الأقباط متحدون | أزمة الثوره بين إصلاح العقل و إصلاح المجتمع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥٨ | الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢ | ٢٦ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أزمة الثوره بين إصلاح العقل و إصلاح المجتمع

الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : جوزيف شفيق
 
إن أزمة الثوره المصريه الحقيقية هى فى هذه الجدليه و هى أن الثوره المصريه كانت ثوره على نظام فاسد ولكنها لم تقترب من العقول الفاسده و بالتالى يظل المواطن المصرى لديه أزمة العقل الفاسد و كل ما حدث من إنكسارات فى مسار الثوره المصريه منذ بدايتها هى إنعكاس لأزمة العقل المصرى و ليست إنعكاساً لأزمة فى الثوره أو إصلاح المجتمع نفسه 
 
المجتمع المصرى يعانى من أزمتين مرتبطتين ببعضهما البعض هما فساد المجتمع و فساد العقل و أعنى بفساد المجتمع هو الفساد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى أى فساد ما يسمى بالنظام الحاكم أما فساد العقل فالمواطن الفرد نفسه عقله قد فسد و يظهر هذا واضحاً فى أزمة المواطن مع التابوه و الدوجما سواء العقائديه أو حتى فى تعامل الثوار أنفسهم مع الثوره فلقد تحولت فكرة الثوره لدى الكثير من النشطاء المصريين إلى دوجما فى حد ذاتها غير قابله للمناقشه و النقد , أضف إلى ذلك تحكم السلطه الدينيه فى عقل الإنسان المصرى و الإيمان بالخرافات و التفكير الدائم فى الماضى 
 
فى 25 يناير ثار المصريين على المجتمع ولكنهم منذ عام و نصف لم تحدث ثوره على العقل أو عملية إصلاح لهذا العقل الفاسد و بالتالى تعثر إصلاح المجتمع و قد تفشل الثوره على فساد المجتمع تماماً نتيجة لفساد العقل 
 
" إن الثوره قد تُسقط طاغيه و لكنها لا تستطيع أن تُغير أسلوب التفكير بل على الضد من ذلك فإن الثوره قد تولد سوء طويه تكبل الدهماء " ايمانويل كانط
 
و إذا حاولنا تفسير لماذا تعانى الآن الثوره المصريه من أزمه سوف نجد : 
 
- قبول تكليف مبارك للمجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد و التهليل للمجلس و فرعنتهم هو فساد عقلى 
- الثوره على رئيس وزراء والموافقه على عصام شرف و هو إنعكاس لتقديس الأشخاص و شخصنة الثوره نفسها فى نفس الوقت الذى صمت فيه الثوار على التعديلات الدستوريه التى كان البشرى يقوم بطبخها 
 
- الإستفتاء على مواد الدستور و إستخدام الدين فى تسيير الناخبين هو إنعكاس لأزمة العقل 
- الإعتصام أمام السفاره الإسرائيليه و إعتصام ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء كلها نتائج لأزمة العقل المصرى 
 
- التصويت فى مجلس الشعب لتيار الإسلام السياسى و خاصة السلفى لمجرد أنه سوف يطبق شرع الله هو إعلان واضح لأزمة العقل 
- إعتصام العباسيه القائم بالأساس على كذبة شخص هو إنعكاس واضح لأزمة فى العقل 
 
أغلب خطوات الثوره المصريه و التى ساهمت بشكل كبير فى حدوث إنكسارات فى مسار الثوره هى نتاج أزمة عقل المواطن المصرى 
ما أود أن أقوله أن العقل الفاسد قادر على تدمير الثوره أو إصلاح المجتمع و بالتالى فإن إصلاح العقل أولاً هو ضروره لأى إصلاح أو ثوره على النظم الفاسده 
و قد يحتاج إصلاح العقل إلى سنوات و لكنه ضروره إن لم تتم لن يمكن لثوره أو إصلاح فى المجتمع المصرى أن ينجح لأن العقل المكون لهذا المجتمع فاسد 
فما الحل لإصلاح العقل ؟؟ 
 
الحل هو التنوير و التنوير يحتاج إلى الحريه و لا توجد حريه فى مجتمع فاسد و إصلاح المجتمع الفاسد يحتاج إلى إصلاح العقل




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :