الأقباط متحدون | نُريد رئيسًا لمصر وليس أمير جماعة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٤ | الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢ | ١٠ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس مع رئيس التحرير
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

نُريد رئيسًا لمصر وليس أمير جماعة

الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢ - ٥٧: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عزت بولس
بعد أيام قليلة ستخوض مصر تجربة انتخابات رئاسية تعد هي الأولى من حيث التنوع الحقيقي للمُرشحين لذلك المنصب الذي يمثل "رأس الدولة المصرية" ولهذا ورغم إعجاب الكثيرين بالتجربة إلا أن ذلك الإعجاب لايمنع من تكاثر التساؤلات الخبيثة أحيانًا وإطلاق التكهنات المختلفة أحيانًا أخري عن من ذلك الرئيس الذي سيجلس على مقعد الرئاسة بعد حكم مباركي طويل وثورة كان محركها الرئيسي إسقاط شخص الرئيس السابق أولاً. 
 
في وضعية محيرة للاختيار كتلك التي تعيشها مصر – من خلال انتخابات الرئاسة- فإن السيئ من قيمنا الثقافية وعيوب نشأتنا الاجتماعية يظهر جليًا أمام أعينا، حيث نكتشف أن كثيرين منا مازالوا بحاجة لأن يكون رئيس مصر القادم مفكرًا نيابة عن كل فرد منهم، ليأخذ بمفرده القرارات ويقوم بتنفيذها نيابة عنهم،فهؤلاء الاعتماديين لهم منظورهم الخاص الذي يعتقدون من خلاله أن الرئيس يعلم دائمًا ما هو الصالح لجموع الشعب المصري ونتيجة لعلمه اللامحدود هذا في تصورهم – يسلموه دماغهم- كما يفعلوا تمامًا عندما يلجئوا لرجال الدين سواء كانوا"شيوخ أو قساوسة" للاسترشاد بنصائحهم الثمينة للحياة بكافة مناحيها بغض النظر عن مدى الأهلية العلمية أو الحياتية لرجل الدين هذا،يكفي أنه بمنصب رجل دين لينصاع هؤلاء له بشكل أعمى يشعر الفرد الاعتمادي براحة نفسية كبيرة لأنه أعفاه من اتخاذ القرار. 
 
واسمحوا لي أن أبتعد قليلًا عن تحليل عيوب ثقافتنا ونشأتنا، لأعرض رؤيتي عن رئيس مصر القادم،وسأسبق تلك الرؤيا بعرض الكيفيات التي يدار بها المطبخ السياسي السويسري من خلال معايشتي لوضعية ذلك البلد لسنوات،وبالطبع ليس هدفي من العرض التقليد ،وإنما التعرف على خبرات بلدان سبقتنا في التجربة الديمقراطية منذ أمد بعيد ووصلت بسياستها الناجحة للحضارة بمفهومها الحديث ولرفاهية شعوبها. 
يُشكل مجلس وزراء سويسرا من سبعة أعضاء يُنتخبون من الأحزاب الكبرى بطريقة توافقية، ثم بعد ذلك يتم انتخاب رئيس سويسرا لمدة عام من بين الأعضاء السبعة، يمتلك خلالها صلاحيات متكافئة مع الستة الآخرين- أعضاء مجلس الوزراء- دون أن يمتلك أية صلاحيات إضافية عنهم ،وذلك الرئيس للدولة لا يعرف السويسريين من هو في أحيان كثيرة ،وبثقافتي المصرية- التي لم أتخلى عنها أو تتخلى عنى هى - اسأل بخبث بعض معارفي من  السويسريين، من هو رئيس بلدكم؟ فيكون الرد فى الغالب لا اعلم.
 
 فدور الرئيس في سويسرا ذلك البلد الجميل لا يتعدى دور الممثل للشعب في المحافل الدولية، حيث ترتكز سويسرا في سياستها على عمل مؤسساتها المختلفة، التي تتخذ من رفعه سويسرا والحفاظ على مكانتها الفريدة بين دول العالم ركيزة أساسية للتحرك،ولم أسمع طوال سنوات حياتي الطويلة بسويسرا شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يارئيس" أو " تم تنفيذ المشروع بناء على توصيات السيد الرئيس" ولكن لنترك سويسرا جانبنا وننظر إلى بلدنا التي من حقها علينا أن تنتقل من دولة لها تاريخ حضاري لدولة متحضرة بالعصر الحديث،وذلك الانتقال لن يكون سهلاً فهو عمل طويلاً يحتاج من الجميع شعبًا وقيادة التحرك من أجله.
 
برأيي رئيس مصر القادم حتى يقودها لأول خطوات الحضارة الحديث لابد أن تتوافر فيه أساسيات بعينها، خاصة وأنه سيدير البلاد في توقيت شديد الصعوبة والحساسية، لهذا من المهم أن يكون الرئيس القادم رجلاً له باع وخبرة في المجال السياسي والإداري معًا – مع كل الاحترام للهواة في عالم السياسية فغدًا سيحترفوا،وليس من الجائز اختيار رئيس لمصر كل مؤهلاته أنه شارك بتظاهرات هنا وأخري هناك- كما أنه ليس من المقبول أو المعقول أن يكون رئيس مصر له ولاء أعلى لمرشد جماعة وليس لمصر الوطن ومصلحتها،أو أن يكون تاريخه مؤكدًا على أنه كان يومًا ما جزءًا من تنظيم إرهابي متطرف أراق دماء الأبرياء من المصريين،فنحن وكما قال أحدهم "لا نُريد رئيسًا يشبه مصر " أي يثير حولها الشبهات لتاريخه الملوث بالدماء. 
 
 فلنبتعد عن" العبارات الأكلشية" ونُركز على ما أنجزه المُرشح للرئاسة طوال تاريخه،حتى لو كان إنجازه هذا تحقق تحت وطأة حكم ديكتاتوري المهم هو المهنية التي عمل بها من أجل قيمة وطنية عليا،فلنترك عواطفنا جانبًا ونُحكم عقولنا وننظر بشكل مجرد لتاريخ كل مرشح رئاسي وما الذي يمكن أن يقدمه لمصر وليس لمشاعرنا،فلنقرأ بعناية البرامج الانتخابية لكل مرشح رئاسي ونسأل عن كيفيات التطبيق ؟ولا ننبهر فقط بجمال المصطلحات وروعة الألفاظ،ويكفي ما نعيشه اليوم بجلسات مجلس الشعب والذي أختاره الجموع بعواطفهم الدينية سائرين وراء الوهم مقاطعين لواقعهم وأزماته الحقيقية. 
دافعي الشخصي في اختيار رئيس مصر للفترة القادمة لا يقوم على أساس خوف من الجماعات المتشددة دينيًا، ولكن من منطلق خوفي على مصر ومستقبل أبنائها، وبحكم تطلعي لأن أري بلدي في مكانها الذي تستحقه بين الدول المتقدمة –التي كان لى الحظ في أن أعيش حياتي بواحدة منها- ليكون المصري بالمستقبل إنسان له كل الكرامة والتقدير بغض النظر عن انتماءه لأي شريحة دينية أو اجتماعية أو اقتصادية،بمعنى أن يكون الإنسان إنسان. 
   
أكرر نُريد رئيسًا لمصر لا يفرق بين المواطنين لأي سبب كان..نُريد رئيسًا يستعيد هيبة مصر ومكانتها بين العالم...نُريد رئيسًا يُركز على هويتنا المصرية ولا يتمسح في قوميات أخري لانحصد منها سوى دولارات زرع التطرف والكراهية بين المصريين وبعضهم البعض...نُريد رئيسًا يؤمن بالعلم والتعليم والصحة...نُريد رئيسًا يبتعد عن الغيبيات والتطرف الفكري يقود مصر بفكر وقلب مصري نقي لتكون مصر له أولاً فوق أي مصالح شخصية كانت أو تطلعات أسرية أو غيرها...فهل لنا أن نأمل في رئيس كهذا لمصر؟ أيام قليلة وستظهر النتيجة لتبعث الأمل أو ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :