- "الصحافة العالمية تقول": "بن أليعازر" يأسف للحكم الصادر ضد "مبارك" صديقه القديم
- "سعد الدين إبراهيم": المجلس العسكري هو الطرف الأقوى لأن الشعب أُصيب بخيبة أمل من أداء "الإخوان"
- بالفيديو.. كنيسة الأنبا "كاراس السائح" بالدير الأبيض تحفة معمارية لا مثيل لها في العالم
- منتدى الصحافة الإلكترونية يطلق وثيقة لتحرير الإعلام من الأنظمة ورأس المال
- "مصر المدنية مسلم ومسيحي إيد واحدة" ..ندوة بالمتحدون الأحد القادم
المحاكمة السياسية
بقلم : نبيل أديب عبدالله
المحامى
لقد كانت ردود الفعل حول الأحكام التى صدرت فى محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك مثيرة للرثاء، بالأخص تلك التى صدرت من السياسيين الذين نفترض فيهم أنهم فى موقع القيادة، ولعل أكثر تلك التصريحات كارثية ما جاء على لسان المرشح محمد مرسى، والذى وعد بإعادة المحاكمة إذا فاز برئاسة الجمهورية، وهذا ينذر بعواقب وخيمة، لأن المرشح صاحب الفرصة الأكبر فى الفوز، يؤكد لنا أنه لا يحترم إستقلال القضاء، وأنه سيستخدم المحاكمة كأداة للفصل فى خصومة سياسية. هذا النظر مخالف لأسس القانون ولا يكشف عن كبير فهم لدروس التاريخ.
المحاكمة الجنائية والمحاكمة السياسية
القانون الجنائى هو مجموعة من الأحكام التى تنهى عن القيام بأفعال معينة، وتعاقب على إتيانها. والمحاكمة هى الإجراءات التى يقوم القضاء بموجبها بالفصل فى الإتهام الذى يتم توجيهه لشخص بمخالفة تلك الأحكام. بعض الأفعال المنهى عنها تتصل بممارسة السطة السياسية أو محاولة الوصول إليها، وهو الأمر الذى قد يقود لمحاكمات تعرض فيها مسائل سياسية ،ولكن ذلك يجب أن لا يحوِّل المحاكمة من محاكمة قانونية لمحاكمة سياسية. ويعنى ذلك بصفة أساسية أن يتم الفصل فيها وفقاً للقانون، بواسطة قاض محايد سياسياً، رغم ما يمكن أن يقود إليه حكمه من تأثير على مجريات الحياة السياسية. من الجانب الآخر، فإن المحاكمة السياسية تعني المحاكمة التي تكون فيها المحكمة أداة سياسية، تهدف لتنفيذ سياسة السلطة القائمة. وهذا يعنى أن المحاكمة السياسية ليست محاكمة على الإطلاق، لأنها ليست فصلاً فى خصومة قانونية، بل هى فصل فى خصومة سياسية. المحاكمة السياسية تقوم على تطبيق قانون يتميز بطبيعة خاصة، أو بتطبيق إجراءات خاصة، أو يجريها قضاة لايكوِّنوا عقيدتهم بناء على ما يقدم أمامهم من بينات وفق أحكام القانون، أو خليط من كل ذلك. وبالتالى فإن ما يميز المحاكمة السياسية عن المحاكمة القانونية، هو أن المحاكمة السياسية، نتتيجتها معروفة سلفاً، لإفتقادها للحياد.
قانون لا يشعر المتهم بأن عليه التقيد بأحكامه
يذكر نيلسون مانديلا في دفاعه الأسطورى المعروف برجل أسود في محكمة بيضاء " بعد إجراء مشاورات مع المحامي الخاص بي رأيت أن أقوم بتولي الدفاع عن نفسي، مع الإحتفاظ به لإبداء النصح لي. إن هذه الدعوى هي محاكمة لآمال الشعب الأفريقي، ولذلك فقد قررت أن أتولى الدفاع فيها بنفسي ."
وهذا الموقف من مانديلا يكشف عن فهم عميق لطبيعة المحاكمة السياسية، من حيث أن دور المحامي فيها محدود جداً، لأن القاضي غير محايد، ولأن القانون غير منصف، وقد أشار لذلك مانديلا بوضوح عندما ذكر " إننى أدفع بعدم إختصاص هذه المحكمة بمحاكمتي لسببين: الأول هو أنني لا أجد نفسى ملزماً سواء من الناحية القانونية أو الأخلاقية، أن أطيع قانون أصدره برلمان ليس لي حق التمثيل فيه، ومن الناحية الأخرى فإنني لن أحظى بمحاكمة عادلة، لأنه في مثل هذه المحاكمة السياسية التى تتعارض فيها آمال الشعب الإفريقي، مع مصالح الرجل الأبيض، فإن محاكم البلاد بتكوينها الحالي لا تكون محايدة ومنصفة، لأن الرجل الأبيض في مثل هذه الدعوى هو خصم ذي مصلحة، ومهما كانت درجة إلتزامه بالحياد والأنصاف، فإنه لا يجوز له أن يفصل في دعوى تخصه "
ويلاحظ هنا أن مانديلا لم يستخدم تعبير الرجل الأبيض بمعنى عنصري، بل بمعنى سياسي، وقد ذكر شرحاً لذلك " لا بد أن أشير أنني في خطابي لكم الآن سأشير إلى الرجل الأبيض، وأريد أن أؤكد أنني لست عنصرياً، بل أكره العنصرية ،لأنني أعتقد أنها شعور بربري، سواء أتت من رجل ابيض أو اسود، ولكن هذا التعبير مفروض على بطبيعة الظروف التي نعيشها "
التمييز بين المحاكمة السياسية والمحاكمة القانونية
هناك فروق أساسية تميز بين المحاكمة السياسية، والمحاكمة القانونية، الأول أن المحاكمة القانونية حتى ولو كانت متعلقة بنشاط سياسى، لا تكون متصلة بالمبدأ السياسي للمتهم، أو المدعي عليه، بل بما قام به من أفعال تؤدي إلى مساءلته قانونياً أو مدنياً، وهي مساءلة تطال أي شخص لو قام بذلك الفعل، بغض النظر عن لونه السياسي .
والمسألة الثانية هي أن القانون الذي يطبق في المحاكم القانونية، على نشاط ذي طبيعة سياسية، هو قانون لا يقصد حماية السلطة السياسية القائمة، وإنما يقصد حماية المصالح المشروعة للدولة، والفرق بين الاثنين هو الفرق بين القوانين التي تصدر عن أنظمة ديمقراطية، والقوانين التي تصدر عن أنظمة سلطوية. و نقصد بالحكومة، السلطة السياسية القائمة فى فترة محددة، في حين تعنى الدولة الأجهزة الدائمة التي تمارس بواسطتها الحكومة القائمة فى زمن معين السيادة على الشعب والإقليم . وهو تعريف يبرز الحياد الذى تتميز الدولة به تجاه الحكومات المتعاقبة من جهة، وتجاه التكوينات السياسية القانونية داخل الدولة الواحدة من الجهة الأخرى.
لذلك فإن القانون يمنع القائمين على أجهزة الدولة ـ كالقضاة وأعضاء القوات المسلحة والخدمة المدنية ـ من ممارسة العمل الحزبى ضماناً لذلك الحياد، فى حين يجيز ذلك للقائمين على أجهزة الحكومة ـ كرئيس الجمهورية والوزراءـ مما يجعل معارضة الحكومة، جزء طبيعى من العمل السياسى، لا أثر له على الدولة، التى تحتفظ بحيادها تجاه الحكومات التى تتعاقب عليها، وبالتالي فليس فى معارضة الحكومة ما يستوجب التجريم.ولذلك فالقاضي في المحاكمة القانونية محايد فى حكمه سياسياً، ولا أثر لعقيدته السياسية على حكمه، إذا كانت لديه ثمة عقيدة سياسية، فقاعدة الفصل فى الخصومة تظل أبداً قانونية وليست سياسية.
المحاكمات السياسية التى تعقب تغيير النظام
وغالباً ما يعقب تغيير النظام القائم بسبل غير دستورية، محاكمات لدهاقنة النظام البائد، وغالباً ما تتم تلك المحاكمات، بقوانين يتم إصدارها بواسطة الثوار لتطبيقها بأثر رجعي، مما يخرق أهم مبادئ المحاكمة العادلة، وهو مبدأ عدم جواز العقاب على فعل لم يكن مجرّماً وقت إرتكابه. وقد شهدت بلادنا عدداً من تلك المحاكمات، فقد أجرى نظام مايو محاكمات للمغفور لهم عبد الماجد أبو حسبو، وأحمد زين العابدين، وأحمد السيد حمد. وكذلك حاكمت الإنقاذ البنا، وهي محاكمات سياسية كان القضاة فيها خصوماً للمتهمين سياسياً، فكانت أقرب للكوميديا الهابطة (الفارس)، مما أدى لأن يستهجنها العقلاء بمختلف مشاربهم السياسية. عقب انتفاضة ابريل تمت أيضا بعض المحاكمات لأعمدة النظام البائد من المايويين، ولكنها كانت أحسن حالاً، لأن المحاكمة كانت عن خرقهم لقوانين كانت سائدة وقت إتيانهم الفعل، ولأن القضاة الذين حاكموهم كانوا أعضاء في السلطة القضائية، وتميزوا بالحياد في مواجهة المتهمين، ولكن شابها عيب إنعقادها في وقت كان الشعور العام فيه طاغيا ضد المتهمين، مما جعل توقيت المحاكمة يشوبه ما يخل بأحد المبادئ التي تقوم عليها المحاكمة العادلة .
محاكمة الملك تشارلس الأول
اول محاكمة، فيما نعلم، لرأس دولة عن الأفعال التي قام بها أثناء توليه المنصب، هي محاكمة الملك تشارلس الأول في يناير عام 1649م. بدأت الأحداث التي أدت إلى سقوط تشارلس الأول حين أحتل الجنود التابعين لكرومويل البرلمان وطردوا 180 عضواً، واعتقلوا خمسة وأربعين أخرين، حتى يضمنوا ولاء البرلمان لما يريدون، وهكذا قام البرلمان الناقص، أو عجز البرلمان RUMP PARLIAMENT كما يطلق عليه في التعبير الدستوري الإنجليزي، بتعيين محكمة خاصة لمحاكمة تشارلس الأول. تمت محاكمة تشارلس الأول بموجب قانون يؤكد خضوع الملك للقانون، ولكن ذلك القانون نفسه لم يكن قانوناً عادلاً، لأنه قانون شُرِّع خصيصاً لمحاكمة شخص واحد، وهو تشارلس الأول، وأول خصائص القانون أنه قاعدة عامة مجردة، فإذا كان القانون يُعني بشخص بعينه، دون غيره من الناس فإنه لايكون قانونا. وهكذا تحققت القاعدة الأولى في المحاكمة السياسية، فقد تمت المحاكمة بموجب قانون غير منصف. تم تعيين ثمانين مفوضا من أعدى أعداء الملك تشارلس لمحاكمته، وهكذا كان على تشارلس الأول أن يواجه قضاة غير محايدين. رفض تشارلس الأول أن يجيب على التهمة لأنه رأى أن المحكمة ليس لديها سلطة شرعية لمحاكمته، وذكر "إذا كان يمكن لسلطة لا تستند على قانون، أن تصدر قوانين، وأن تعدل القوانين الأساسية للمملكة، فلا أدري كيف يمكن لأي شخص فى إنجلترا أن يكون آمنا على حياته، أو على ممتلكاته. أنا لا أحفل بصحيفة الإتهام، ولكنى أسجل هذا الموقف دفاعاً عن حرية شعب انجلترا" لم يكن تشارلس، فى واقع الأمر، يدافع عن شعب إنجلترا، الذى كان خاضعاً لحكامه الجدد، تحت شعار سيادة الأمة، نفس خضوعه لحكم تشارلس، بموجب الحق الإلهى.
قررت المحكمة كما هو متوقع إعدام الملك تشارلس الأول، وإقتيد فوراً إلى ساحة الإعدام حيث تم تنفيذ الحكم بالفأس. وكان علينا أن ننتظرقرناً آخر لنتبين سخافة فكرة المحاكمة السياسية.
محاكمة لويس السادس عشر
ظل الملك لويس السادس عشر محتفظاً بعرشه، بعد استيلاء الثوار على السلطة في فرنسا عقب سقوط الباستيل، حيث كوِّنت "الجمعية الوطنية " على غرار البرلمان الإنجليزي، وظل الملك يحتفظ ببعض السلطات، أهمها سلطة الإعتراض على القوانين، وعندما استخدم الملك هذه السلطة في رفض إجازة القوانين المعادية للكاثوليكية، تم عزله في أغسطس 1792م، وكان ذلك إيذاناً بقيام حكم الإرهاب الدموي على يد الثوار المتطرفين (اليعاقبة ) بقيادة مكسميليان روبسبيير، (الغير قابل للإفساد) كما كان يطلق عليه أنصاره .
تم تكوين لجنة برلمانية تحت إسم لجنة الشرطة والأمن العام، خُوِّلت سلطة القبض على أي شخص، وقد اقترح روبسيير منحها سلطة الإدانة والحكم على الناس "لأنه بغير ذلك سننتقص من حق الشعب في الانتقام بدون داع" وحالما تم قبول اقتراح روبسير تمت إقامة مقصلة في ساحة الكونكورد، أمام متحف اللوفر، وكانت المحاكم الثورية التي أقيمت عقب ذلك مثلاً صارخا لإنتهاك العدالة، فكان إحتجاج الحضور كفيل بإبدال حكم البراءة إلى حكم بالإدانة، وهكذا بدأت مجازر سبتمبر كما عُرِفت في التاريخ ، حيث كان الإتهام يعني الإدانة، والإدانة تعني الإعدام، وكما يذكر تشارلس ديكنز، فإن شعار الحرية والإخاء والمساواة أو الموت، الذى أطلفته الثورة لم تحقق منه سوى الموت.
التناقض فى فكرة المحاكمة السياسية
في الحمى الثورية التي عقبت انتخاب المؤتمر في 30/9/1792م، ارتفعت الأصوات المطالبة بمحاكمة الملك لويس السادس عشر، وكانت العقبة أمام ذلك، أن الدستور كان يتضمن نصاً يمنح الملك حصانة مطلقة، ولكن الأغلبية لم تكن ترى لذلك النص قيمة، لأن السيادة للأمة، ولها أن تفعل ما تشاء، وبالتالى فقد وجدت المطالبة بمحاكمة الملك شعبية كبيرة، ولكن فكرة المحاكمة العادلة اختفت كلياً. يشرح ميرلان دي تونجفيل، أى محكمة يريد (الآن وقد قررنا إلغاء الملكية، علينا أن نعلن أن الملك المخلوع ليس مواطناً، وأنه يجب أن يخرصريعاً تحت سيف الأمة. يتوجب عليكم أن تكونوا بالنسبة له ممثلو الاتهام، والقضاة في نفس الوقت ). ولكن فقط غلاة اليعاقبة، رأوا سخافة فكرة المحاكمة السياسية، وهو ما دفع سانت جوست لرفض المحاكمة تماماً (أيها المواطنون إذا أردنا محاكمة قانونية، فإن لويس هو الذي سيحاكمنا. بالنسبة لى لا أرى حلاً وسطاً، هذا الرجل إما أن يسود أو يموت.
القانون هو علاقة عادلة، ولكن هل يمكن أن تكون هناك علاقة عادلة، بين الأمة والملوك ؟مهما غطت الملكية نفسها بالأوهام، والتقاليد، فإنها تبقي جريمة، يحق لكل شخص أن يقف ضدها. أي ملك هو متمرد على الأمة، ومغتصب لسلطاتها). ولكن روبسبيير بما عًرِف عنه من ذكاء وقاد، أوضح أكثر هذه الفكرة، حين قال مخاطباً النواب "أنه من السخف إجراء محاكمة جنائية للملك، فلويس ليس متهماً، وأنتم لستم بقضاة. أنتم رجال دولة، وممثلو شعب، وليس لكم أن تصدروا حكماً له، أو ضده، بل عليكم أن تأخذوا تدبيراً لحماية الأمة، وأن تمارسوا سلطتها " لقد كان منطق روبسبيير في هذا أن "الأمة بالفعل قد عزلت الملك، لتآمره عليها، ولكنها لا تستطيع أن تحاكمه، لأن المحاكمة تفترض براءته، وافتراض براءته، يفترض جرم الأمة التي عزلته" وقال مذكراً زملاءه "إن الدستور يمنع ما قمتم به، والذين يطالبون بمحاكمة وفقاً لذلك الدستور، عليهم أن يخروا أمام لويس طالبين العفو منه "وأنهى روبسبيير خطابه قائلاً " يجب أن يموت لويس، لأن الوطن يجب أن يحي "
وبعد نقاش مستفيض لم تجد فكرة روبسبيير قبولا لدى المؤتمر، وفاز الرأي المطالب بمحاكمة الملك، بزعم أنه يجب أن يُوفّر للملك، ما لم يوفره هو لمواطنيه، وهو الحق في أن يُحاكم محاكمة عادلة، ولم يكن فى إمكانهم أن يروا ما رآه روبسبيير، وهو إستحالة توفير محاكمة سياسية عادلة، وكانت المزاعم الكاذبة عن إمكانية محاكمة سياسية عادلة، هى التي سنراها تكتسب قبولاً على يد أنظمة سياسية ثورية، تحت مسمى الشرعية الثورية، مع أنه لا يمكن أن تكون هنالك أى شرعية لمحاكمة غير عادلة. حوكم لويس السادس عشر امام الجمعية الوطنية (البرلمان) بعد صياغة لائحة اتهام بواسطة لجنة من 21 عضوا. طلب لويس أن يُمثل بمحام، وبعد نقاش طويل تمت الموافقة على ذلك. في مرافعته الختامية، أوضح المحامي دي سيز، أن محاكمة لويس السادس عشر تخالف الدستور، لأنه يحاكم على أعمال قام بها أثناء توليه المنصب، مع أن الدستور يمنحه حصانة حتى يتم عزله لأحد الأسباب الواردة في الدستور، ورد على إدعاء الإتهام بأنه طالما أنه لا يوجد قانون يحاكم لويس، فإنه يجب محاكمته بموجب أحكام القانون الطبيعي، بأن القانون الطبيعى يتضمن قواعد المحاكمة العادلة. وقد ختم مرافعته البليغة مخاطباً أعضاء البرلمان قائلاً (أيها المواطنون أنني أبحث عن القضاة بينكم فلا أجد إلا ممثلو اتهام ) كما هو متوقع حوكم لويس بالإعدام.
لقد كان غلاة اليعاقبة أول من رأوا أن المحاكمة ،إما أن تكون قانونية أو لا تكون، وأن المحاكمة السياسية تفتقد أى أساسى قانونى أو منطفى. ولكن ما لم يروه هو أن سيادة الأمة لا تمنح شرعية لعقاب خارج إطار المحاكمة القانونية، وكان على سان جوست و روبسبيير أن يدفعا حياتيهما ثمناً لذلك الخطأ. ففى 27 يوليو 1794 أى فى أقل من عام على إعدام لويس السادس عشر، إقتيد سان جوست و روبسبيير فى معية عشرة من أنصارهما إلى المقصلة التى طالما إقتادوا إليها الآخرين، دون أى محاكمة، حين قرر ممثلو الأمة، فى تطبيق لنظريتهما، أنهما يجب أن يموتا لتحيا الأمة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :