الأقباط متحدون | أنا وأمي وحبيبتي.. في عيد الأم!!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٥ | الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ | ٧ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنا وأمي وحبيبتي.. في عيد الأم!!!!

الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
لو حكينا يا حبيبتي هنبتدي منين الحكاية؟.. دي قصة حبنا مالهاش بداية ولا نهاية.. عشنا فيها ويا ما عشنا.. شفنا فيها ويا ما شفنا.. لكن بحبك وبصبرك مشينا وكملنا مشوار الحب لغاية ما وصلنا... وحوالينا الدنيا بغدرها ما قدرت تعاندنا، ولا تفرق بينا وتبعدنا. وهتبعدنا إزاي؟ وإحنا كنا مع بعضينا في لحظة لقائك مع حبيب حياتك إللي ساب دنيانا.. خرجت أنا منك للدنيا أصرخ، لألمك وعذابك، لكن أصبحت أيامنا في كل لحظة فرح أو ترح بتاعتنا.. تعالى نقول لغيرنا.. أنا وأنت إزاي قدرنا نبعد عن أي عذاب.. ونعيش على طول أحباب.. نحضن فرحتنا سوا، وجعلتي دايمًا الحب ليّ شباب في شباب.

أنا فاكر اليوم ده.. كان تقريبًا عمري 7 سنوات.. لقيت البيت سواد في سواد.. عرفت أن حبيبك الأولاني سبقنا وراح.. حضنتيني وسمعت دقات قلبك بتقول ربنا عوضني عن حبيبي اللي غاب بيك أنت يا أعز حبيب.. خبأتي جمالك.. وهبتي شبابك ليّ.. نزلتي تشقي عشاني.. أخذتي عهدًا على نفسك أن أحتل عيادة حبيبك اللي تركك للدنيا وحيدة.. كافحتي في عملك كمترجمة فورية.. كل ده من أجلي.. فألحقتينى بأحدث المدارس وأعلاها مستوى.. وقفت بجانبي كحبيبة اللي بتعاون حبيبها.. ونسيتِ أنك أنتِ أمي.. لم تشعريني مرة أني ابنك.. جعلتينى أشعر برجولتي من صغري.. كنت أتجالس معاكِ.. وأحكي معاكِ.. وأنتِ تصغي ولا تتكلمي.. لكن ابتسامتك ليّ كانت دايمًا بين شفايفك العطشانة.. كنتِ أبي وأمي وأختي وصديقتي وحبيبتي.. وكثير كنت أراكِ بالليل تحت صورة حبيبك الأولاني وتكلميه.. كنتِ دايمًا تقدمي له تقرير حياتنا اليومية وكأنه عايش في وسطينا.. لم تشعريني مرة أن أبي "حبيبك الأولاني" قد سبقنا إلى عالم الخلود.. أنتِ فعلاً مازلتي المعشوقة الوحيدة له.. أنتِ أم لم أشعر أنكِ أرملة.. كنتِ دايمًا في أجمل صورة.. شابة قمورة تعيش مع حبيبها الثاني إللي من صلب حبيبك الأولاني.. أورثتيني صفات أبي وشخصيته وعلمه. ولما وصلت وحققت كل أحلامك قابلتنا أنا وأنت في مشوارنا.. حاجات كتير جرحت غيرنا الغيرة وظنونها.. واللي بيجرى منها.

أنا برضه فاكر اليوم ده.. كان تقريبًا من 7 سنين.. رجعت من العيادة بالليل مهموم وسرحان.. نظرتِ لي نظرة وكأني عامل عملة عايز أداريها منك.. وزي ما عودتيني، كنتِ تسيبيني لما آجي لوحدي أشكيلك وأصرح إللي في قلبي ليكِ.. لكن المرة دي مقدرتش أواجهك باللي في قلبي.. كنت أحاول دايمًا أختفي من عيونك اللي كانت عايزة تعرف إيه اللي مخبيه عنك. بدأت أرجع متعمدًا متأخر.. قلت أحاديثي معاكِ.. وأنت صامتة وصامدة.. كنت عايز أعترف ليكي بالحقيقة، لكن قلبي ماكنش يطاوعني.. قلت في نفسي.. إزاي أحب وأتزوج وأسيبها لوحدها بعد ما ضحت بأجمل سنين عمرها عشاني؟!.. كنت أحاول.. لكن بدأت مشاعري نحوها تهدأ.. حتى أخبار العيادة وطرائف تومرجي العيادة معايا انقطعت.

كنت حائر بيني وبينها.. أحببتها لأنني وجدت فيها الكثير من أمي.. هي زيارة واحدة جاءت هي وأمها العيادة للكشف عن أسنان مامتها.. وتكررت الزيارات.. وازدتنا حبًا.. احترت مع نفسي بينها وبين أمي.. لا مقارنة بينهما.. أنا في شدة الاحتياج لهما.. فشلت.. فقد أحببت أمي المضحية.. وعشقت حبيبتي..

علاقتي بأمي بدأ يشعر بها الأقرباء مني.. وقالوا علينا يا ما قالوا.. لكن صدقوني هوايا ليها لا تغيَّر حاله.. وفي ليلة وأنا في العيادة تذكرت لما كانت أمي تسافر أو أنا أسافر.. وأيام يطول السفر، قلوبنا كانت بتتقابل.. مع كل طلعه قمر.. تذكرت كمان لو جت خطوتنا تغربنا.. حلاوة الشوق بتقربنا.. فمنين يجينا الخصام؟.. ومنين يجينا البعاد؟ واحنا بين قلوبنا.. كل لحظه ميعاد.. وقتها صممت أن أصارحها بحبيبتي "نجوي" بعد ما انتهي من العيادة.. وفجأة انفتح باب حجرة الكشف.. وجدت أمي أمامي.. قمت من مكتبي وحضنتها.. وإذ أرى النتيجة الموجودة على الحائط تقول اليوم ده 21 مارس.. انزعجت.. وابتعدت عنها وأنا في منتهي الحرج.  تأسفت لها لأنني لم أقل لها "كل سنة وأنتِ طيبة يا أمي الحبيبة" كما أفعل طيلة السنوات السابقة.. قالت لي.. أنا المرة دي إللي أقولك "كل حب وأنت طيب".. وأخذت تضحك أمي ضحكتها، والتي كنت السبب في عدم سماعها طيلة شهر تقريبًا.. ثم أخرجت من حقيبتها علبة قيمة بها خاتم جميل.. وقالت لي أشكرك يا حبيبي على هديتك.. قلت لها أنا...؟! "وتلعثمت في الكلام"، وقاطعتني قائلة: "بصراحة ذوق نجوى حبيبتك يجنن". ازددت دهشة.. قلت ها: مين نجوي دي؟؟ ضحكت وقرصتني في ودني... وقالت لي إنت واد خلبوص.. عرفت تختار. وفجأة الباب ينفتح وتدخل "نجوى" علينا، وعرفت الحكاية من بدايتها، إن والدتي فهمت من أول ليلة دخلت عليها وأنا مهموم وسرحان أن هناك حب وليد صغير فكان عليها أن ترعاه.. فعرفت عنوانها من التومرجي.. وبعد ما تأكدت من حبي لها وحبها له.. ذهبت وخطبتها لي.. وأصرت أن تعلن له موافقتها وفرحتها في يوم الحب إللي هو يوم الأم...!

كل سنة وأنتِ طيبة يا أمي... وإلى كل أم في مصرنــا الأم..!!!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :