هذا الفراغ العاطفى وإحساسه بالاغتراب جعله أميل إلى العزلة وعمق إحساسه بالوحدة، حتى وجد نفسه فى الحياة الديرية وتحول حبه لأمه إلى حب أكبر فرغ فيه كل عواطفه .. "حب مصر" فعاشت مصر في قلبه وأعطاها كل ما يملك، وسكنت في أعماق أعماقه وصبغ حبها ثقافته فأتجه إلى دراسة التاريخ، وبعد تخرجه عاش حياة عسكرية ضابطًا فى جيش الحبيبة  يقول

 

 

هذا التكوين الفكرى بين التاريخ والصحافة والحياه العسكرية والإتجاه إلى التدين والصقل الفكري من خلال مدارس الأحد، خلق من "نظير جيد" شخصية جديدة بين النسك والإيمان بالاستشهاد وعايش البطولة في التاريخ القبطي، وكيف قاوم الآباء صلف الرومان ولم تهدء نفوسهم إلا بالشهادة، وعايش عصر الشهداء وصفت نفسه بالحديث عنهم وكيف انتصروا على الطغاة

 

 

ثم حمل البابا شنودة صليبه وهجر الدنيا، وإتجه إلى برية شيهيت "وادي النطرون" ليعيش حياه الديرية وبين المحبسة والقلاية والحياة الخشنة وهواية نسخ الكتب القديمة تعمقت ثقافته ورسخت معرفه الدينية بالدين المسيحي، بل أن قراءته فى التراث الإسلامي كانت واسعة فى هذه البيداء الموحشه كان البابا "شنودة" العابد العاكف الصوفي الذى تفرغ للحب الألهي يناجي