الأقباط متحدون | اتفقوا يرحمكم الله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢ | ٢١برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اتفقوا يرحمكم الله

الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- حنان عمار
حكت لى امرأة عجوز ، قصة عن التوفيق لم أنساها إلى يومنا هذا ؛ كانت تلك المرأة جاره لنا ، تزوج أبناؤها وتعيش بمفردها ، فقد كنا نحن الأطفال نذهب إليها تطوعاً لقضاء احتياجتها من الخارج ، وكان هذا حباً فيها ، وتوفيق من الله لم يحالف الكثيرات منهن على نفس ظروفها ؛ فكانت المرأة الصالحة تكافئنا بأن تحكى لنا قصة مليئة بالحكم وتجارب مرت على أناس أخرين ، تبعث فى النفس الحائرة الراحة والطمـأنينة ؛ فقالت : كان فيه رجل فقيراً لا يجد طعامه هو وزوجته ، لم ينجب اطفالاً ؛ وفى ذات ليلة بينما الرجل يجلس حزيناً مهموماً ، دخلت عليهما الدنيا وهى تمسك بيدها ثلاثة أشياء ، قائلة له : سأعطيك ثلاثة المال والولد والوفاق ، ثم سأعود إليك بعد خمسة عشرة عاماً ، كى أرى كيف حالكما ؛ تواصل المرأة العجوز قصتها قائلة : تبدل حال الرجل من الضيق الى الرخاء ، فأصبح أغنى رجل اشترى طحونه وارأضى ورزقه الله من الأولاد بسبعةً ، يعيش مع زوجته فى سعادة ، ومرت الخمسة عشرة عاماً ؛ وفى ذات ليلة دخلت عليهما الدنيا قائلة : كيف كان حالكم طيلة الخمسة عشرة عاما ً ؟

فقالوا: الحمد لله ربنا أنعم علينا بالمال والولد والتوفيق ؛ فقالت لهما الدنيا : ولكن اليوم جئت لأخذ منكما شيئين وأترك لكما شيئاً واحدا ً ، وعليكما الأختيار حتى المساء القادم ، وخرجت الدنيا وظل الرجل وزوجته يفكرون فيما يختارون بين المال والاولاد والوفاق ؛ وجآءت الليله التاليه وقد دخلت عليهما الدنيا لكى تأخذ شيئين من ثلاثة بعد أن أخذ الزوجين قررهما فيما يختارون ، قال الرجل : لقد أخترنا الوفاق ، لأن المال والولد بدونه شقاء لا يحتمل ، لذلك لخترنا التوفيق ، فقالت لهما الدنيا وهى مسرورة لقد فوزتما بكل شىء، وتركت لهما المال والولد والوفاق.

قد يسأل القارىء ما الأستفادة من هذه القصة ؟ أقولك يا سيدى القارىء العزيز ، أنظر كيف يتعامل أهل الفتاة مع الخاطب ، من تكبيلة بالشبكة والمهر والشقة وفرح خمس نجوم والجدل حول القائمة بالمنقولات الزوجية ، يتذكرون هذه النقاط المادية ، ويغفل عنهم أن السعادة الحقيقية فى الوفاق ؛ هل يجد الأب السعادة المال واولأده عاقين له ؟ ، هل يشعر الموظف بالسعادة فى ظل العداء بين زملاؤه ؟ هل المشهد السيىء للقوى السياسية بمصر ، وهم يتسارعون على السلطة بضرب بعضهما البعض دون وفاق وعمل على مصلحة الوطن لا مصلحة شخصية ؛ هل يعجبك هذا التناحر والانسحابات من اللجنة التاسيسة لوضع الدستور ، دستور الولاده القيصرية ) ما جعل المواطن فى حيرة فاقد الثقة فى الجميع نعم الوفاق نعمة من حظى وستمسك بها فهو الفائز بسعادة الدنيا والأخرة ،




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :