اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم السبت بالمظاهرة الضخمة للإسلاميين فى ميدان التحرير أمس الجمعة، والتى وصفتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأنها كانت استعراضا للقوة هدفها حظر ترشح شخصيات مرتبطة بالنظام السابق فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن تلك المظاهرة جاءت بعد دخول عمر سليمان، مدير المخابرات السابق إلى السباق الانتخابى فى اللحظة الأخيرة، وهو ما أغضب الإسلاميين وأثار مخاوف فى قطاعات كبيرة من المجتمع من عودة النظام الذى تمت الإطاحة به فى ثورة شعبية العام الماضى.

 

ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين قوله: "جئنا إلى هنا للتأكيد على أن الثورة لا تنحرف عن مسارها، وإذا لم يثمر هذا النوع من الضغط عن نتائج، أعتقد أنه سيكون هناك صداما، وأمل ألا يحدث ذلك".

كما لفتت الصحيفة إلى أن لافتات كبيرة فى ميدان التحرير أظهرت عمر سليمان مرتبطا بنجمة داود، التى ترمز إلى إسرائيل فى إشارة إلى علاقته بالدولة العبرية، فى حين كانت هناك لافتة أخرى مكتوب عليها، نريد رئيسا وليس نائب الشيطان.

 

ونقلت فاينانشيال تايمز عن متظاهر مؤيد للمرشح السلفى فى الانتخابات حازم صلاح أبو إسماعيل تحذيره من أن سليمان سيحول مصر إلى معسكر اعتقال كبير فى حال عودته.

من جانبها اهتمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بالمظاهرة أيضا، وقالت إنها جاءت بعد يوم واحد من موافقة البرلمان على ما يسمى بقانون العزل السياسى الذى يمنع رموز نظام مبارك من الترشح فى الانتخابات الرئاسية، واعتبرت الصحيفة أن هذا القانون إلى جانب مظاهرات أمس الحاشدة يمثلان أحدث فصول المواجهة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى وفى حين نفى عمر سليمان مرارا أن يكون مرشح المجلس العسكرى، إلا أن قانون العزل يمثل تحديا للمجلس لإظهار مدى التزامه بالثورة التى يقول إنه حاميها.

 

وأوضحت الصحيفة أنه برغم مشاركة السلفيين فى المظاهرة إلا أن الخطابات والهتافات التى انطلقت من منصة الإخوان المسلمين لم تكن إسلامية بشكل متعمد، حيث ركز أنصار الإخوان من المتظاهرين على علاقة سليمان بإسرائيل، وغابت إلى حد كبير شعارات "إسلامية إسلامية"، وكذلك المطالب بتطبيق الشريعة التى ميزت المسيرات السابقة.

ورأت الصحيفة أن اختيار الشعارات والهتافات العلمانية من جانب الإخوان ربما جاء ردا على مزاعم سليمان فى حوار صحفى يوم الخميس بأن السياسيين الإسلاميين قد اختطفوا الثورة.

 

من ناحية أخرى رأت الصحيفة أن عدم مشاركة الليبراليين الذين مهدوا للثورة فى العام الماضى كانت ضربة جديدة للوحدة المزعومة لمسيرة الجمعة، وكانت حركة 6 إبريل قد ذكرت على موقعها الإلكترونى إنها لن تشارك فى مسيرة تبدو كلعبة سلطة سياسية من جانب بعض الأطراف فى المشهد السياسى، فى إشارة إلى الإسلاميين الذين هيمنوا على البرلمان.