الأقباط متحدون | الثغــرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٠ | الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢ | ٤ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثغــرة

الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


بقلم : نسيم عبيد عوض
بدأت حرب الإنتصار يوم 6 أكتوبر عام 73 ‘ وبعد تأكد قوات العدو من  إنتصار مصر ‘ والقفز على الحاجز الترابى ‘ وسحق قوات خط بارليف ‘ وبدأت قوات الجيش الثانى تتقدم داخل القنطرة شرق ‘ وكذا قوات الجيش الثالث ‘ تدخلت القوات الأميركية بشكل مكشوف بالدبابات والطائرات ‘ ودمروا كتائب الصواريخ والدفاع الجوى ‘ وفى يوم 10 طلب الرئيس السادات وقف القتال وبدأ التفاوض ‘ ولكن ليس هذا ماأكتب عنه فهذا تاريخ مسجل ‘ ولكننى أريد ان  أشير الى فتح إسرائيل ثغرة مابين قوات الجيش الثانى والثالث ‘ وبينما كان السادات فى خلاف مع رئيس الأركان الشاذلى قائد المعركة ‘ وأيضا اللواء عبد المنعم واصل ‘ وجدنا جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل  من فوق جبل عتاقة بالسويس تلقى خطابا ‘ وتصورها عدسات التلفزيون على شاشات العالم ‘ وهنا بدأ صنع الثغرة بين صفوف القوات المصرية ‘ ودخلت  بعض القوات الإسرائيلية مابين الصفوف وعلى الأرض المصرية ‘ وجائتنا التعليمات ‘ وأنا كنت فى موقع قريب من قيادة الجيش الثانى فى التل الكبير ‘ فى ذلك الوقت ‘ جائت الأوامر ‘ بأن هناك بعض القوات الإسرائيلية تعمقت فى الأرض المصرية ‘

 

وعلى جميع القوات عدم التحرك بعد نوبة غروب ‘ وإطلاق النيران على كل من يخالف هذه التعليمات ‘ أى التحرك والمقصود أنها قوات العدو ‘ والذى أحدثه تأثير الثغرة كان شديدا على نفوسنا ‘ وبدأ الخوف يتطرق الى أذهاننا ‘ أننا قد نفقد ما إنتصرنا عليه ‘ ولكن المرعب هو ما أشيع وقتها ‘ أن بعض قوات العدو ترتدى الملابس العسكرية المصرية وتتحدث لغتنا وتقود عربات الجيش المصرى ‘ وهى تتحرك وسط قواتنا المصرية فى ميادين المعارك ‘ والذى حدث أكثر من مرة بعد يوم العاشر ‘ أن تبادلنا إطلاق النيران مع قوات معارضة تطلق هى الأخرى النيران علينا ‘ وإستمر تبادل النيران لفترات طويلة ‘ حتى تصدر الأوامر لنا بوقف النيران ‘ لأننا نطلقها على قوات من جيشنا المصرى ‘ أى أننا نحارب بعضنا البعض ‘ ولا علم لى بحجم الخسائر نتيجة هذه الأخطاء ‘ ولكنى أود أن أوضح أن ذلك كان من تأثير الخوف من الثغرة التى فتحتها القوات الإسرائيلية فى قواتنا ‘ حتى أننا نقاتل بعضنا البعض.


وهذا ماحدث لمصر بعد قيام ثورة 25 يناير ‘ كان التخطيط هو وصول التيارات الدينية الإسلامية للسيطرة على كل شئ فى مصر ‘ ونحن كلنا كنا متفقين قبل الثورة بزمان طويل ‘ أن هناك مخطط لذلك مستقبلا ‘ وخصوصا بما حدث لظهور حماس على الجانب الفلسطينى ‘ وحصولها على الأغلبية ‘ والنتيجة التقسيم الحادث الآن بين أبناء الشعب الواحد ‘ وكنا متفقين أنه إذا أعطيت الفرصة وفتحت الأبواب ‘ سيأتى الإخوان المسلمين للحكم ‘ ولم يكن فى توقعنا الحركات السلفية والجماعات الإسلامية أن تدخل فى العملية السياسية ‘ ولكن ذلك فاق توقعنا ‘ ووجدنا حصول التيارات الدينية الأسلامية على غالبية الأصوات ‘ حتى وقع مجلس الشعب والشورى تحت سيطرتهم ‘ وبالطبع الحكومة والوزارات ‘ وأيضا الرئيس وقادة ورؤساء المؤسسات بالدولة  ستكون تحت سيطرة سيادة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ‘ ولعلكم جميعا تلاحظون اليوم أنه لا صوت لرئيس حزب الحرية والعدالة ‘ ولكن الأوامر تصدر من مكتب المرشد العام ‘ وحتى قد خرج من مكتبه يتجول فى البلاد ليحتوى كل ماهو داخل مصر ‘ وهذه هى الثغرة التى صنعها مخططوا الربيع العربى للدول العربية والشرق الأوسط ‘ التقسيم ‘ نعم أقول التقسيم وتفتيت الدول الى دويلات ‘ وقد يتساءل البعض ‘ كيف كانت هذه الثغرة والتيارات الإسلامية تسيطر على أمور الحكم فى مصر ‘ النتيجة الطبيعية والتاريخية وهم هدفهم الخلافة الإسلامية ‘

 

أن يحدث الإنشقاق والتقاتل بين المصريين بعضهم يقتلون بعض ‘ وهذا تاريخيا ماحدث لكل دول الخلافة ‘ وأرجعوا لكتب سليم العوا ‘ كلهم تقاتلوا وتحاربوا وقتلوا بعضهم البعض ‘ فهم لا يهمهم أمر البلد التى يحكمونها ‘ وكل مايهمهم أموالها والسيطرة على أركانها وتغليفها بالظلمة  ‘ وبالنسبة لمصر وموقعها وتاريخها ومكون الفكر العقائدى المصرى ‘ وتكوين الشخصية المصرىة المميزة ‘ سيحدث هذا التقاتل والنحر بين جموع الشعب المصرى ‘ حتى ينتهى الأمر بتقسيم البلاد الى دويلات ‘ وهو المطلوب تنفيذه من الذين خططوا لهذا الربيع العربى ‘ وأنا لا أتمنى أن يحدث هذا ولكن الواضح الجلى الآن أن الثغرة قد حدثت وإن التصارع والتقاتل سيجتاح شوارع وبلاد مصر قريبا ‘ ولعل ماحدث بين مجلس الشعب والحكومة بالأمس ‘ ومايحث من السلفيين من مطاردة الأقباط المسيحيين فى كل مكان بالقتل أو الخطف وتهجيرهم عن أرضهم ‘  مؤشر وصورة لما أتحدث عنه أنها الثغرة التى ستقسم ظهر مصر.


وتعالوا نتحدث عن منصب رئيس البلاد ‘ وبمجرد فتح باب الترشيح وحتى أمس وصل عدد المرشحين لهذا المنصب أكثر من 330 ‘ وسيصل أكثر من ذلك فى الأيام القديمة ‘ وطبعا الجو العام الذى يظهر على الساحة التوافقات والإلتفافات والمناورات ‘والتربيطات ‘والمؤامرات والتحايلات وقد تصل الى إغتيالات ‘ والكل يريد إقتناص المنصب ‘ ولا يهم من المرشح وتاريخة وقدرته وإمكانياته ‘ حتى أن أغلب الأسماء البارزة كلهم من عواجيز النظام السابق ‘ ولم يظهر حتى الآن إسم شبابى جديد يستحق الإلتفاف حوله ويلقى القبول من شعب مصر ‘ ولن يحدث هذا ‘ لأن قوة التصويت فى الإنتخابات تملكها التيارات الدينية ‘ ولابد للذى يريد الحصول على المنصب أن يستحوز على رضاء المرشد العام . هذه حقائق لابد من الرضوخ إليها كواقع مفروض علينا .


ويحضرنى هنا قصة إعتلاء الملك فى فترة القضاة فى تاريخ شعب بنى إسرائيل ‘ فقد حدث إغتصاب شخص إسمة أبيمالك للملك بدون رضاء الشعب ‘ فوقف واحد من أبناء جدعون والباقى على قيد الحياة من أخوته السبعين الذين قتلهم أبيمالك حتى يعتلى الكرسى ‘فوقف هذا الشاب يقول للشعب ‘ " مرة ذهبت الاشجار لتمسح عليها ملكا .فقالت للزيتون أملكى علينا .فقالت لها الزيتونة أأترك دهنى الذى يكرمون بى الله والناس وأذهب لكى أملك على الأشجار.ثم قالت الأشجار للتينة تعالى أنت واملكى علينا .فقالت لها التينة أأترك حلاوتى وثمرى الطيب واذهب لكى أملك على الأشجار . فقالت الأشجار للكرمة تعالى إنت وأملكى علينا . فقالت لها الكرمة أأترك مسطارى الذى يفرح الله والناس وأذهب لكى أملك على الأشجار. ثم قالت جميع الأشجار للعوسج تعال انت وأملك علينا .فقال العوسج للأشجار ان كنتم بالحق تمسحوننى عليكم ملكا فتعالوا واجتمعوا تحت ظلى والا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان " قض 9‘وبالفعل تملك العوسج (الشوك) وأحرق الناس والبلاد . وفى رأييى أن هذا ماسيحدث فى إختيار الرئيس المقبل ‘ وهاهو مسلسل الثغرة ومنه يبدأ الإنهيار ‘ والله المستعان على مستقبلك يابلدى يامصر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :