- بابا مش تصادمي بنكهة الشيكولا
- العامل في البابا "شنودة"
- الروائي "فؤاد قنديل" لـ"مصر تريد": لم يكن من حق "السادات" عزل البابا، و"الجندي": تحمّل من المشاكل ما لم يتحمله بشر
- وكيل مطرانية "بني سويف" في حوار خاص لـ"الأقباط متحدون": الوقت الآن ليس متاحًا لتغيير لائحة انتخاب البابا
- مجلس الكنائس القبطية بكندا يقيم حفل تأبين لـ"البابا شنودة" الاحد القادم
تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا
بقلم: إدوارد فيلبس جرجس
إرادة الله فوق كل إرادة ، ولا يمكننا كبشر مجرد التفكير في الإعتراض عليها ، وحتى لو فكرنا فهو نوع من انكماش العقل إلى درجة التلاشي ، إرادة الله أن يرحل قداسة البابا شنودة الثالث في هذا الوقت العصيب من تاريخ مصر ، ولا اعتراض ، لكن من حقنا كبشر أن تصمت عيوننا وتتحجر الدموع ، وتتحول القلوب إلى أجراس حزينة تعلن دقاتها الحداد على رجل أحب مصر فأحبته مصر ، أحب كل أولادها فأحبه كل أولادها ، عبر عما يختلج به قلبه من خلجات الأبن البار نحو أمه بمقولته الشهيرة " مصر وطن يعيش فينا ، وليس وطناً نعيش فيه " . قداسة البابا شنودة جلس على كرسي البابوية لمدة تزيد على أربعة عقود ، وبكل قامته الروحية ، عندما كان يتحدث أو يعظ فيى أمور دينية ، كان يتحدث ببساطة تامة وبلغة يفهمها حتى الأطفال ، البساطة النابعة من إيمان قوي بأن الأديان التي تدعونا لمعرفة الله والإقتراب منه ، لا تحتاج للتعقيد ولا الوعيد أو التهديد ، معظم عظاته وكلماته كانت تدور حول كيف يعيش الإنسان في المجتمع ويتعامل معه وفي نفس الوقت لا يبتعد عن الله ، فجاءت مقبولة بالنسبة للجميع ، وقربت إليه القلوب . روحانيات قداسة البابا لا تحتاج إلى كتابة ولا توضيح فهي تعلن عن نفسها مع كل لفتتة منه
. لكن ما يريحني هو أن أكتب عن الشاب الجامعي " نظير جيد " والضابط بالقوات المسلحة ، والراهب الذي ترك العالم الذي كان يمكن أن ينبغ فيه بكل ما يمتلكه من مواهب وفضل حياة العزلة ، مبتعداً عن المباهج الدنيوية مفضلاً عليها مباهج الإقتراب من الله في خلوة لا ينغصها شيء ، لكنه لم يعترض عندما اختاره قداسة البابا كيرلس السادس كسكرتير له ، عملاً بالمقولة " على ابن الطاعة تحل البركة " ، أحب أن أكتب عن الشاعر وقصائده الموزونة ببحور الشعر ، والكاتب القدير ، وصاحب المقال الأسبوعي في جريدة الأهرام ، وصاحب النكتة والقفشة ببديهة متيقظة لآخر لحظة ، وصاحب الإبتسامة والضحكة الطفولية التي تكشف عن صفاء النفس والقلب معاً ، أذكر أن أحد الصعايده أراد أن يمتدحه فقال له بلهجته الصعيدية " أنت جاموس ياقداسة البابا " وكان يقصد أن البابا قاموس في المعرفة ، وببديهة حاضرة ضحك قداسة البابا ورد عليه بنفس اللهجة الصعيدية " بس الرك على العجول اللي تفهم " ويقصد بها هذا يتوقف على العقول اللي تفهم ، بساطته مع الجميع تُْشْعِر كل من يقترب منه حتى ولو كانت للمرة الأولى أنه يعرفه منذ فترة طويلة ، وتبارى الإعلاميون في إجراء الحوارات معه التي لها كان لها طابعها المميز ، كان يتمتع بذاكرة قوية جداً ، أندهش عندما كان يطلب منه إلقاء قصيدة من قصائدة ويقولها كاملة بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة عليها ، فضلت ألا تأخذني كلمات الحزن ، لكن حقيقي أنعي وأرثي نفسي لأنني سأحرم من هذا الوجه الجميل بحبه ولقائه الأسبوعي الذي كنت انتظره عبر النت ، قداسة البابا شنوده سكن قلوب الجميع ولن يقدر الرحيل على إخراجه منها .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :