الأقباط متحدون | ديكتاتورية العقل الثورى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٤ | الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ | ١٦بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ديكتاتورية العقل الثورى

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ - ٠٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عادل جرجس

 عندما قامت " هوجة " 25 يناير كان شعارها ( عيش ــ حرية ــ عدالة إجتماعية ) وهى مطالب الثوار المشروعة والتى دفعوا من ورائها لإسقاط النظام السابق لكى ما تتحقق، وأتفق الجميع على انه لا سبيل لهذا غير الديموقراطية كطريق لتحقيق الأهداف، وجرت فى نهر الثورة مياه كثيرة حتى وصلنا الى محطة انتخاب الرئيس وترشح من ترشح وخرج من خرج لتستقر المنافسة الرئاسية بين 13 مرشحاً للمنصب ولكن من عجائب الثورة المصرية ان يخرج علينا بعض المرشحين وأنصارهم ليعلنوا انه إذا ما جاءت الصناديق الانتخابية بأحد الفلول ( شفيق أو موسى ) فسوف يعودون للثورة مرة أخرى فى ميدان التحرير وهنا تترأى لنا عن قرب بعض الطلاسم واللوغاريتمات التى تحتاج منا التوقف أمامها لعلنا نستطيع فك شفرتها وتعطى لنا بعض الدلالات 


شرعية الفلول
أصبح مصطلح ( فلول ) مصطلح مثير للشك والريبة فى كل من يستخدمة فهل حقاً هناك فى مصر من هم فلول للنظام السابق ؟ والاجابة المنطقيه بالقطع لا فالثورة أزاحت كل رموز النظام السابق وأدينوا جميعاً ومنهم من قضى نحبه سجنا ومنهم من ينتظر والقليل جدا وجدوا طريقهم الى خارج البلاد وكون ان الفعل الثورى ولد مبتسراً و توقفت قدرته على التغيير عند هذا الحد فإن هذا لا يعطى لأحد حق أقصاء أحد من الحياة السياسية فمن لم تدينة الثورة هو مواطن شريف عادى له كل الحقوق وعليه نفس الواجبات بل الاكثر من هذا فهو شريك فى مكتسبات الثورة ان كان لها مكتسبات كما انه ليس من حق مجموعة ما أو إئتلاف بعينه أحتكار الحديث بإسم الثورة فالشعب المصرى كله شريك فى ثورته وما يقره الشعب لا يستطيع احد ان يرفضة، و موافقة مرشحى القوى الثورية على التنافس مع مرشحى الفلول هى موافقة ضمنيه من هؤلاء الثوار بشرعية الفلول واستحقاقهم الوصول الى الكرسى الرئاسى وإلا لماذا لم ينسحب مرشحى الثوار من هذا السباق الفلولى وقاطعوا الانتخابات وأعتصموا وتظاهروا
 
الوصاية السياسية 
من يريد ان يقصى نتائج الصناديق الانتخابية إذا ما جاءت بمرشح ما فهو يحاول ان يمارس الوصاية السياسية على الشعب وهو ضمناً يؤكد على ان الشعب لم يصل بعد الى سن الأهليه السياسية لكى ما يختار رئيساً له ومن ثم فإن أخطأ الشعب فى الاختيار وجب تقويمه وتعديل إختياره وهو ما يضرب الديمقراطية فى مقتل ويقوضها ويقضى عليها 
 
هل تأتى الصناديق بالأسوأ؟
نعم يمكن للصناديق الانتخابية ان تأتى لنا بما هو أسوء من النظام السابق فهناك العديد من القوى المتصارعة سوف تؤثر على نتائج تلك الصناديق الانتخابية لأن بداخلها تشكيلة ما أنزل الله بها من سلطان فبداخلها 
 
ــ تيارات دينية تريد أن تكمل عملية إختطاف الوطن التى بدأتها بإحتكار المجالس النيابية والنقابات وتحاول ان تنقض على دستور البلاد وتحصن نفسها من الحل إذا ما جاء رئيساً مدنياً ليبرالياً
 
ــ تيارات حنجورية وقومجية ترغب فى أعادة أنتاج النظام الناصرى ولكن بمرجعيه إسلامية وليس من منطلقات يسارية كما أختارالمشروع الناصرى لنفسه منطلقاته
 
ــ أقباط يروا انهم أكبر فئه ظلمت من الثورة وعانوا فى خلال أشهر ما لم يعانوا منه سنوات طوال 
ــ حزب الكنبة وأظن أن الصناديق سوف تحوى تلك المره على جزء لا بأس به من هؤلاء وهم السواد الأعظم من الشعب المصرى وأكبر حزب فى هذا الوطن وهم الأكثر معاناه منذ أن اندلعت ( المدعوقه الثورة ) كما يطلقون عليها وهؤلاء قد نفذت طا قتهم من الترويع والبلطجة والانفلات الأمنى وأرتفاع الاسعار وضيق ذات اليد وأنحصار فرص ( أكل العيش) وعلى الرغم من فساد النظام البائد فهم يرون ان الوطن ينحدر ويتمنون عوده النظام السابق وأصبحوا يطلقونها مدوية دون مواربه او خجل ( ولا يوم من أيامك يا مبارك) ومن يدعى بأن هذا مخطط الفلول والذى يقضى بتخيير المواطن بين أمنه وحريته فاته أن النظام قد ولى ومعه الامن ولم تبذخ شمس الحرية ولكن أصبحت مصر أكثر ظلاماً بقوانين حد الحرابة وختان الأناث ومضاجعة الوداع وكان أكبر انجازات الثورة هو إلغاء التوقيت الصيفى ليتوالى مسلسل من الفساد لن تنتهى حلقاته  يفوق بكثير ما عانينا منه من فساد خلال 30 عاماً
كل تلك القوى تتصارع داخل الصناديق وقد تأتى لنا بمن هو أسوأ من مبارك فالشعب لا يخشى الفلول لأنه جربهم ولكن يخشى المجهول والانسان عدو ما يجهل ونحن هنا لسنا ضد التغيير ولكن بالتأكيد ضد التغيير الى الأسوأ 
 
الديكتاتورية الثورية 
نصل هنا الى بيت القصيد فطالما ان هناك أشخاصاً لم تتم أدانتهم أو تجريمهم بمقتضى القانون الوضعى فإن أقصائهم هو الديكتاتوريه بعينها حتى لو كانت تلك الديكتاتورية مغلفه بالسوليفان الثورى فهى سوف تعيد أنتاج الديكتاتور سواء كان فرد أو جماعة .. يجب على من يدعون انهم ثواراً الرضا بما تمخضت عنه الثوره بصرف النظر عم إذا كان هذا يرضى طموحاتهم وأحلامهم الثورية من عدمة وطالما رضينا الديموقراطية منهجاً فعلينا أن نرضى ( بعفريت العلبه ) الذى سيخرج لنا من الصندوق الانتخابى أى كان هذا العفريت
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :