عيد الأب ....17 مارس
بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا
ماتبكيش يابابا , بابا سنودة عند بابا يسوع ,,,, بكل براءة وثقة وجدية ,,, قالها لي إبني الصغير ذو الخمس سنوات فقط ،وهو يحرك يديه الصغيرتين نحو السماء ,,, كلمات قليلة ومختصرة من طفلي الملاك الصغير ولكنها كانت عندي كالبلسم الشافي والدواء السريع المفعول , لقلبي الحزين والمجروح الباكي قبل عيوني بإستمرار وحتي هذه اللحظة وخاصة ونحن نودع الجسد الطاهر لحبيب قلوبنا وعيوننا أبونا الغالي وقديسنا وشفيعنا وحبيب الملايين قداسة البابا شنودة ،،، لأنه تربطني بأبي الغالي علاقة خاصة جداً , ولا أستطيع أن أقول أنها حب من طرف واحد (من طرفي) لأنني أعلم أن أبونا الغالي كان ومازال يحب كل أبنائه ,,,ولكن علاقتي "الخاصة جداً" مع أبويا الغالي بإختصار شديد تتمثل في ...
أنني ومثل كل جيلي تفتحت أعيننا وأسماعنا وقلوبنا علي تعاليم وعظات ومحبة البابا شنودة , كنت أبحث عن أي كتاب له وعن مقالاته الأسبوعية في الكرازة ووطني ، ثم عظاته من خلال شرائط الكاسيت القديمة , والتي كنت لا أنام إلا وأنا مشغل عظة لأبي الغالي حتي يخلص الشريط وأروح في النوم لأصحي صباحاً والكاسيت ماذال "يزن" لأنني نمت علي صوت البابا ولم أغلق الكاسيت ,,, هذا غير أعيادنا التي لا تًكمُل إلا بصوت أبونا الغالي الحنون المُميًز لليلة العيد , وكُنا نسهر حتي الرابعة فجراً من خلال الراديو حتي ينتهي القداس مع البابا ,,,وغيره الكثير والكثير
من محبة ربنا بي أنني تشرفت وتباركت برؤية أبي القديس وحبيبي الغالي ثلاثة مرات في كل حياتي ،
أول مرة في مطار "أثينا" الدولي سنة 1994 بالتحديد 15 نوفمبر وتباركنا بقداسته لأكثر من ثلاث ساعات وأنا غير مصدق نفسي أن" البابا شنودة" أمامي وأستمع له عن قرب , وعندما أتي دوري وإقتربت منه لأخذ البركة , طلبت وبصوت مسموع من صاحبي أن يصورني معه بسرعة , فقال لي قداسته بإبتسامته المعهودة ... إنتً عاوز الهدية ولا عاوز الصورة ... فقلت بسرعة ..الأثنين ياسيدنا ، وأضفت وكمان عاوز قداستك تصلي لي لأن عندي مشكلة في ظهري , فحالا وضع يده الطاهرة علي رأسي وصلي لي ,,,, ما أعظمها لحظة لم ولن تُمحي من ذاكرتي
المرة الثانية في مايو 1995 وفي نفس المطار "كان ترانزيت" ولكن بالعافية سلمنا علي قداسته في السيارة وقال لنا بالحرف ... معلش ياولادي إتأخرت علي الطيارة
المرة الثالثة في أحدي عظات الأربعاء بالكاتدرائية مع والدتي البارة ، ولكن لم نستطع السلام علي قداسته بالطبع
قبل يوم السبت الحزين.... 17 مارس.... وأنا أنوي كتابة مقال عن "عيد الأب" بمناسبة قرب "عيد الأم" وأخذت بالبحث في الكتاب المقدس (كما علمنا أبونا الغالي ) عن بعض المواقف والأيات عن الأب ,لأنني كل سنة في عيد الأم دائماً ما أتسائل ...همً ليه مايعملوش عيد للأب مثل عيد الأم , لأنني أحس أن الأب حقه مهضوم جداً ، وأحس أننا ظالمين "الأب" جدا جدا ، ونهمل دوره العظيم وتضحياته التي لا توصف من أجل أبنائه ومن أجل أسرته الصغيرة ,, وهذا بالطبع لا يُقلل من دور ومرتبة وعظمة الأم , وأنا هنا لست في حالة وضع مقارنة بين دور الأب ودور الأم ,لأنه لا يختلف إثنان في كل العالم عن محبة وحنان وعظمة الأم وعشقنا للأم منبع الحنان والحب , وأنا شخصيا كانت أمي بالنسبة لي هي نبع الحنان والبركة والعطاء وعندما رحلت للسماء حسيت برحيل كل هذه المعاني السامية
عندما بحثت في العهد القديم عن "الأب" وجدت أن الأب كان له هيبته وإحترامه ورفعته السامية وكلمته التي تخرج من فمه كأنها خارجة من عند الله نفسه (بالتأكيد الأباء الصالحين) وكان الأب مصدر للبركة للأبناء الأوفياء ، ومصدر لللعنة للعاقين
البركة ::
نجدها في مباركة إسحق ليعقوب عندما قال له ... ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين ..نعم وتكون مباركاً(تك27-29،33) واللعنة:: نجدها في ...لعنة نوح لحام إبنه أبو كنعان عندما لم يستر عورة أبيه وقال له ...ملعون كنعان عبد العبيد يكون لأخوته (تك 25-27) وحدث ذلك أيضا
وفي أمثال الحكيم نقرأ ...أسمعوا أيها الأبناء تأديب الأب أم4-1...الأبن الحكيم يقبل تأديب أبيه أم13-1...العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقورها غُربان الوادي وتأكلها فراخ النسرأم30-17 ,,,,, وفي العهد الجديد أكتفي فقط بأعظم علاقة أبوية في التاريخ عندما ذُكر ...هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد حتي لا يهلك كل مًن يؤمن به
ولو تحدثنا عن الأبوة الجسدية فكلنا نعلم كم يكون الأب مضحياً بكل حياته من أجل أسرته وأبنائه ومسئول عن كل شيئ في حياتهم , وعندما فقط "يسخن" طفل أو يتعب قليلاً كم يصيبه الرعب والقلق ، ولا يهدأ ولا ينام حتي يطمئن علي كل أبنائه
من هذا المنطلق لم ولن نجد أبوة حقيقية لمسناها جميعنا علي الأرض بعد محبة الله بالطبع، وعلي مدي أكثر من أربعون عاماً من أب حقيقي أفني نفسه ووقته بل بذل كل حياته لخدمة أبنائه حتي النًفس الأخير ، مثل محبة " البابا شنودة" القديس لكل أبنائه , أبونا كلنا ، معلم الأجيال ، أب الكنيسة وأب الأساقفة والكهنة الذين رسمهم ليشاركوه رعاية أبنائه في مصر وكل بلاد العالم، الذي كان همه الأوحد هو حياة أبنائه الروحية بل والجسدية , والشيئ الوحيد الذي كان يخاف عليه هو أبنائه , وكم إحتمل من إهانات ومن تطاول ومن إفترائات ومن ضغوط ، كل هذا وغيره الكثير تحمله خوفا علي أبنائه وعلي كل رعيته , حتي في أخر أربعاء تحدي المرض والأطباء وأصر علي النزول للأجتماع لطمئنة أبنائه عليه فقط لا غير
لهذا وللكثير جدا جدا وما تمتلئ به قلوبنا من محبة لأعظم وأحن وأخلص أب عرفته الأجيال الحديثة والقديمة من أبونا الغالي ، أقترح وأدعو بمبادرة جعل يوم... 17 مارس...من كل عام "عيداً للأب" ليظل ذكري لنا ولأجيالنا من بعدنا وليكون أقل تكريم لهذا الأب الحقيقي الذي علمنا كيف يكون الحب ، كيف تكون التضحية ، كيف يكون العطاء ، لهذا رأينا بذرة الحب التي بذرها في قلوبنا ظهرت في مليونيات الوداع من أبنائه الذين ذابوا حُباً لمًن ضحي بكل حياته من أجل كل أبنائه الذين أحبهم حتي المنتهي متمثلاً بسيده وسيدنا وإلهنا الصالح الذي بذل نفسه علي عود الصليب من أجل الجميع ، وسيأتي اليوم الذي سوف يُعمم هذا اليوم في مصر كلها ,محبةً وتكريماً وعرفاناً لأبونا القديس الغالي الذي وإن غاب عنا بالجسد ولكن أبوته وحنانه وشفاعته ستظل معنا حتي نلقاه ,,, راحة ونياحة لروحك الطاهرة يا أبونا الغاااااالي جداً جداُ,,,,, أذكرنا أمام عرش الملك المسيح
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :