الأقباط متحدون | مخاطر تقسيم ليبيا "اقليم برقة الفدرالي نموذجا "
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٥ | الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ | ٣٠ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مخاطر تقسيم ليبيا "اقليم برقة الفدرالي نموذجا "

الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :  مجدي جورج


كتبت مقالة منذ أكثر من عام  تقريبا نشرت بجريدة القدس العربي تحت عنوان ( هل يتكرر نموذج صدام في ليبيا ) توقعت فيه ان نموذج تقسيم العراق إلي ثلاث مناطق في فترة التسعينات منطقة شمالية للأكراد ووسطى للسنة يسيطر عليها صدام حسين وجنوبية للشيعة  , يمكن ان يتكرر فى ليبيا خصوصا مع تسلح ثوار ليبيا فى الشرق ورفعهم للسلاح فى وجه أخوتهم فى باقى مناطق ليبيا  وأيضا مع استمرار ضربات حلف الناتو لقوات العقيد القذافي بحيث تسيطر المعارضة علي شرق ليبيا والقذافي علي غربها بحماية  الحظر الجوي كما حدث في العراق سابقا.


وبرغم ان هذا السيناريو الذي توقعته لم يحدث تماماً وقتها  لسببين هما  :
الأول ان حلف الناتو كان من أهم أهدافه القضاء علي العقيد بعد ان انتهت مهمته, وهذا ما لم يكن هدف الأمريكان وحلفائهم  في حالة صدام حسين بعد حرب الخليج الاولى  فوجود صدام كان يمثل فزاعة لدول الخليج  تتيح للأمريكان المبرر لبناء القواعد العسكرية والتواجد فيها بصفة مستمرة فى منطقة الخليج الغنية بالنفط وهذا ما حدث . بينما فى حالة ليبيا الامر جد مختلف فهى ليست بأهمية منطقة الخليج  نفطيا ثم ان الغرب  ليس بحاجة الى قواعد دائمة فيها فقواعدهم فى المنطقة وفى دول جنوب أوروبا كثيرة وتتيح لهم تامين مصالحهم بكل سهولة.


الثاني ان قوة الجيش العراقي رغم تعرضه للضربات الهائلة إبان حرب الخليج الأولي جعلت الأمريكان وحلفائهم يتحسبون لهذه القوة وجعلت  الجنرال شوارسكوف يكتفي  بالوصول بقواته الي جنوب العراق فقط  ولا يتقدم أكثر من ذلك  ويدخل بغداد للتخلص نهائيا  من صدام حسين,  بينما في حالة ليبيا  فالأمر أسهل كثيرا  فليس هناك جيش بالمرة بل هناك عدة  كتائب أجبرتها الضربات الجوية  لحلف الناتو علي التقهقر مرة تلو  الاخري حتي حاصرها الثوار وقضوا عليها وعلي العقيد دون ان يكلف هذا الغرب اي خسائر بشرية تذكر.


و لكن للأسف فان ما توقعته منذ عام تقريبا لم يخيب تماما فهاهي  بوادره تلوح فى الأفق الان فقد اعلن زعماء من منطقة شرق ليبيا الغنية بالنفط عن أقامة إقليم برقة الفدرالي بما فسره البعض بأنه خطوة في طريق إقامة كيان شبه مستقل فى الشرق الليبي الغنى بالنفط . وغنى عن البيان ان منطقة سرت مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافى تشعر بالغبن نتيجة هذه الثورة التي أطاحت بنفوذها ونفوذ القبائل المنحدرة منها ونتيجة ما حدث من تدمير لها على ايدى الثوار القادمين  أساسا من مصراته  . والجنوب كذلك كما الغرب بجوار الحدود مع تونس يتصرف فيه الثوار دون اى اعتبار لوجود دولة مركزية وما لم تحل هذه المشاكل وما لم تحدث تضميدات لكل الجراح وما لم تكن هناك يد  قوية هى يد الدولة تستطيع فرض سيطرتها على كامل التراب الليبي فقل على ليبيا وعلى وحدتها الجغرافية السلام .


نحن مع كل ترحيبنا بالخلاص من كل الديكتاتوريات المتواجدة في العالم العربي ولكننا يجب أن نكوم حذرين وان نتساءل عن نتيجة هذه الثورات وعن المستفيدين منها حتى وقتنا الحالي ؟ هل فعلنا مثل دول اوروبا الشرقية وغيرها  وتخلصنا من الديكتاتوريات وبنينا الأوطان  ؟ ام أننا فككننا أو فى طريقنا لتفكيك أوطاننا وتقسيمها  ؟
لابد من وقفة مع النفس قبل فوات الأوان وتقسيم البلدان بين القبائل المتناحرة والمذاهب والشيع المختلفة على يد قوى الرجعية التي أصبحت تتحكم فينا.
تذكروا ان قوى الرجعية فى السودان  فضلت تقسيم السودان لدولتين وربما الى اكثر فى المستقبل من اجل بقائها فى السلطة ومن اجل تنفيذ برنامجها الذى ثبت فشله. وتأكدوا ان قوى الرجعية التى تنشب مخالبها الان  في أعناق الأوطان التى وقعت بها الثورات لا   تختلف بتاتا عن قوى الرجعية فى السودان 

 
ولان الشئ بالشئ يذكر فاننى  اقول لكم فى النهاية  ان سوريا وثورتها للأسف سائرة بطريقة سريعة نحو النموذج الليبي والحل الأمثل ربما( ضع تحتها الف خط ) لا يكون  في الخلاص من بشار الأسد الآن وبهذه الطريقة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :