- محافظ "المنيا" يؤكّد: لم توجد انتهاكات تهدد سير العملية الانتخابية
- حملة "خالد علي" تنفي حدوث اشتباك بين مرشحها وأفراد القوات المسلحة
- "يلا نشارك": مخالفات طفيفة في بعض مناطق "القاهرة" و"الجيزة" أبرزها الدعاية أمام اللجان
- شركاء في الوطن: إقبال ضعيف ورشاوى ودعاية انتخابية باللجان
- رغم دعوة ممثلي الحرية والعدالة في مؤتمر لختان الاناث"لم يحضر أحد"
موسم ذبح بناتك يا مصر
بقلم- تريزة سمير
جاء هذا الصيف شديد الحرارة، وبقوة وقسوة تلك السخونة يأتي معه "الذبح"، فببساطة، ذبح الفتيات يتم في موسم الصيف، وبالتحديد نهاية كل شهر من أشهر الصيف.. عرفت تلك المعلومة الهامة من "حلاق الصحة" الذي يقوم بجريمة ختان الإناث! كم كانت دهشتي عندما قرأت أحد الصحف التي نشرت عن خبر يتعلق بـ"ختان الإناث" برعاية أحد الأحزاب الإسلامية التي أنشئت بعد الثورة! لم يكن هذا الخبر من بين الأخبار التي يمكن أن تمر مرور الكرام دون "التوقف".
كفا.. لقد انتهينا من تلك العادة. إنها جريمة بشرية.. جريمة اعتداء وذبح للفتاة المصرية. فكيف بعد أن قطعنا شوطًا كبيرًا في وقف هذا العدوان على الأنثى يعود من جديد؟ ولكن من المؤسف أنه لم يتوقف، بل جاء تيار الإسلام السياسي الذي يقود تلك الحملة، ياله من غزو يلحق بالفتاة المصرية، يالها من إهانة تتم على تلك الأرض وهذا الجسد "أنثى تُذبح"، والجاني "الوالدين"! نعم، فهم الجناة.
تساءلت: كيف يشارك حزب سياسي جاء بعد الثورة في تلك الجريمة؟ ألا يعلم أن هناك أضرارًا نفسية وجسدية وجنسية تقع على الفتاة؟ ألا يعلم هؤلاء القائمون على تلك الجريمة أنها جريمة يعاقب عليها القانون المصري بموجب المادة (242)، التي تنص على أنه "يُعاقب مرتكب جريمة ختان الإناث بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز السنتين، وبغرامة لا تقل عن ألف ولا تتجاوز 5 آلاف جنيه"؟ كما يُلاحظ أن الواقع الفعلي يصل بالعقاب إلى أكثر من ذلك، حيث أن القانون نص بجانب العقوبات السالفة الذكر على عبارة "مع عدم الإخلال بعقوبة أشد"، ولا توجد عملية ختان بدون أن تكون مرتبطة بجريمة هتك العرض، والتي تصل العقوبة فيها إلى 3 سنوات.
ألا يعلم المجتمع وأولياء الأمور أنهم يرتكبون جرمًا في حق بناتهم الصغار؟ ألا يعلم المتحدثون باسم الدين والفضيلة أن الدين منهم براء، ولا توجد آية أو نص قرآني صريح بهذا؟ ألا يعلمون أيضًا أن مناهضة ختان الإناث كان منذ عام 1904، وكان الشيخ "رشيد رضا" أحد تلاميذ الإمام "محمد عبده"، والذي أكد في كتاب له أن ختان الأنثى ليس له علاقة بالشريعة الإسلامية، وفي عام 1928 عقد أول مؤتمر طبي ضد ختان الإناث، وفي عام 1959 صدر أول قرار وزاري بمنع الأطباء من إجراء هذه العملية للفتيات؟ وهكذا ظلت محاولات مقاومة هذا السلوك العنيف فترات طويلة، ولكن من المؤسف أننا ونحن في القرن الواحد والعشرين نترك تلك الجريمة ونساعد على انتشارها، من خلال قوافل طبية تدعو وتنفذ تلك الجريمة بدون اتخاذ إجراء ورد فعل قوي. ففي الوقت الذي نحاول اللحاق بالدول المتقدمة ونأخذ على عاتقنا التغيير والتنمية والتطوير الديمقراطي، نعود إلى حيث بدأنا منذ عقود طويلة، نحارب الجهل والمرض، من خلال جهود منظمات المجتمع المدني.
دعونا الآن ندرك خطورة تلك المرحلة الحاسمة في تاريخ الوطن.. دعونا نستمر في المقاومة والتحدي، من خلال التمسك بالمباديء وقيم حقوق الإنسان الكاملة، ولا نترك أي شيء من تلك الحقوق، فما لا يُدرك كله لا يُترك كله.
دعونا من خلال الإعلام والمجتمع المدني والحراكات والائتلافات الشبابية، نعمل سويًا من أجل ما خرجنا عليه في الخامس والعشرين من يناير، عندما طالبنا بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. لابد أن نكمل المقاومة الشعبية، معًا من أجل الكف عن ذبح الفتيات، وأن نقاوم من أجل الكف عن "ذبح مصر".. وذبحنا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :