الأقباط متحدون | لكل انسان مصيبة ! اما نحن فالمصيبة نفسها !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:١٥ | الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢ | ١٥ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لكل انسان مصيبة ! اما نحن فالمصيبة نفسها !!

بقلم- نيسان سمو الهوزي | الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢ - ٠٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

لكل انسان مصيبة ! اما نحن فالمصيبة نفسها !!
لماذا هذه المصائب التي تحوم حولنا وكيف يمكن التغلب عليها ؟؟؟
اهلاً بكم في المثير للجدل لهذه الليلة وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا اليوم وسنستضيف فيه السيدة نوال السعداوي لتحدثنا عن هذه المصائب .... تفضلي سيدتي ..

نعم اخي : والله العظيم ( حتى لا يزعل الملحدين ) ان مصائب الدنيا تدور في رأسي وفي كل ثانية كالتفاعل النووي ، في كل ثانية تدخل اليه مصيبة وتخرج منه اخرى وتتصادم احياناً مع البعض منتجة انفجار كيمائي حتى لدرجة انني افقد تحكمي وسيطرتي على ما يدور في مُخيلة رأسي ، واحياناً انسى المصيبة التي مرت عليه قبل ثانية واحدة بسبب الأنتقال السريع لهذ الجرثومة وفي هذه المساحة الصغيرة من الرأس ..

احياناً تأخذني مصائبي الى محاولة ترك التفكير بها وحتى ترك الكتابة عنها ولكنني اجد نفسي محاصراً بما اقرأه وخاصة من تعليقات الأخوة على بعض القضايا فأقوم بالبحث عن القلم والورقة من جديد وبعد دقيقة اجد نفسي محاصراً من جديد ومبتلي بمصيبة اخرى لا يمكن التغاض عنها ، وهكذا تبقى تدور في رأسي المصائب الى حد انني اشعر بأنه سينفجر في اي لحظة وكأنه بالون فيه الملايين من النيترونات التي تتصادم مع بعضها وكأنها مفاعل بو شهر الإيراني ..
لا اعلم احياناً كيف ومن اين ابدأ واحياناً اخرى احاول التخلص من كل المصائب والتركيز على ما هو جديد ولكنني اجد نفسي وبعد ربع دقيقة منغمساً في نفس البلاوي .. ما العمل يا اخوان ويا اخوات ( خاصة الذين ليس لديهم هذه المصيبة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكيف لي ان اشرح مصائبي لكم ؟؟ وسأكون شاكراً والى الأبد لِمن يستطيع ان يساعدني في تهدئة هذه الانفجارات في مفاعلي النووي ..

مصيبة التخلف والجهل وطريقة التفكير هذا الانسان في ترك العلم والتطور من اجل الخوض في الأهرامات التاريخية وتاريخها الحزين والاعتماد الى الماهيات الحلزونية وعندما احاول التغاضي عنها قليلاً تحل محلها مصيبة الارهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة والقتل والدمار في كل مكان وعندما ابتعد عنها ثانية واحدة تدخل محلها مصيبة الأمية والفقر والجوع والظلم والأحتقار وإهانة الانسان وكل الممارسات القذرة الأخرى وعندما احاول التخلص منها والانتقال الى الجهة الاخرى تضرب مصيبة المذاهب والقوميات والتسميات المخيفة مركز مفاعلي النووي ويبدأ الانصهار والتفاعل من جديد ...

عندما اجبر نفسي على الهدوء قليلاً بعد هذا الانفجار تضرب مصيبة الثورات العربية ومستقبلها على العالم وعلى اطفالنا ومستقبلهم ونهايتهم الحزينة على خلفية هذه البراكين والتي تقذف بحممها وفي كل الأتجاهات والتي لا ترحم ولا تُفرّق بين صغير ومسن في الكوي بحرارتها وبمقذوفاتها النووية .

وعندما اُدافع عن نفسي وعن رأسي من هذا البركان الهائج وابتعد قليلاً بترك تلك المصائب ليرتاح قليلاً تنخلط فيه اسباب القتل والدمار والاحتقار وقمع الحريات الشخصية والفكرية وتكفير الأنسان على افكاره . وعندما احاول من جديد التفريغ من هذه الشحنات الهائجة قليلاً لعدم الضغط اكثر على هذه القطعة الصغيرة تدخل مباشرةً مصائب العراق الجريح والاحزاب الجديدة الاخرى في عالمنا العربي على الخط وتحاول ان تقضي على كل المصائب الاخرى الموجودة اصلاً وتحل هي محلها ، وعندما احاول الفرار قليلا من هذه الآفة اجد نفسي قد ذهبت برجلي الى منظر الأنسان وهو يُذبح مثل الفروج وبهذه الطريقة الغريبة ومَن الذي يُشرّع لها ويوافق عليها وعندما احاول الأبتعاد عن هذه المناظر المريرة وان الغي هذه الكوابيس من مفاعلي اجد نفسي محاصراً في مشاكل المرأة وحقوقها المختصبة وطريقة معاملتها كالناقصة واحتقارها المستمر في العالم الآخر وعندما احاول الكذب على نفسي في تسليتها ببعض الإيجابيات اجد نفسي في ساحة الرياضة والميداليات الذهبية ورفع اسم البلد وثقافته وكأنني رياضي محترف !! . أبدأ في تحقير نفسي من جديد .....

وعندما احاول التركيز اكثر ونسيان ما يمكن نسيانه والتقدم نحو الامام قليلاً اجد نفسي راجعاً الى الوراء مع العالم الجديد ( الجماعة ) الذي يحاول الرجوع الى عصر السيف والمنجليق والسكين الحجري .. وعندما احاول ان ابتعد قليلاً والذهاب في رحلة خارجية اجد نفسي قد وصلت الى العراق واليمن والصومال والسودان وتونس وعمان والسعودية ومصر ام الدنيا وغيرها من الدول التي تُعيد كل المسلسل من جديد في المفاعل المذكور .. وعندما اعود الى البيت من جديد ( سالماً ) اجد نفسي امام التلفاز ومشاهدة الأطفال الابرياء الذين يسقطون كل يوم في سوريا الحزينة والعالم يتفرج ( لا والمصيبة القسم يؤيد ويُدافع عن هذه الجرائم ) وعندما احاول ترك كل شيء والخروج الى الحديقة لتنفس بعض من الهواء النقي والحر تضرب هذه المصائب كلها وفي مرة واحدة نفس المركز ونفس المفاعل ويبدأ الفوران والتفاعل من جديد وكأنني اقترب من لحظة الانفجار العظيم !!..

ماذا افعل واين المفر واين اجد المخرج ساعدوني ساعدكم الباري .. مو باري انطوان ..
نقلًا عن الحوار المتمدن




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :