الأقباط متحدون | من الضرب بالنار للمد على الرجلين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٩ | الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢ | ٢ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من الضرب بالنار للمد على الرجلين

الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر

 لم أكن أتخيل أن يكن من أهم ثمار الثورة أن يتغير العقاب الذي يستحقه شعب مصر الثائر الأبي من الضرب بالنار إلى المد على الرجلين، فالشعب الذي رأى نائبه القصاص -عن شمال سيناء- في أبريل من عام 2010 أنه يجب ضربه بالنار، لما كانت الوقفات الاحتجاجية في ذروتها والمظاهرات على أشدها، وكأنها مخاض مصر قبل أن تلد الثورة، هو نفس الشعب الذي يراه النائب ممدوح إسماعيل عن حزب الجماعة الإسلامية في برلمان مابعد الثورة أنه شعب قليل الأدب، وأنا أضم صوتي لصوت هذا النائب وأقترح عليه أن يمد هذا الشعب على رجليه، فضرب النار لم يعد يحوء فيه، والدهس لم يجد معه، وبالتالي فعليك أن تمده على رجليه لأنه شعب مش عاجبه كلام أسياده من اللذين يريدون إمتاعه، وتحليل مضاجعة الوداع مع زوجاتهم، شعب لا يقدر مجهود نوابه لأجل راحته، إذن هو شعب قليل الأدب كما قال النائب.


وإن كان الشعب قليل الأدب فنوابه اللذين يحلمون بمضاجعة الجثث ويحاولون استخراج قانون بهذا، ماذا يكونون؟ هل يكونون شهوانيون واليعوذ بالله، هل نوابه اللذين كل أمالهم من الحياة أن يقيلوا حكومة الجنزوري تافهين؟ -لا قدر الله- هل نوابه اللذين يريدون جعل الثانوية العامة عام واحد وليس عامين، جُم على الهايفة وإتصدروا مثلاً؟ ونوابه اللذين لم يهتموا بحل مشكلة المرور، وهي أبسط المشاكل التي لا تحتاج مال يكونون نواباً على ما تُفرَج!؟ على أي حال نحن شعب يستاهل ضرب النار، وشعب يستاهل الشتيمة، لأنه حينما اختار بعد أن كان ليس من حقه الاختيار في عهد مبارك، اختار رجال يبحثون عن ملذاتهم، ذكوريين، ولا يحترمون شعبهم، للأسف إن النواب على حق، فشعب مصر شعب قليل الأدب لأنه سكت لكم بقوانينكم الشهوانية، والوضيعة من يوم أن فكرتم تناقشوها، ولو كان شعب جدع لكان قد خرج من يومها ونادى بسقوط مجلس تافه لا يفكر في حل أي مشكلة، لا مشكلة المياه، ولا الأوضاع المتردية أمنياً في سيناء، ولم يضع قانوناً للاحتكار ولم يأتي بحق الشهداء. 
 
لكن العيب مش على الشعب، العيب برضه على النواب اللذين خدعوا الشعب بأنهم بتوع ربنا، وأنهم بتوع الدين وهم لا يعرفون عن الدين شيء، وهم فقط تجار، هم فقط متخذين من الدين وسيلة للقفز على الكراسي، فالدين لديهم وسيلة لا غاية، وسيلة للوصول للسلطة، وسيلة لسن القوانين الساقطة، مثل أفكار النواب.
صدقني عزيزي القارئ، لم أكن أتخيل يوماً ما أن أكتب عن مثل هذا القانون الوضيع الذي فكر فيه نوابانا المحترمون، لكنني استفزيت لما سمعت ذلك النائب، وهو يقول أننا شعب قليل الأدب، مع أنه لو نظر متأملاً للمرآة ولزملائه من المقترحين لهذا القانون لعرف من فينا قليل الأدب؟ ومن فينا بيحاول يعلم التاني الأدب والرباية؟ ربينا يا سيادة النائب لعلنا نتعلم إن من  بيننا من أساءوا الاختيار عندما اختاروكم، وأجلسوكم في أماكن لا تستحقونها، فالأجدر بكم أن تجلسوا في أماكن أخرى، أظنك تعرفها لا يجب أن أذكرها بالمقال، وإلا أكون حقاً قليل الأدب.
 
المختصر المفيد قبل أن تخلع القذا من عين أخيك، اخلع الخشبة أولاً من عينك، حينئذ تبصر جيداً أنه لا توجد قذا في عين أخيك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :