الأنبا موسى: أساس العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين الإيمان بدور الأغلبية الحاضنة للأقلية
كتب وصوّر- عماد توماس
وضع الأنبا "موسى"، أسقف الشباب، اربع اساسيات للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، خلال مؤتمر "صيانة العيش المشترك في العالم العربي"، الذى ينظمه الفريق العربي للحوار الاسلامى-المسيحى، وافتتح مساء أمس السبت بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة ويستمر حتى غدًا الاثنين، أولهم نشر وسطية الاسلام، من خلال دور الأزهر الشريف، متمنيا ان يكون هناك برامج توعيه للأطفال والكبار تتحدث عن صحيح ووسطية الاسلام وسماحته فالمسلم هو من سلم الناس من يده ولسانه. والأساس الثاني هو الايمان بالتنوع والوحدة، متمنيا ان يكون هناك مرجعية واحدة للكنائس في مصر، وكذلك الأزهر بان يكون هناك تنوع وخصوصية في ذات الوقت مشيدا بالشيخ الطيب، شيخ الجامع الأزهر، الذى يدعو اطياف المسلمين المختلفين ليكون شركة في الفكر والروح ونعلى قيمة المحبة والسلام.
اما الأساس الثالث فهو انتقال الحوار الإسلامي المسيحي من النخبة الى الشعب، ويرى الشعب المساحة المشتركة للمسيحين والمسلمين حول الاله الواحد والفضائل وقصص المحبة بين كافة اطياف المجتمع منن خلال وسائل كثيرة مثل برامج تلفزيونية او كتيبات صغيرة، فشعبنا يريد ان يتعلم من خلال ادوارنا المختلفة.
والأساس الرابع هو الايمان بدور الاغلبية الحاضنة للأقلية، مشيرًا الى زيادة معدلات الهجر في مصر التي ارتفعت ثلاث اضعاف عن كل عام، فالجميع يبحث عن عيش افضل داعيا الاغلبية ان تحتضن وتطمئن الاقلية. لنكون كلنا شركاء في هذا الوطن.
من جانبه، أكد الأب "بولس روحانا"، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط، على ان العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كان منذ تأسيس المجلس في عام 1974 وحتى الان من المكونات الاساسية لهذا المجلس الذى هو بيت المسيحيين والمسلمين على حد سواء، العيش معا بين المسيحيين والمسلمين ليس مسألة محض برجماتية تمليها عليهم ظروف سياسية أو اجتماعية متبدلة ، العيش معا في منظار المؤمنين الخاضعين لله هو دعوة ورسالة لبناء انسانية يشارك في تشيديها المسلمين والمسيحيين في ضوء ايمانهم المشترك بالألة الخالق الواحد. وقد اسمهت تلك الاختلافات في والتباينات في بلبلة العيش المشترك، في جدالات عقيدية التي يجب ان نتركها لحكم الله في يوم القيامة، داعيا ان نبحث عن المساحات الدينية والقيمية بين المسيحيين والمسلمين. فباسم الكرامة الانسانية المشتركة يمكنا ان نصون العيش المشترك بين المسيحين والمسلمين، فبفعل تلك الكرامة يبدو الانسان كونا مصغرا بحيث يصبح مسؤولا ومؤتمنا على الكل لأنه يحمل الكل.
وطالب "روحانا"، بأن نتحلى بتلك النبرة النبوية لنصرة هذه الكرامة بحيث يتمرس المسيحيون والمسلمون في القطاعات العامة والخاصة على ان ينتفضوا معا على كل تمييز ينتهك كرامة الانسان على أساس الدين والعرق الى ما هنالك من نتاج الشر المتربص فينا والذى يتأذى ببعض تفسيراتنا الملتوية لنصوص الدين.
ازهر جديد
وقال الدكتور "محمود عزب"، ممثل الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أن الازهر وجد في ثورة يناير فرصة سانحة ليبرز له دورا وطنيا في اللحظات الفارقة في المنطقة والامة، فكان له في التاريخ الحديث هذه الوقفات في حملة بونابرت على مصر كان المحاور والمناقش حتل رحل الغزاة
وكان شريكا في صناعة نهضة مصر، وكان الأزهر على رأس أول بعثة لتحديث مصر الأزهري رفاعة الطهطاوي الذى ترجم وعرّب كتبا كثيرة. وفى ثورة 1919 عندما جاء القس سرجيوس الى الازهر ورفع شعار "الدين لله والوطن للجميع" وفى حرب 1956 لم يجد الزعيم عبد الناصر الا منبر الازهر وكان من وراءه مسلمى وأقباط مصر
وأضاف "عزب"، ان اللحظة التي نعيشها اليوم عندما كان ميدان التحرير كما كانت مصر بلا اى غطاء امنى ولم يحدث اى اشتباك او تصادم وكان النظام السابق البائد يوهم انه الضمان الوحيد لامن مصر
وشدّد "عزب"، على ان الازهر انطلق مع الثورة ازهرًا جديدًا، فالأزهر في هذا العهد الجديد بعقلية جديدة وعودة جديدة، الازهر يؤمن بالحوار وقد يكون الدين جزء من الحوار فالعقيدة ليست جزء من الحوار، فنتحاور حول القيم العليا المشتركة سواء في ادياننا السماوية او غير السماوية
واشار "عزب" الى ان الاختلاف ضروري وسنة الله في الكون والحوار وارد ومطلوب، فالحوار ليس للاحتواء ولا الاقناع ولكن حوار مع المختلف اينما وجد
ركزنا على الحوار الداخلي بين المذاهب الاسلامية مع الشيعة والاباضية والزيدية، والحوار ايضا مع المثقفين والعلمانيين.
وقال "عزب " ان الازهر نجح في جمع كل المتناقضين نجاحا رائعا، الذيم لا يجتمعون ابدا
من خلال وثائق الازهر التي اتفقوا على حب ومرجعية الازهر مرجعية حضارية
مصر جديدة
وقال المهندس "سمير مرقس"، العضو المؤسس في الفريق العربى-الاسلامى –المسيحي ونائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، أن المصريين بعد 25 يناير يحاولون تشكيل مصر جديدة لتعبر عن العيش المشترك، تضع قواعده من خلال الشعار "عيش-حرية-عدالة اجتماعية" وهو شعار عبقري اطلقه الثوار في 25 يناير، ويمثل هذا الشعار رؤية وطنية عابرة للاتجاهات والاختلافات الثقافية والدينية ، وعكس الشعار حلما لجموع الموطنين .
واضاف "مرقس"، على الرغم من تعدد الشرعيات سواء الميدان او البرلمان الا ان 25 يناير وما تلاه من اشتباكات ميدانية جعل الشعار محفورا بشرعية الدم لا يمكن التنازل عنه.
الوسطية الاسلامية
من جانبه، قال "السيد على بن السيد الهاشم"، مستشار الشؤون القضائية والدينية بالإمارات العربية المتحدة، ان الوسطية الاسلامية التي تهدف الى قيام مجتمعات تصون العيش، وهذه الوسطية ليست طريق للاختيار لكنها الطريق الأوحد، لأنها طريق الوقوف مع الحق وليست الوقوف في نقطة بين الحق والباطل، فالعدل التزام.
إعادة نظر
وطالب الدكتور "خالد زيادة"، سفير لبنان في مصر، بإعادة النظر في مفهوم العلاقات المسيحية-الاسلامية في مسألة العيش المشترك، سيما بعد المخاوف التي اثارتها الثورات والانتفاضات في مصر وسوريا. وان فنرى كتلا ثابتة تحتاج الى التواصل والمجتمعات التي تصيبها الثورات تفترض صورة متحركة فنحن بحاجة الى كتلة تاريخية وليست جامدة وينبغي ان نصل الى لحظة الى كتلة تاريخية شعارها الوطنية وليس الحوار بين المسيحي والمسلم، فالعيش المشترك يواجه تحديات ولابد ان نعيش المخاض فكل ثورة او تغيير يحتاج الى فترة انتقالية فالعلاقات الاسلامية المسيحية يجب ان نعيد صياغتها بما يتجاوز الهواجس وفكرة العيش المشترك
ضمان العيش المشترك
وتساءل القس الدكتور رياض جرجور، الأمين العام للفريق العربي للحوار الاسلامى-المسيحى، عن ما الذى يضمن لنا في المنطقة العربية استمرارية العيش المشترك، ينبغي على المساواة ويعطى لكافة المواطنين حقوقهم، مشيرًا الى أن ما يؤسس هذا العيش المشترك هو ممارسة الحوار الاسلامى-المسيحى على صعيد الحياة المشتركة باستمرار وصدق. وان يكون هذا الحوار لا على ظروف تكتيكة عابرة تتغير بمتغيرات الظروف بل على متطلبات ايمانية راسخة
وما يؤسس لانتمائنا الواحد في المواطنة وولاءنا لها كي يصبح جميع الناس متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة
وقال القاضي "عباس الحلبى"، رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامى-المسيحى، اننا قادرون على حق حياتنا المشتركة ليبقى التنوع قائم والحياة غنية في هذا التفاعل الخلاق الذى انتج ثقافة مشتركة واسلوب حياة مميز
من جانبه، قال الدكتور "محمد صفار"، مدير مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بجامعة القاهرة، بالرغم من الفناء والتوحد بين مختلف الافراد والجماعات استمر احترام الاخرين لهذا الاختلاف واحترام الأخرين، فمهمة مؤتمر صيانة العيش المشترك هو استكمال لمهمة الثورة في اسقاط الطغيان وتغيير خطاب الكراهية.
وأضاف "صفار"، أن التحدي الحقيقي أمام المؤسسات العاملة في مجال الحوار، ان الامر لم يعد يتحمل في اللحظة الحاضرة مجرد تبادل كلمات المجاملة لأفراد متحضرين لنخب محدودة في قاعات مكيفة بل يجب الانطلاق للفضاء العام والذى استطاعت الثورات العربية تحرير اجزاء منه .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :