الكاتب
جديد الموقع
الكراسى الموسيقية
بقلم: ميرفت عياد
يذكرنى الوضع الحالى للانتخابات الرئاسية بلعبة كنت ألعبها فى طفولتى وهى الكراسى الموسيقية ولمن لا يعرف تلك اللعبة فهى عبارة عن مجموعة من الاطفال يقفون فى دائرة حول عدد من الكراسى تقل عن عددهم بكرسى واحد ويبدأون فى الجرى مع الموسيقى وعند توقفها يتزاحم الجميع ليجلس على الكراسى فيما عدا واحد فقط يخرج من السباق وتستمر هكذا اللعبة حتى يفوز طفل واحد بالكرسى .
والحقيقة انها كلعبة تمتلئ بالاثاره والمرح الجميل الا ان الوضع فى الانتخابات الرئاسية لا يشوبه هذا المرح الطفولى بل هو وضع معقد وغامض ومقلق فى ذات الوقت لان الجميع يصطفون حول كرسى واحد ويتدافعون بصورة شرسة حوله والجميع يريد الكرسى ولايقبل التنازل عنه لاحد .
واتعجب كثيرا من البعض الذى يحاول عقد الصفقات لتقسيم الكرسى فيما بينهم فهناك من يطالب انصار احد المستبعدين ان يعطوه صوتهم فى مقابل ان يكون هذا هو النائب المنتظر ، وهناك من يرغبون ان يبرموا عقد فيما بينهم لانجاح مرشح معين على ان يقوم بوضع من تنازلوا له فى مواضع قيادية فى الدولة وهكذا يغيب المواطن المصرى البسيط عن المشهد .
نعم يغيب المواطن المصرى عن المشهد سواء من حيث ممارسه حقه فى اختيار من يراسه ليحمى ويصون ويراعى مصالحه دون النظر الى مصالح شخصية ، ويغيب المواطن المصرى عن الصورة من حيث الاهتمام به ورفع الظلم والفقر عن كاهله الذى اثقلته سنوات الغبن والتعدى على حقوقه المشروعة .
واتسائل لماذا التكالب على هذا الكرسى بالرغم من انه فقد بريقه الذهبى بعد ان سقط من فوقه الطاغية واولاده الذين ظنوا ان البلد بارضها وشعبها تورث للابناء ولم يدركوا ان الدولة هى مجموعة من البشر يعيشون على هذه الارض ومن حقهم ان يتمتعوا بكل حقوقهم والا سوف يثورون مهما طال بهم زمن الصبر والاحتمال .
واقول للجميع ان الكرسى لم يعد ذلك المقعد المريح الذى يمتع من يجلس عليه ، فهو مقعد غير مبطن بريش النعام او مغطى بالحرير او معطر بعبق الزهور ، بل هو مقعد من الشوك لانه يحمل تركه صعبه من الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى ، نعم فهو مقعد غير مريح او مستقر لانه محمول على اعناق المصريين الذين لن يتنازلوا عن حقهم مرة اخرى وسيسقطون من يجلس عليه اذا طغى او تجبر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :