم المشروعة، وخرجت المظاهرات من جنوب المدينة متجهه إلى وسط أكبر المـــــــيادين بذات المدينة،وتحرك المتظاهرون بشكل منــــظم حاملين لفتات وأعـــــلام الشركة المصنوعة من البــلاستيك والقماش والورق، ومكتوب عليها بعض الكلمات،فيما يخص مطالبهم،دون الأســــــــاءة أو الشتائم إلى الدولة أو إى مسئول بأسلوب لائق لمجتمع متحضر.
أما البوليس فيعجز قلمى عن وصفه،فأمن المسيره من مكان أنطلقها وحتى وصلها وسط المدينة،والمتظاهرون يسرون ليس فى وسط الشارع، بل على الجانب الأيمن من الشارع،وكان البعض يستخدم إله موسقية مثل الناى فى مجتــــــمعنا الشرقى،وبين كل مسيره يوجد مشـــرفين من بينهم لتوجهيم،ولا مانع من تناول الطعام والقهوة فى اثناء المسيرة.
وفى وسط المدينة كانت هناك منصة رئيسة، وقف رئيسهم عليها وبجواره كبار المسؤلين بالشركة، وبدأ فى سرد المطالب، موضحاً ودور الشركة الحيوى فى خدمة المواطنين، وبين كل كلمة وآخرى لا مانع من الأستماع للغناء والموسيقى، فى جو وكإنك فى نزهــــة فى أحدى الحدائق العامة بأوروبا،وحول هذا المكان وجدت العديد من عربات الشرطة للتأمين والحماية.
وعقب نهاية المظاهرات فى الوقت المحدد لها،وبالتحديد الساعة الواحد بعد الظهر،تم الأنصراف فى هدوء والعودة إلى منازلهم،على أمل العودة للعمل فى الصباح الباكر،بعد أنتهاء المدة المـــحددة للاضراب عن العمــــل،ومن الملاحظ لا توجد مخلفات وقذورات بمكان المسيرة.
هذا نموذج من التعبير عن الرفض والاحتجاج بأسلوب مدنى متحضر، وأن دل على شىء أنمـــا يدل على مدى الثقـــــافة التى يتمتع بها هـــولاء العاملين،ومدى حرصهم وحبهم لوطنهم،ولم يتدخل رجال الشرطة فى شىء ولم يخرج مسئول من الحكومة ويدلى بحديث ويبرر،وربما أتوقع أن دور الحكومة دراسة مطالب الشركة والعمل على وضع الحلول المناسبة التى ترضى كلا الطرفين فى نوع من المودة والمحبة وفى ظل سيادة القانون.
وآخيراً،أتمنى أن نتعلم من هذا النموذج كيف عبر العاملين بالشركة عن مطالبهم،وكيف أمن البوليس مسيرتهم،وكيف أنتهت مظاهرتهم،على أمل العودة للعمل فى الصباح الباكر،وهذا ما نتمناه لمصرنا الحبيبة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :