و رحل قداسة البابا شنودة
بقلم : د/ ميشيل رياض عبد المسيح
وكيل مؤسسى حزب تحالف القوى الوطنية
رحل قداسة البابا شنودة الثاث
رحل صاحب القول الشهير " مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا " .
رحل صاحب تسعة درجات دكتوراة فخرية من مختلف جامعات العالم ، وكثير من الميداليات والقلادات و الجوائز التى يصعب حصرها .
رحل الرجل الذى رفض الذهاب الى القدس مع السادات لاقامة سلام غير عادل مع اسرائيل ونال جراء ذك ما نال .
رحل صاحب القرارات الوطنية الشجاعة . فهو صاحب قرار منع دخول الاقباط القدس الا مع اخوانهم المسلمين .
رحل صاحب القول الشهير " ان كانت أمريكا تريد أن تتدخل فى شئون مصر بحجة حماية الأقباط ، فليمت الأقباط و لتحيا مصر " .
رحل صاحب المفاوضات الأفريقية التاريخيةاتى أسهمت بشكل جذرى فى حل مشكلة مياه النيل .
رحل صاحب مئات الكتب و الاف العظات وملايين الأقوال المأثورة و الشعر .
رحل الوطنى الأصيل راعى الوحدة الوطنية وحاميها الأول ، و الذى كما قالوا عنه مانع الصواعق و صمام أمان الوحدة الوطنية .
رحل صاحب النكتة المصرية الأصيلة ، والقفشة الحقيقية الجميلة .
رحل بابا العرب .
رحل المبتسم دائما .. البشوش دائما .. الضاحك دائما .
رحل صاحب النهضة الكنسية العظيمة و الذى عمر مئات الكنائس و عشرات الأديرة فى مصر والمهجر و جميع المسكونة .
ان مآثره و اعماله يصعب عدها أو حصرها .....
استطاع أن يحوذ كل هذا الحب و كل هذا الحزن لفراقه و الذى بدى من كل طوائف الشعب أثناء تشييع جنازته المهيبة . فلا رئيس و لا ملك و لا قيادة كانت جنازته مظاهرة عارمة من الحب و العطف مثله .
انها مهمة صعبة جدا لمن سيأتى بعدك يا أبى ، فلقد تركت فراغا كبيرا ليس بسهولة أن يملأه أحد ، لكننا نتمنى من من يتولى بعدك أن يمسك بزمام الأمور كما أمسكتها أنت و يسير على نفس حكمتك و وطنيتك و علمك .
من حقك يا أبى أن ترتاح بعد كل هذا الشقاء و العناء ، بعد كل هذا الكفاح و الأعمال الخارقة التى اتممتها.
فلترتاح اذا وليكمل كفاحك وعلى دربك من يختار الله لنا .
من حقك أن تنعم بالفردوس مع معلمك الذى تمثلت به بعد فترة من تعب و جهد و زهد و تقشف و صلاة .
وأخيرا ... نود أن نرسل تحية قلبية للشعب المصرى الأصيل الذى ظهرت فيه علامات الأصالة و الوحدة الوطنية الصلبة ، و هى ليست بجديدة عليه .
كما نود أن نرسل التحية الى الاعلام المصرى الذى غطى الحدث تغطية وافية رائعة تامة أظهرت لنا الفرق بين الاعلام الحالى و اعلام ما سبق فى أحداث ماسبيرو 2011 .
وتحية مماثلة الى سيادة المشير الذى سخر كل امكانات القوات المسلحة لخدمة هذا الحدث . كما انه و عندما استشعر مدى أهمية البابا لنا ، منح اجازة ثلاثة أيام للعاملين الأقباط بالدولة حتى يتسنى للشعب المسيحى توديع أبيه . كما جعل يوم تشييع الجثمان يوم حداد على كل مصر .
و تحية لقواتنا المسلحة الباسلة وكل قياداتها والتى قامت بكل هذا الجهد الخلاق للحفاظ على الأمن ، و هذا ليس بغريب على قواتنا صاحبة أعتى البطولات .
حفظ الله مصر و حفظ شعبها الأصيل ...
ولك يا أبى لا نقول وداعا بل الى اللقاء و نطلب أن يعيننا الله كما أعانك ، نيح الله نفسك و نفعنا بصلواتك و ارسل لنا التعزية عن فراقك .
فأنت لم ترحل بل انتقلت ، فمازلت تعيش بيننا بروحك .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :