أوجاع شعبنا القبطي المزمنة لا ينفع معها مسكنات
بقلم : شريف منصور
صحيح المثال بيقول "اللي ملهوش كبير ينضرب علي بطنه و اللي ملهوش كبير يشتري له واحد". مايكل منير رجع مصر بعد مؤتمر أمستردام للقاهرة بعد أن أصدر احد قضاة العسكر أمر ضبط وإحضار. وتخيلوا بلطجية الحكم أنها فرصة أن مايكل ما يعود إلي مصر ويحاول تبرئة نفسه من الخارج. وبكل سذاجة تخيلوا أنهم سيسقطوا الجنسية عنه او يخلصوا منه ومن وجع الدماغ اللي سي مايكل مسببه للجيش. و علي فكرة كلمة سي مايكل دي كان بيحب المرحوم المهندس عدلي ابادير يوسف انه ينده علي مايكل منير بها.
من عدة أيام أرسل المهندس مايكل منير لمجموعة الأقباط حول العالم رابط لخبر بعنوان المجلس حط رأسه في الأرض وفيه يطالب المهندس مايكل منير بإقالة فايزة أبو النجا . و في نهاية الخبر قال "العسكر حطوا رأسهم براس أمريكا فحطوا رأسهم في الأرض."
اللغة التي يتحدث بها المهندس مايكل منير من داخل مصر تنم عن انه يعلنها صراحة للجيش و الأخوان و أعوانهم لا بنخاف و لا حنخاف ولا حنهرب . دي بلدنا وارض أجدادنا و وصوت أهلنا اللي ملهمش صوت و أحنا حنكون صوتهم . حتى ولو كلفنا هذا حياتنا أو حريتنا.
بكل صراحة أنا عن نفسي أري ان المهندس مايكل منير يستحق لفظ راجل صعيدي جدع. مايكل منير لم يتراجع لحظة عن خدمة القضية القبطية ولم يتراجع ثانية عن تنفيذ أي فكره يؤمن بها . ولم يهرب إلي أمريكا كما تخيل العسكر ورجع لهم وعنده شجاعة فاقت شجاعة الكثيرين. مايكل كان وقتها عنده بعد نظر فاقت الكثيرين. و اتمني أري اللي قالوا عنه عميل و انه بيعمل مع النظام و لمصلحته الشخصية يراجعوا أنفسهم من اجل مصلحة الشعب القبطي. و هم وبدون شك في قلوبهم كلهم غيرة وحماس من أجل قضيتهم. الشيء الوحيد الواضح و الظاهر أنهم في ذاك الوقت كانوا واقعين تحت تأثير وشاية مغرضة أو لنقل فهم خطأ حتى لا نجرح ولا نعادي احد . أتمني من كل قلبي أن تكون قلوبنا كلنا دون استثناء تغيرت و قابلة للمضي في سبيل الوحدة.
فكرة البرلمان القبطي تداولت بين فريق من المهتمين بالوضع القبطي وفي سياق تكوين الفكرة تتطوع مايكل منير مشكورا ان يساعدنا لكي يأخذ الفكرة إلي حيز التنفيذ و أعطاها الدفعة القوية في الأعلام بالداخل و التي كان من الممكن أن تأخذ الفكرة إلي حيز التنفيذ في الوقت المناسب. ولكن الفكرة أصبحت ماضيا ولن تعود. فهل نطمع في أن لا نخسر الحاضر ولا المستقبل.
البرلمان القبطي فكرة لو تبلورت و أخذت حيز التنفيذ حتى ولو كانت بطيئة في ذاك الوقت لكانت لاحقت مستدعيات الوجود القبطي فيما بعد الثورة و الان بدون شك . وقتها و الضرورة لأخرجته بأسرع ما يمكن و كان سيكون البرلمان القبطي هو كبير الأقباط عالميا يحمي حقوق الأقباط في مصر و في جميع أنحاء العالم.
طرح مؤخرا الدكتور ميشيل فهمي فكرة يدعوا فيه لإنشاء الأخوان المسيحيين للرد علي الأخوان المسلمين أو بالأصح للتصدي للإخوان المسلمين سياسيا و حتى لا نتركهم ينفردون بالساحة السياسية في مصر.
و لكي لا يتضايق أستاذي منير بشاي سأقول لاقت فكرة الدكتور ميشيل فهمي قبول لديه. علي الرغم أنها لا تختلف كثيرا عن فكرة البرلمان القبطي و ان كانت التسمية مختلفة في الكلام و المعني إنما الهدف واحد. و السبب ليس لمحدودية من فكروا في فكرة البرلمان وليست في أن فكرة البرلمان القبطي فكره خيالية. الفارق يا سادة هو التوقيت و ألان أصبحنا في اشد الحاجة لكيان سياسي قوي يضم كل اللاعبين الأقوياء في ساحة النضال القبطي. فكرة البرلمان القبطي لم تروق لمن ظنوا أن نظام مبارك سيعيش أكثر من عمر السلاحف و ان نظام مبارك سيظل قائما للأبد و الوقت مساع و متاح لهم. ينقسمون و يؤسسون منظمات و مؤتمرات و شلل و كأن الزمن سينتظرهم.
وهذه الرسالة أوجها علي الملء للمهندس مايكل منير، يا عزيزي لا تخجل من أن تطلب من الشعب القبطي كله أن يكون ظهرك وكبيرك. أعلنها عليهم في الملء و اطلب منهم مد يدهم لك يعضدونك معنويا وماديا و يقفون معك في كفاحك.
مد يدك لكل نشط من نشطاء الأقباط ممن وقفوا ضدك أولا و لتتقاربوا في وجهات النظر بينكم فنحن في اشد الحاجة لكي نكون شعب واحد يد واحدة و قلب واحد. لقد تفاقمت أوجاع شعبنا القبطي بصورة لم يعد ينفع معها مسكنات ولا ينفع معها خجل. الرجل ذو الشجاعة الحقيقية هو من يستطيع أن يتخطي حاجز الماضي بكل ما فيه من أخطاء طالما تعلم منها ويعترف بأنه قابل للتغيير .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :