الأقباط متحدون | شعب نوبل استوفا البلايا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٠ | الجمعة ٢٠ ابريل ٢٠١٢ | ١٢برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

شعب نوبل استوفا البلايا

الجمعة ٢٠ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : السيناريست جرجس ثروت
 
الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت ، ألفريد نوبل الذى قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها في النادي السويدي - النرويجي في27  نوفمبر1895 , ومنذ ذلك الوقت وصارت جائزة عالمية لكل من يقدم شيئاً نافعاً للبشرية عوض الدمار والخراب , وعلى هذه الأرض الطيبة التي ملأت بالخراب الثقافي والحضاري الذي زرعوه أعوان الشيطان الذي حسد بلادنا مصر على سلامها وبركتها , وأرضها الطيبة فزرعت الخصومات والفرقة بين شعبها الواحد الذي لم يعرف العنف , إلا على أيدي السفاحين الذين جاءوا إليها من كل بقاع الأرض وصارت هذه الأفكار والرجاسات هي ديناميت نوبل الذى أخترعوه ولفقوه ووزعوه في عقول الجهلة وفاسدي الأخلاق والضمير وتكدرت الحياة , فأصبح المصري المسكين ليس فقط منهوباً في خيراته التي خرجت وأغنت شعوب كثيرة بل فاقت فاقته فاقة بأن يصبح مقسماً ومعذباً بسبب هذه الأفكار التفجيرية القميئة البشعة .
 
أخذنا من نوبل قنابله وباروده ولم نأخذ جائزته , وقصدت بلقب شعب نوبل الأقباط الجزء الفرعوني الأصيل من المصريين الذين شربوا كأس البلايا ممتلئ لأخره ولم يتبقى بعد شيئاً لم يذوقوه , وفي مثل الرجل الغنى ولعازر الذي جاء في أنجيل لوقا 16 : 19- 31 توضيح لمعنى أن يستوفى المرء البلايا كالآتي :
" كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَه
فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ ، فَنَادَى وَقَال َ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي ، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي ، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَا ابْنِي ، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا.فَقَالَ : أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي
لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَة ٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا , قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ فَقَالَ: لا َ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيم َ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ
فَقَالَ لَه ُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُون "
 
الذي يـتأمل في هذا المثل يجد أن الأقباط كلعازر استوفوا البلايا بحق وهم الشعب الذي بستحق ويجب أن يرشح لجائزة نوبل في السلام حيث يضطهدون فيباركون , يقتلون فيفرحون بالسماء كشهداء ويصلون من أجل قاتليهم في ملحمة ليس لها نظير في العالم كله , تخطف بناتهم وتهدم وتحرق كنائسهم في بلادهم , ولا يخرجون للتظاهر إلا سلميا حاملين الصلبان الخشبية التي قهرت جيوش الشر على مر العصور , وليس ذلك فحسب بل نستطيع القول أن الأقباط منذ أحداث نجع حمادي وتفجير كنيسة القديسين وماسبيرو , كانوا أول من علم المصريين كسر حاجز الخوف والنزول إلى الشوارع الأمر الذي لم نعد نراه منذ قرن مضى وكل ما هناك كان وقفات احتجاجية أمام النقابات وبحذر , أما الأقباط  فخرجوا بكل جرأة وشجاعة وواجهوا المدرعات بصدور عارية ليس طمعاً في منصب أو مكسب سياسي بل ليقولوا لا لهدم كنيسة وتفجيرها أو خطف بنت قاصر وهذه أبسط وأقل حقوق الإنسان , اللهم إذا كنا نعيش وسط غابة وليس مجتمع مدني راقي حر كريم .  
 
ومن جهة الكرم هناك موروث غريب لدى الأقباط بأن العالم سيكون مصدر الضيقات والألم وذلك لما جاء من تعاليم كتابية في الإنجيل , وذلك صحيح إلى حد ما ولكن هل توجد التجارب والضيقات بدون تعزية ؟؟؟ هل يسر قلب المسيح الحي أن يرى أولاده في هذه المذلة لقرون ولا ينصفهم حاشا , لابد وأن هناك خطأ في تطبيق هذه التعاليم بالحرف خاصة عندما تهمل تعاليم كثيرة مثل كلمات بولس الرسول عندما طالب برفع دعواه لقيصر , لم يعد العالم وأباطرته متروك لفعلهم وأفعالهم الدنيئة كقوة فريدة لا يوجد لها رادع , بل العصر الحديث وتكنولوجيا الاتصالات جعلت الخبر ينتقل أثناء حدوثه كما أثبتت القوة المسيطرة على العالم أنه لا بديل للسلام لحياة الشعوب , فكم بالحرى عندما يخرج القبطي ليقول نعم للحياة بكرامة في أرضه وارض أجداده وأحفاده , يجب أن يقف العالم كله تحية له فيما يطالب بحقوقه المشروعة , حيث تغتصب الحقوق ولا يجب أن تمنح كهبات وعطايا منقوصة معيبة في ذل ومهانة , ليس بعد وقت لنستعذب الألم ونقول في انكسار يرفضه ويجرح القلوب ويدمى العيون ويزرع المهانة والذل والعار في نفوس أولادنا وأحفادنا , ونستسلم لليأس ونقول : ربنا عاوز كدا , وصاياه كدا !!! حاشا , لأن الله يريد أولاده كراماً أعزاء يقبلون الألم من أجل أسمه بطريقة سامية وليس أن يذل شعبه , هناك فرق بين التصفية العرقية لشعب كامل عدده تجاوز العشرين مليوناً , وأن يسامح الفرد في حقه .  
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :