- بابا مش تصادمي بنكهة الشيكولا
- العامل في البابا "شنودة"
- الروائي "فؤاد قنديل" لـ"مصر تريد": لم يكن من حق "السادات" عزل البابا، و"الجندي": تحمّل من المشاكل ما لم يتحمله بشر
- وكيل مطرانية "بني سويف" في حوار خاص لـ"الأقباط متحدون": الوقت الآن ليس متاحًا لتغيير لائحة انتخاب البابا
- مجلس الكنائس القبطية بكندا يقيم حفل تأبين لـ"البابا شنودة" الاحد القادم
العامل في البابا "شنودة"
بأعين تملأها دموع الفرحة المشوبة بدموع الفراق نزف أبينا القديس البطريرك البابا "شنودة الثالث" خليفة "مارمرقس" الرسول إلى أحضان المسيح إلى الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور القديسين.. منا من تألم بشدة لفراق هذا الرجل العظيم رجل الله، ومنا منْ لم يستطع عقله إدراك هول الفاجعة التي تلقيناها.
البابا "شنودة" كان رجلاً حسب قلب الله، رعا قطيع المسيح بأمانة وبر، حفظ الإيمان والعقيدة، سلك طريق المحبة التي لفادينا المسيح، وأكمل رسالته إلى التمام.. علمنا كيف يكون القائد والراعي والمحب والأمين والأب الحنون والقلب الطيب الكبير الذي نجد فيه الدفء والأمان وقت الشدائد والأزمات.. علَّمنا كيف نحب إخوتنا في الوطن وفي الإيمان وأيضًا من يخالفنا في الرأي والجنس والعقيدة.. علمنا كيف نحيا الوصية ونحبها ونحفظها في قلوبنا.
أحب العالم كله قداسة البابا "شنودة" عندما وجدوا فيه كل هذة الصفات الرائعة مجتمعة في شخص واحد وكيان واحد، وكل هذة الصفات تكاد تكون لا تذكر مقارنة بصفات شخص المسيح.. رأينا مقدار الحب الذي أحبه العالم للبابا "شنودة" عندما ظهرت عليه ملامح المسيح.. أحبوه وأحببناه جميعًا ولكننا غفلنا عن المنبع والأصل الذي امتد منه البابا "شنودة" كل هذه الصفات.. غفلنا عن الله العامل في أبينا البابا "شنودة" الذي كان معه "فكان رجلاً ناجحًا" في كل عمل امتدت إليه يده.
غفلنا عن النبع المتدفق والعطية المجانية لجميعنا.. انهالت الدموع وتفجرت أنهار البكاء بأعيننا وامتلكنا الحزن والأسى وبكيناه، وقليل منا من بكى حبيبنا وفادينا ومخلصنا رب المجد يسوع المسيح الذي سحق لأجلنا ولأجل آثامنا وقبل حتى الموت موت الصليب!! ولم نبك على خطايانا التي سببت كل هذا الألم لفادينا وانتهت بموته على عود الصليب ليكون كفارة لخطايانا وسقطاتنا.. فلقد مات عنا ليحيينا ويعتقنا من رباطات أبليس، وليعطنا النصرة والغلبة على جميع قوى الشر والظلمة..
إني لا أنتقد من حزن لفراق قداسة البابا "شنودة" لأنني تألمت كثيرًا من أجله و بكيت مرارًا بمرارة لفقدان راعينا القديس العظيم، ولكنني تنبَّهت لإلهي الذي وجدت أنني عشت غافلاً عنه طيلة أيام حياتي، ومتجاهلاً لمشاعره وآلامه لأجلي أنا الخاطي، وتنبَّهت أيضًا أنني مدعو أن أكون أحد قديسيه الأطهار الذين تمثلوا وتمسكوا به إلى المنتهى، فملكوا معه في ملكه، وسبقونا إلى فردوس النعيم وهم الآن يشفعون فينا أمام عرش المسيح..
وإني لم أرد أن يكون هناك غافلين مثلي عن من قد أحبنا قبلاً ومات عنا وبذل وحيده لأجلنا.. ولا أريد أيضًا أن تلهينا مشاعر الحزن والألم عن خلاص أنفسنا أو أن نشعر باليأس ومرارة النفس، بل فلنصل جميعًا بنفس واحدة لأجل مصرنا وأرضنا وكنيستنا، وأن يكون رب المجد هو قائدنا وراعينا ويقودنا إلى ملكوته، وأن يعطي نياحًا لروح أبينا البار المكرم البابا الأنبا "شنودة الثالث"..
ونطلب من أبينا السماوي أن يعيننا نحن الساكنين في الأرض، وأن يعطي لنا بركة ونعمة ويحفظنا في اسمه وفي الإيمان إلى النفس الأخير، وأن يجعلنا نحيا حياة المحبة وحياة تليق بأبناء الله المدعوين قديسين والمخلوقين على صورته.. وأخيرًا نطلب من راعينا البابا الأنبا "شنودة" أن يشفع لنا أمام عرش النعمة بصلوات وطلبات لا تنقطع، وأن يطلب عن الكنيسة وكل المسكونة لكي نكون مباركين وبلا لوم..
بركة شفاعته وصلواته تكون معنا جميعًا آمين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :