نياحة تحتاج إلى استيعاب
بقلم- ماجدة سيدهم
*الغصة حارقة، الصدمة صائبة ،استقرت في الشارع والخاصرة –توقف السير برهة، نلتفت لاستيعاب الخطب –كنا نترقب الحدث ونعلم حتميته بين وقت وآخر ،نضع التكهنات ونخبئ أنفاسنا لئلا يراودنا مالا نحب ،لا نريد مجرد التوقع ، وما عساه الأمر أن يكون إذا –وماذا لو حدث.. وماذا بعد ..! لكنه في غفلة منا صارت الفاجعة –لحظة وسردت الذاكرة المشهد كله- نكر الصفحات الالكترونية كرا ونهما ، وتهرع الفضائيات مابين المتابعة والتفاصيل والاحتواء–نعود نتوقف برهة نلتفت لاستيعاب الحدث بينما الآسي ممزوج بهول المفاجأة لشخصية كهنوتية فريدة اتسمت وقبل أي شيء بهيبة الكلمات ومهابة الحضور ..البابا شنودة الثالث إيقونة الحب
*رهافة الحس ووداعة العتاب تشد الاستقامة إلى وضوح الرؤى وحلاوة العشرة –بينما احتمال الضيقات والمضايقات درب يصعده بالأمانة والاحتمال ويظل صامتا لا يفتح فاه بغير المحبة مجسدا المغفرة في ولائم من الشعر وكسر الخبز لكل عابر بسؤال الحيرة والجوع إلى الأمان –
"نياحة البابا " الخبر صادم ،مربك ، تبادلنا فيما بيننا المشاعر القلقة وصارت هواتفنا مكتظة بفاجعة الافتقاد الطاعن في الروح لتخلو الموائد من البهجة ،رددنا فيما بيننا بدالة الثقة أن الانتقال هو اجتياز هوة الموت إلى بداية الحياة السعيدة، وان عروش السماء ارتجت لفرط الفرح المدوي بعبقرية اللقاء السماوي في لحظة الاشتياق الجنوني والعناق العذب وتبادل الضحكات بين رئيس الحياة وبابا الرعية، ورغم اليقين بحلاوة المشهد الملائكي تتويجا لدرب طويل الاّ أني حزنت ..مثل كل الشارع حزنت ، مثل كل شعبي حزنت ، ربما اختلفنا أو اتفقنا- لكن مع مسحة الوجوم التي خيمت ملامح شارعي (مسيحيون ومسلمون على السواء )وانكسار ما اعترى صدق الكلمات والذكريات تتجدد ملامح التلاحم من جديد .. هل كنا نحبه بكل هذا العمق ..! هل شكل فينا ولنا وجودا مؤثرا.. مخلصا ..شريفا إلى هذا الحد الذي معه أصيب الجميع بالذهول والصمت وترقب ملحمة حب مذهلة يوم احتفال الوداع الأخير ..! نعم ، بل وأكثر، سنظل نحبه ، نحترم فكره ، نقتدي بسيرته حيث نعمة الفهم وهدوء الحكمة ، نعم صار الحدث في مرحلة شديدة الحساسية والخصوصية -ربما يعيد هذا للشارع روح التوازن والصلابة والسلام لقلوبنا وكنيستنا وبلادنا ، فالنكبات وحدها كفيلة لاجتياز الصغائر والانطلاق معا إلى الأفضل .
*اليك بابا شنودة الثالث ..أكملت العمل بأمانة فلك إكليل المجد ببهائه ولنا التعزية المعزية .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :