"يللا يا عشاق الشهادة كلكم حماس" لا جدال هنا أن كلمة حماس في الأغنية لا تعني جماعة حماس وإلا تكون الأغنية موجهة للحمساويين وليس المستهدف منها الجمهور الحاضر حينها بإستاد المحلة، على أي حال إن كان ما ذهبت إليه خطأ وأن الاأغنية موجهة للحمساويين، فأنا أعتذر مقدماً لما سأذهب إليه في ما يلي من أن الكلمات توحي لي بأن المطلوب هو الشهادة فقط، وإن كان كل عشاق الشهادة اللذين كلهم حماس هم المطلوبين وأن المطلوب هو الشهادة، إذن من الذي سيحتفل بالنصر إن تم على الإسرائيليين؟ وهل نستهدف الشهادة ولا نستهدف النصر؟ لماذا نفترض الموت قبل الحياة؟ لماذا تلك النظرة السوداوية؟ ألأنهم يعرفون إمكانياتهم القتالية والتسليحية؟ إن كان ذلك كذلك، فلماذ إذن القتال وتعجل الحرب إن كنا غير مؤهلين لها؟!
 

دعك من تلك الأغنية ولننتقل لشعار مذهل آخر، يؤكد ما ذهبت إليه فيما تقدم من أن النظرة هي نظرة سوداوية تنم عن شعور الضعف، وليس ثقة بالنصر، والشعار الذي نحن بصدده الآن هو "على القدس رايحين شهداء بالملايين"ويقف الشعار أو الهتاف قاصر جامد لا يبح عن متى سنذهب؟ أم أنهم ذاهبين الآن؟ وإن كانوا ذاهبين بالملايين للشهادة إذن من الذي سيصلي بالقدس ويحتفل بوصولهم إلى هناك؟ ولا أعرف إن كان هذا الشعار يقصد أن قادة الجماعة سيرسلوا الشهداء بالملايين ثم يذهبوا هم للصلاة والاحتفال بتخلصهم منهم أم ماذا؟ لكن على أي حال السؤال الأهم، هل إسرائيل ستنتظر أولائك الراغبين في الشهادة إلى أن يصلوا القدس لتميتهم فيكونوا شهداء بالقدس؟ أم أنها ستبيدهم على الحدود؟ وإن كانت لديهم تلك القدرة لماذا لم يفعلها الحمساويين؟ أم أنهم اعتادوا على أن المصريين هم اللذين يحاربون لهم حروبهم، وكنت أتمنى أن يكون الشعار أكثر تفاؤل بأن يقول مثلاً "على القدس رايحين إن شاء لله منتصريين" فيكون شعار غير انهزامي لكن للأسف الناس تتعاطى معه على أنه شعار يبعث على الثقة بالإخوان!.
 

وآخر تلك الشعارات المذهلة بالنسبة لي التي تم ترديدها باستاد المحلة ذلك الشعار القائل "بكره مرسي يحرر غزة" ودعني أتساءل أولاً هل مرسي هو الذي سيحرر غزة بنفسه؟ طب ما حررهاش من زمان ليه؟ لما هو الموضوع سهل كده، ولا هو حهد آخرين سيفعلونه ويبذلون لأجله الدماء، سينسبه السيد الإستبن لنفسه من قبل حتى أن يتم ، على أي حال هذه جزئيه ونستطيع أن نعبرها لكن لا نستطيع أن نسكت عن سؤال يقفز لذهننا وهو مِن مَن يحرر مرسي غزة؟ هل غزة محتلة؟ هل يعتبر الوجود الحمساوي –الجناح العسكري لجماعة الإخوان- وجود احتلالي؟ وإن لم يكن هكذا فمن أي احتلال ومن أي نير وقيد يحرر مرسي غزة؟ أم أنها شعارات للاستهلاك؟ ولماذا لم يقل يحرر القدس أو الضفة الغربية التي تتحكم فيها منظمة التحرير الفلسطينية الغريم للحمساويين، لكن مرسي لم يختر أي من الأراضي المحتلة من قبل الإسرائيليين ولا الجزء الفلسطيني الواقع تحت حكم منظمة التحرير ليحرره بل اختار الجزء الواقع تحت جناحه العسكري لينسب لنفسه مجداً لا يستحقه، بل هو مجداً كاذباً خادعاً للأسف ككل وعود وكلام الإخوان.
 

المختصر المفيد يا من تضحك على عقول الناس بمغازلتكم ومداعبتكم مشاعرهم اخرسوا.