الأقباط متحدون | "يسألونك عن العزل السياسي؟!!"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣١ | الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٢ | ٨ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"يسألونك عن العزل السياسي؟!!"

الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٢ - ٤٠: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- أحمد صبح
الثورة هي السلوك الإنساني المنظَّم الهادف، لذلك فالكلام عنها هو الكلام عن النماذج السلوكية لبني الإنسان, فالثورة تُقاس بنقاء أثارها لدى الآخرين, بل هي تعتبر نماذج ملهمة للآخرين، فالثورات الكبرى هي مجرد سلوكيات تبدأ بالطموح إلى البناء ثم تنتهي بالهدم، فالثورة الأمريكية مثلاً ضد "بريطانيا" قضت على الهنود الحمر, وميزت عنصريًا بين البيض والسود, لذلك فالثورة التي تتصور أنها تعمّر تنتهي إلى أنها في حقيقتها تدمر.
 
لذلك، إذا سادت الأفكار الشخصية على المجتمعية فأنها تسبح بعيدًا، فتبنى مدينة على حساب جماجم الآخرين ودماء الشعوب، وإذا كانت الثورة تحمل أفكارًا لا تؤدي إلى تحقيق المصلحة العامة وإن كانت أفكار تغيير، فصاحبها ليس ثوريًا بل انتهازيًا, وإذا كان القائمون بالثورة ينوون بسلوك التغيير سيادة أفكار معينة ولو بالقوة، فهم استبداديون, وإذا كانوا ينوون أقامتها بسلم الحوار حتى لو كانت خاطئة ويقبلون الرأي الآخر فهم ديمقراطيون.
 
أقول ذلك وأنا أرى خطة لتجريف الشعب المصري ليكون خارجًا عن المعادلة تحت ما يسمى بقانون العزل السياسي, والذي يتم ضد شخصية واحدة بالتفصيل لها, وهو اللواء "عمر سليمان", ومن ثم فأنا أرى أن الجماهير التي خرجت في جمعة حماية الثورة في 13/4/2012 إنما خرجت لأسباب موضوعية ولكن هي موضوعية لحساب التيار الديني ولجماعة معينة, وتتصدر المشهد السياسي الآن, مع أن الثورة المصرية التي قامت لا علاقة لها بالدين أو المذهب إلا من حيث الأصل العام وهو الثورة على الظلم، فالناس تجمعوا حول أهداف جماعية محددة والدفاع عن الوطن، ويعني ذلك أنه بعد الانتصار يكون للجميع وليس لمجموعة دون أخرى أو مجموعة من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة العاشرة، وإذا كان الهدف هو حرية التعبير فلا يحق لمجموعة أن تقول كل شيء وأخرى لا يحق لها أي شيء، كل ذلك نتيجة لهوى النفس وسيطرته على الفعل والحركة.
 
إنني ابن من التيار الديني السياسي, ولكن لن يعميني ذلك عن خدمة الحقيقة؛ فما دار في مجلس الشعب, وقلق النواب من اللواء "عمر سليمان", ومطالبة البعض بإهدار الدستور والمبادىء لأننا في ظرف استثنائي، لهو أمر مؤسف للغاية، لأن الشعب الذي اختار نوابه ليس قاصرًا على التمييز بين الخبيث والطيب، بل أن صناديق الانتخاب هي الفيصل في الاحتكام والحكم على الآخرين!! ما هذه المهزلة القانونية عندما نأتي بقانون ليتم تطبيقه بأثر رجعي؟!! مع أنه لا رجعية للقوانين إلا إذا كانت أصلح للمتهم و"عمر سليمان" إلى الآن ليس متهمًا بإتهام جدي، فلماذا إقصاؤه دون سبب موضوعي؟ والأصل العام في الأديان والدساتير هو أن الإنسان بريء حتى تثبيت إدانته، ولا جريمة إلا بنص.. لماذا نخاف من "عمر سليمان" وغيره وقد وصلنا في مرتقانا الصاعد إلى الشخصية الأخرى؟ حيث أن الشخصية المصرية انتقلت من مرحلة "عبد المأمور" إلى المأمور إلى الآخرى، فالأولى كنا مأمورين لمأمور يأخذ التعليمات من خليفة في الشرق أو مستعمر في الغرب، ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية عام 1952 م وأصبح مصريًا والشعب مأمورًا،
 
وفي 25 يناير 2011 م انتقل الشعب إلى الشخصية الآمرة، وصادر السائقون والنجار والمدرس والطبيب إلى آخره يستطيعون التقدم إلى الترشيح لرئاسة الجمهورية، فهل بعد وصولنا إلى مرحلة التمام الإنساني نقوم بالاقتصاد لهذه الدرجة؟ ما هذه العملية من التجريف للشعب المصري؟ فبناءً على القانون كل رؤساء الجامعات على مدار 30 سنة يجب عزلهم سياسيًا، كل رؤساء محاكم النقض، كل رؤساء مجالس الدولة، كل المحافظين، كل النواب، كل الوزراء العموميين؛ لأن الجميع يتم تعيينه بقرار جمهوري. إذن نحن أمام عملية تجريف لـ"مصر"، وبالتالي أمام انشقاق كبير في المجتمع المصري، ولو كان رسول الله (ص) يفعل ذلك لما رأينا الدولة الأموية في التاريخ، لأن "معاوية" أسلم يوم الفتح و"أبا سفيان" أسلم يوم الفتح!! أين نحن من مبدأ "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟ أين نحن من قوله تعالى "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"؟ إن ما يحدث إنما يدل على أننا نحن الإسلاميين لسنا على قدرة المسؤولية التي تحتم علينا أننا لجميع المصريين وأن تعاملنا مع الآخر يتم من خلال المعارضة التي مارسناها بكل ألوانها ردحًا من الزمان، وبالتالي لم نصدق أننا في حكم البلاد أو نتصدر المشهد السياسي الذي يتطلب منا أن ننهض بشعب مصر ولا بنهضة وأن نخاطبه ولا نخاطفه. أنا ضد كل مفسد وعزل كل خائن، ولكن لابد أن تكون بإتهام صريح ويُتاح له الدفاع عن نفسه. أنا أعلم أن "عمر سليمان" من النظام السابق ولم يتم يثبت عليه فساد!! فلماذا إن كان مفسدًا لم يقدم للمحاكمة إلى الآن؟ ولكنني أقول إن موقفنا مثل بنى "إسرائيل" مع بني قوم "موسى" لما أهلك الله فرعون وجنوده بالغرق!!
 
وقال لهم "موسى": ادخلوا الأرض المقدسة. مازال شبح الفرعون يسيطر عليهم, رفضوا قائلين إن فيها قومًا جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. مازالت أيام السجون والخوف من المتعقلات يسيطر على الإخوان المسلمين، مع إنني عُذبت أكثر من أي أحد فيهم، ولك أذكر ذلك حتى لا يزيد على أحد, فأنا أرى أن نظامًا ثارت عليه الجماهير لن يعود أبدًا وإن تولاه الفرعون ذاته، لأن الشخصية المصرية هي شخصية أخرى الآن!! لذلك فإن ما سمعته تحت قبة البرلمان من حكم على المستقبل بها حبس الماضي لهو مرفوض جملة وتفصيلاً، فأنا متفاءل لو تركنا الديمقراطية في مسارها الطبيعي والناخب هو وشأنه، فشعب "مصر" ليس تحت الوصاية، وأنتم أيها الإخوان الذين أوصلتم شعب إلى هذه الدرجة وأوصلتم "عمر بن سليمان" إلى طلب الترشيح، وإلا بالله عليكم من الذي قام بالثورة؟ شعب "مصر" أم "أمريكا"؟ فلماذا تراهنون على الأمريكان والوفود ذاهبة وآبية إلى ومن "أمريكا"، أما شعب "مصر" فلم يكن في الحسبان. نعم أقوالها وبصراحة، أولاً الشباب قامت الثورة وكل المواقف معروفة من جميع التيارات والأحزاب في هذه الثورة المباركة،
 
وفي البرلمان المسمى ببرلمان الثورة، قال البعض عمن في "التحرير" إنهم "توم وجيري"، وأنهم شوية كفرة وعلمانيين وبتوع برشام ومخدرات!! ثم الآن ننزل التحرير لحماية الثورة, بعدما وقفنا ضد شباب الثورة وبالأخص 6 أبريل وكفاية, و"البرادعي" العظيم صاحب الرؤيا المستنيرة، ألم تقولوا أن نعم تدخل الجنة؟؟ فقد أدخلتنا جميعًا نار التخبط عندما قلنا للإعلان الدستوري نعم في التعديلات التي كانت في مايو من العام الماضي 2011 م! دعونا في مساجدنا فلم نبلغ النضج السياسي بعد عندما يقف نائب في مجلس الشعب مناديًا يمنع د. "أحمد زويل" من دخول المجلس بحجة التطبيع مع "إسرائيل", وعندما يقف رجل قاض أعرفه عن قرب وصُدمت منه وهو يقول فلتذهب المبادىء إلى الجحيم لأن "عمر سليمان" يعني أن حسن الخط سيكون في السجن والمقتل, أما الآخرون فلا عرام!! مع أن القاضي لابد أن يكون حكيمًا بل لا يجب عليه الحكم بمجرد علمه، هذه من مبادىء. القضاء لابد من الدليل حتى لا نرهق الشرفاء إعناتا أو نزعج الأبرياء باطلاً، الأمر الذي يجني فسادًا بعدما زرع سوءًا.
 
إنني أطالب أعضاء مجلس الشعب الموقر إن كانوا حقًا جادين أن يصدروا قانونًا بمنع تصدير الغاز لإسرائيل ما دام ذلك يرونه جريمة، وهذا سيُكتب لهم في التاريخ, وسيكون إصلاحًا لما أفسده "عمر سليمان" إن كان مسؤولاً عن ذلك، أما الحق الذي أراه أن مجرد ترشيح رجل يعقد مؤتمره الصحفي في المسجد ويغتصب منبر مسجد النور في "العباسية" من إقامة "أحمد ترك" الأزهري.. أقول مجرد ترشيحه جريمة في حق "مصر"، وأقسم بالله على ذلك. فمن سيدخل المسجد في هذا الأمر العام؟ هل سيدخله القبطي أو البهائي أو غيرك من الأفكار؟ إنك تحلم بحكم "مصر" أي ستكون رئيسًا- لا قدَّر الله- لكل المصريين، فهل من الكياسة بل من السياسة أن نسمع ما نسمعه أو نرى ما نراه من هذا المرشح؟ 
 
إن التجريف لهذا الشعب باسم القانون لهو جريمة في حق هذا الشعب، إلا فليترشح اللواء "عمر سليمان" وليقل الشعب كلمته. وأناشد المشير "طنطاوي" والمجلس العسكري بعدم التوقيع على هذا القانون، وستكون جريمة لن ينساها التاريخ للمشير طنطاوي عدم التوقيع على هذا القانون، وستكون جريمة لن ينساها التاريخ للمشير طنطاوي إن وقع على هذا القانون الظالم، وإلا فموعدك أيها المشير والمجلس العسكري في القفص عما قريب، لأنكم جزء من النظام السابق، فأنا أحذرك لأنك الآن تريد وتقدر وسيأتي اليوم الذي تريد فيه ولا تقدر إن وقعت أيها المشير على هذا القانون التفصيل..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :