- "يسري السيد": المسؤول السياسي نحاسبه بمعايير أرضية فماذا عن رجل الدين؟!
- "أبو مازن": الفلسطينيون يقدرون موقف الكنيسة القبطية والبابا "شنودة" في عدم سفر الأقباط إلى "القدس"
- د. الشوبكى : وصول التیارالإسلامي إلى السلطة وانقضاضه على عملیة التحول الدیمقراطي الولیدة
- في المهرجان الدولي: الأعمال السينمائية للأطفال عمل قومي يسعى إلى التنشئة أكثر من الربح
- "زكي سالم" يشيد بانسحاب الأزهر من اللجنة التأسيسية للدستور
هل وعد الحر دين عليه؟!
بقلم- ميرفت عياد
أسمع منذ نعومة أظافري المثل القائل "إن وعد الحر دين عليه".. لهذا صدقنا من وعدونا أن نسبتهم في البرلمان لن تتعدى الثلاثين في المائة، وصدقنا من وعدونا أنهم لن يرشِّحوا أحدًا من جماعتهم للانتخابات الرئاسية، وصدقنا أنهم يريدون دستورًا توافقيًا يرضي جميع أطياف المجتمع.. صدقنا أنهم لن يريدوا أن يستأثروا بالسلطة وأنهم لا يريدون إعادة إنتاج استبداد الحزب الوطني من جديد.. صدقنا تلك الوعود لأننا توقَّعنا أنهم أحرار، لهذا فالدين يجب أن يسدَّد..
والحقيقة التي كشفت عن نفسها للجميع أن الحرية هي شعور داخلي يشعر بها الإنسان حينما يتحرَّر من طمع السلطة والجاة والنفوذ.. حرية الفكر المتسع الذي يقبل الجميع ولا يقصي أحدًا.. حرية النفس التي تتسع لتحتوي الجميع على اختلاف أفكارهم وانتمائتهم.. وها هم أبعد ما يكون عن هذه الحرية التي خيَّلت لهم أنها مجرد الخروج من سجن القضبان إلى معترك الحياة..
لقد ظن هؤلاء أن المصريين سيرددون لهم ما كانوا يقولون للرئيس المخلوع: "اخترناك اخترناك"، ناسين أن زمن الاختيار الجبري الذي لا بديل له قد انتهى، وها هو الشعب المصري ينتفض عن بكرة أبيه يطالب بإسقاط النظام الذي استبد طيلة ثلاثين عامًا.. ولن يصعب عليه الآن أن ينتفض ضد تيار لم يتعد بقاءه في العملية السياسية ثلاثين شهرًا.. نسوا أو تناسوا صرخات الشعب المدوية حين قالوا: "الشعب يريد إسقاط النظام".. وها هم اليوم يطالبون بأعلى صوتهم قائلين: "الشعب يريد كتابة الدستور".
أو ظن هؤلاء أن جميع أفراد الشعب أُصيبوا بالزهايمر ولم يعودوا يتذكرون ما كان يُقال من أشهر قليلة.. أو نسوا الوعود التي قيلت والوجوه البريئة التي خرجت علينا لتعدنا بمستقبل أفضل لبلادنا.. وها هو الضباب يخيم على ذلك المستقبل.. أو أن الشعب من السذاجة أن يصدق أي إدعاءات أو مبررات تُصاغ لهم مثل أن الشعب في حاجة إلى رجل تقي يحكمه، وكأن الجميع "كفار قريش"!!.
آه يا مصر من محاولات تمزيق جسدك الجميل بين أيادي الطمع والاستغلال.. ليت كل من تسوِّل له نفسه إقصاء هذا الشعب أن يسمع أغنية "دستور جديد" التي تقول كلماتها: أنا المصري صبرت سنين ماقولتش لأ.. وليا ف بلدي ميت حاجة ومليون حق.. أنا لا حزبي ولا سياسي أنا بمشي بإحساسي.. وبلدي غالية عندي وعندي كلمة حق.. دستور جديد يتكتب بإرادة شعبية.. دستور جديد واللي تعمله لجنة وطنية.. كل حرف وكل كلمة بيتكتب بها.. العدالة والكرامة للبلد ديا".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :