بقلم: عادل جرجس

لم يعد هناك أدنى مجال للشك بأن الاجواء السياسية التى نعيشها لا تحمل الا الهزل والإهتراء والذى يصل الى حد المسخرة فكل الاطراف يصر على مواقفة وكل الفاعليات تسير بشكل جانبى يميناً ويساراً ولا توجد اى فاعليات تدفعنا الى الأمام او حتى تعيدنا الى الخلف ليبقى الوضع على ما هو عليه ويتضرر الجميع ولا يوجد من يدفع بسفينة الوطن الى الامام .. خلاصه القول وبإختصار شديد ان الوطن قد هوى الى مستنقع مواخير العسكر والاخوان فالعهر والبغاء السياسى هما سمة المرحلة فلقد تعرى الجميع وارتمى الغرماء على جسد الوطن يمارسون ابشع ألوان الرزيلة السياسية وأنتهكوا كل الحرمات الوطنية ولم يبقى الا بيع هذا الوطن فى سوق النخاسة ولما لا وقد أنقسم المشهد لمغتصبين للوطن ومولولين عليه وأختفى من المشهد حماة الوطن اللذين يعتصم بهم.

مسخرة الرئاسة

ما يحدث فى التمهيد للانتخابات الرئاسية لا يشير الى جديد فمازال الصراع قائماً بين العسكر والاخوان بل لعله يكون محتدماً أكثر من ذى قبل فحرق الشاطر وعمر سليمان ( كما توقعنا قبلاً ) لم يأتى بجديد فلقد قرر اللاعبان الرئيسيان فى السباق الدفع بمن يجلسون على " دكة الأحتياط " وخروج اللاعبين اللأساسيين فالشاطر تم تغيرة بمحمد مرسى وسليمان تم تغيرة بعمرو موسى والدفع بجانبة بالفريق شفيق كصانع ألعاب سياسية تدفع من وراء موسى .. يعلم العسكر والاخوان ان البدلاء غير قادرين منفردين على أختراق مرمى الرئاسة ومن ثم يتوجب تغيير الخطط من الأعتماد على مهارات سليمان والشاطر الفردية الى الأعتماد على المهارات الجماعية بتكوين تحالفات سياسية حول البدلاء ليتغير الشكل الانتخابى من الصراع بين أشخاص الى الصراع بين تشكيلات سوف يعلن عنها تكشف عن رؤية العسكر والاخوان لمؤسسة الرئاسة وليس الرئيس.

التشكيل الجديد

من المتوقع ان يلجأ الإخوان الى التحالف بينهم وبين أقوى القوى السياسية الغير ممثلة فى الانتخابات الرئاسية وذلك عن طريق الاعلان عن أن مرسى سوف يخوض الانتخابات ليس منفردا ولكن معضضاً ببعض الاسماء اللذين سوف يتم تعينهم نواب للرئيس حال فوز مرسى بمقعد الرئاسة ويبرز فى هذا الصدد تياران سوف يسعى الإخوان الى تمثيلهما بنواب لمحمد مرسى وهما السلفيين والاقباط أصحاب الشعبية الانتخابية الكبيرة فغير مستبعد ان يعلن مرسى عن انه سوف يخوض الانتخابات الرئاسية بنائبين أحدهما سلفى والاخر قبطى أظن " وبعض الظن أثم وليس كله " أنه يجرى الان التفاوض مع الاقباط والسلفيين لترشيح نائب للرئيس من كل تيار يضمن حصد وألتفاف مؤيدى ومريدى هذا التيار.

نائب الرئيس القبطى 

أتوقع ان يضرب الاخوان بنائب الرئيس القبطى المحتمل التوافق معه عصفورين بحجر واحد حيث يتم أختيار نائب مسيحى ينتمى الى الكنيسة القبطية وهو ما يضمن حصد أصوات الاقباط ويكون هذا النائب ذو توجهات ليبراليه وهو ما يضمن على الاقل تفتيت الجبهة الليبراليه وحصد ما يمكن حصدة من تلك الاصوات وهى الصفقة التى سوف ترحب بها الكنيسة بالتأكيد فبعد أستبعاد الكنيسة واقباطها من الحياة السياسية ( مجلسى الشعب والشورى وتأسيسة الدستور) ها هم الاخوان يعيدون الاقباط الى الحياه السياسية مرة أخرى وسوف يتم أقتاعهم بأن نائب الرئيس لا يقل أهمية عن الرئيس وان هذا النائب سوف يكون رئيس جمهورية الاقباط وسوف يتم تمرير الصفقة .

باى باى ابو اسماعيل

الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل كان ( العزول) الذى يؤرق العلاقة الحميمية بين الاخوان والعسكر ومن ثم وجب التخلص منه وحرقة ضمن محرقة الرئاسة بل الانكى من هذا كان لابد من تشويهه وأقصاءة والعمل على ان ينقلب عليه معضديه وهو ما تم بالفعل والتفاصيل هنا لا تهم سواء كانت والدتة أمريكية الجنسية ام لا فمن الواضح انه كانت هناك عدة سيناريوهات لحرق ابو اسماعيل كان سيناريو والدته أحدها ولأن العبرة بالخواتيم فخاتمة أبو اسماعيل السياسية تفضى الى انه تم حرق الشيخ وانقلبت عليه جبهة العلماء السلفيين عندما دعته لأن يحلف على ان امه ليست أمريكية وتهرب كذلك دبت الوقيعة بين مؤيدية وحزب النور السلفى وهو ما بدا واضحا من تصريحات نادر بكار المتحدث بإسم الحزب من تخوين أولاد ابو اسماعيل الذين ردوا على تلك التصريحات بأن حزب النور ليس الا حزبا للظلام وليس للنور .. وهكذا يخرج ابو اسماعيل من السباق ويصبح التيار السلفى بلا ممثل له فى هذا السباق ايضاً.

من هو نائب الرئيس السلفى ؟

هنا سوف يقع الاخوان فى الحيرة فهل يراهنون على ابو اسماعيل وشعبيته ويتم ضمة الى مؤسسة الرئاسة الاخوانية المزمع الاعلان عنها ؟ ام يراهنون على حزب النور والذى حصد ( صفراً) انتخابيا مبكرا قبل ان تبدأ انتخابات الرئاسة؟ ارى ان الاخوان سوف يعرضون على كل التيارات السلفيه المختلفة ترشيح نائب سلفى توافقى لتوسيع القاعدة الشعبية التى سوف تدفع من وراءة.

ولكن هل سيقف العسكر موقف المتفرجين ؟ بالطبع لا وأظن انهم سوف يتبعون نفس الاستراتيجية الاخوانية ولكنهم سوف يغيرون فى التكتيك ولهذا حديث أخر الاسبوع القادم.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :