الأقباط متحدون | اتركوا الأقباط وشأنهم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٣ | الاربعاء ١٨ ابريل ٢٠١٢ | ١٠برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اتركوا الأقباط وشأنهم

بقلم : سامح فوزي - اليوم السابع | الاربعاء ١٨ ابريل ٢٠١٢ - ٠٤: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بدأ حديث البعض عن تفضيل الأقباط مرشحا رئاسيا بعينه، وسمعنا عمن يضع «اشتراطات» ويبحث عن مرشح تنطبق عليه هذه «الاشتراطات». وفى إطار لعبة الأصوات نجد من بين مديرى الحملات الانتخابية من يروج أن أصوات الأقباط سوف تذهب إلى هذا المرشح أو ذاك. لعبة قديمة، تذهب أصوات الأقباط لمرشح بعينه، فى السابق لم تكن هناك منافسة، ولم يكن هناك مرشحون بمعنى الكلمة، وبالتالى كان تأييد «الرئيس» تحصيل حاصل، لم يفعلها الأقباط، بل كانت القوى السياسية تفعلها، ومن بينها الإخوان المسلمون الذين رأيناهم فى بعض «ولايات» الرئيس السابق حسنى مبارك يؤيدونه، ويدعون لإعادة انتخابه.صورة ارشيفية

اليوم الحال تبدل، لا يجب أن يعلن أن للأقباط مرشحا رئاسيا بعينه. هذه جزء من قواعد لعبة قديمة ينبغى التخلى عنها، ونتجه إلى ترك المجال مفتوحا أمامهم، بوصفهم مواطنين مصريين، يختارون المرشح الذى يرونه مناسبا، يحقق مصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لا ينتظرون وصاية من أحد، ولا يصح أن نملى عليهم من يختارونه. وكما نرفض أن تقوم قوى سياسية بشراء أصوات الناخبين بعبوات السكر وزجاجات الزيت، نرفض كذلك أن يتم التأثير «الجمعى» على مواطنين فى اختياراتهم الانتخابية باستخدام «الفزاعة الدينية». الحال تغير، ووعى الناس ارتفع، وهم يرون الواقع على الطبيعة، وعلى شاشة الكومبيوتر والفضائيات، وحوارات الفيس بوك، ولم يعودوا يحتاجون إلى من يقول لهم شيئا لا يعرفونه، أو يفضى إليهم بأسرار جديدة.

الأقباط، مثلهم مثل بقية المواطنين المصريين، يبحثون عن رئيس يحقق لهم الأمن، والاستقرار، ويدفع فى اتجاه التقدم والديمقراطية. لكنهم يخشون شبح الدولة الدينية، أسوة بقطاع لا يستهان به من المسلمين، وبالتالى فإن خياراتهم سوف يحكمها موقف المرشح الرئاسى من الدولة الديمقراطية، التى تسودها المساواة، والمواطنة، وحكم القانون، ومفهوم المدنية بمعناه الواسع. وفى ذلك المرشحون كثر، وكثير منهم يلبون تطلعاتهم - أسوة بقطاع عريض من المسلمين - فى المساواة والمواطنة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، نتركهم يختارون من يشاءون، فهم ليسوا جماعة مغلقة أو مصمته، أو كتلة بشرية تتحرك بالوعى الجمعى، لكنهم فى النهاية مواطنون متنوعون حسب انتماءاتهم السياسية والثقافية والاجتماعية.

لا أعتقد أن الأقباط ينتظرون من يصدر لهم توجيهات لرفض انتخاب مرشح يريد عمليا عودتهم إلى الذمية، ويسلبهم حقوق المواطنة، ويعاملهم بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية. ولا أتصور أنهم بحاجة إلى «توجيهات» تدفعهم لانتخاب مرشح بعينه يرون أنه يدعم المواطنة المتساوية، الديمقراطية، والعدالة. وهذا حقهم. المسألة باختصار أننا نريد أن نخرج الأقباط من أتون الاستقطاب السياسى القائم، نتركهم وشأنهم، لا هم مع هذا ولا ذاك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :