جديد الموقع
الحبسجية يحكمون
بقلم: مينا ملاك عازر
للأسف عزيزي القارئ، أنا مضطر لأقول ما لم أكن يوماً أتخيل أن أقوله لأخلاقي، ولأنني لا أحب أن أذكر أحد بضعفاته وسقطاته لكن ما يجري على الساحة السياسية بمصر يدفعني دفعاً حسيساً لأن أقول لحضرتك للأسف أننا نعيش في زمن نقل السلطة للحبسجية حتى يأتي اليوم الذي نجد فيه الحبسجية يحكمون.
وأنا ليس لدي أي اعتراض أن يحكمني رجل معارض محترم حبسه نظام ظالم، وكان حبسه ظلماً وعدواناً، وكان شجاعاً في تقبله للحبس، كان رجلاً في مواجهة ظلم الحاكم في عز طغيانه، لكن أن يحكمني ويحكم مصر البلد العظيم غصباً عن الكل حبسجي جبان وخاضع، وقبل أن يذل نفسه للحاكم الطاغية ويستعطفه ويستدر مشاعر الرأفة والشفقة عليه فهذه مصيبة، لا أقبلها أنا ولا أعتقد أن حضرتك نفسك ستقبلها حتى وإن كنت تنتمي لأولائك الحبسجية بفئتيهما من الإخوان والسلفيين الذين يحكمون البلاد الآن والذين لم يثوروا في وجه من ظلمهم وحبسهم بل حرموا الخروج عليه.
وحتى لا تظلمني سأسألك سؤال هو مش الإخوة السلفيين دول مش كانوا بيتجابوا فجراً لمقر أمن الدولة يستضيفوهم ويقوموا معاهم بالواجب ويظبطوهم ويهينوهم ويبهدلوهم ويحبسوهم ويلبسوهم قضايا منها الحقيقي ومنها الملفق؟ تمام، أعتقد أنك تومئ لي بالإيجاب طب هما مش كانوا بيمشوا بأوامر مباحث أمن الدولة، قوموا على ده يقوموا، اسكتوا اسكتوا، كانوا زي اليويو، ولا يوم سمعنا عنهم أصلاً، ولا يوم سمعناهم بيعترضوا على ما يعانوه بمقار مباحث أمن الدولة، طيب يعني هما حبسجية وجبناء وارتضوا بالذل، يبقى إزاي أقبل أن يحكمني من ارتضى بالذل والعار يا شيخ حازم يا سلفي؟ صحيح إنت إيه اخبارك قبل الثورة؟ لا سمعتك بتعترض ولا بتتنفس هما كانوا بتوع أمن الدولة بيعملوا لك إيه؟
وعشان العيار ما يبقاش تقيل على أحبائي السلفيين، نسأل الزعيم المنتظر لمصر الشاطر خيرت الشاطر، مش حضرتك برضه إتحبست بحكم عسكري وكانوا ظابطينك ظابطة حلوة في قضية ميليشيات الأزهر، بغض النظر عن ضلوعك فيها أو لا، وحضرتك حتى قبلت أن تحاكم أمام المحكمة العسكرية ورضخت، وأخذت تستعطف الحاكم العسكري وتقدم تقارير بأنك مريض وعيان، ويا ريت يرحموك، ويفرجوا عنك صحياً، ونخيت ويا ريتك عملت زي المحترم علاء عبد الفتاح الذي رفض المحاكمة أمام المحاكم العسكرية ووقف شامخاً ولم يستدر عطف أحد، لكنك أخذت بالحكم ونفذته في ذلة وانكسار، دلوقتي عايزني أنتخبه وأقبل به حاكماً لمصر!؟ طب تيجي إزاي رئيس مذلول وخاضع وخانع يحكم بلد شامخ؟ تاج العلاء في مفرق الشرق، إزاي أقبل أن أولائك الخاضعين الأذلاء الذين قبلوا بالظلم والقهر ولم يعارضوا وخرج مرشدهم يقول عن مبارك أنه أبو كل المصريين، أقول إزاي أقبل أن أولائك يحكمونا بفئتيهم وبمرشحيهم للرئاسة؟ وإزاي أقبل بده وما تقبلوش أن أقول أن الحبسجية يحكمون ويا ريتهم حبسجية عاديين دول حبسجية بهم من صفات الجبن والخضوع والخنوع وذل ما يجعلني لا أتشرف بأن يحكموا مصر.
المختصر المفيد ليس لدي مانع أن يحكمني رجل سُجِن ظلماً وتلفيقاً، ويكون حبسجي في عهد النظام السابق الحالي الظالم، لكن المهم أن يكون كان مرفوع الرأس ليرفع رأس بلده، لألا يكون تعود على طأطأتها فيطأطأ رؤوسنا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :