الأقباط متحدون | ثقافة الكذب في مصر عربية أم مصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢ | ١ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثقافة الكذب في مصر عربية أم مصرية

الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: شريف منصور 

 
من التعليقات الذكية المخلصة علي المقال المنشور في جريدة الأقباط متحدون الاليكترونية بعنوان رمتني بدائها و انسلت
 
شاهد الموضوع الأصلي  في  الأقباط متحدون في الرابط التالي
 http://copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=1223&A=63309
، كان هناك حوار مثمر عبر التعليقات بيني و بين الأستاذ مصطفي سابق ولا اعرف لماذا مصطفي سابق هل سابق هو اسمه ام نفي لمصطفي. ولكن هذا ليس له إي علاقة بتواصل النقاش فكل إنسان حر فيما تختار لنفسه طالما لا يرغم احد علي اختياره. 
 
المهم هو الطرح الأخير في تعليق الأستاذ مصطفي سابقا مصري مصري ، وجاء فيه إعجابه بالمنظومة الصينية و الماليزية و مقارنتهما بوضع مصر.
 
أولا الثقافة المصرية الأصلية هي ثقافة قبطية في الأساس. إي بمعني اختلاف شعب مصر عن بقية شعوب المنطقة سببه المنظومة القبطية و الثقافة القبطية وثقافة ارض النيل المستمرة في شعبها منذ عرفت مصر ووجدت . 
 
و هذه الثقافة متمثلة في الشعب القبطي بوضعه الحالي و ان كانت ثقافة الشعب القبطي تلوثت إلي حد ما بالثقافة العربية الدخيلة عليه بسبب هجرة العمال إلي الدول العربية و بسبب غزو الفضائيات لمصر. ولكن الكنيسة القبطية مازالت تحتفظ بثقافة الأقباط بصورة لا تقبل النقاش. فالكنيسة المصرية القبطية لم تتأثر بثقافة الكنائس الغربية بأي صورة من الصور. والي يومنا هذا طقوسها و تعاليمها مصرية 100%. و مما جعل الكنيسة القبطية كنيسة مصرية الأصل هو أن نظام الرهبنة المصري هو النظام المتبع في جميع أنحاء العالم او لنقل هي منبعه بسبب أن مؤسس الرهبنة الأنبا أنطونيوس مصري 100% وهو أول الإباء الرهبان. فلذلك الثقافة ألمصريه تأثرت بالكنيسة و الكنيسة مستمدة طقوسها الفريدة من المجتمع و الثقافة المصرية. حتى أن إلحان الكنيسة المصرية متأثرة بالألحان الفرعونية الأصيلة و هي محل دراسات الكثير من الباحثين في أصول الشعوب. 
 
نعود مرة اخري لمصر و ما سبب وصولها الي ما هي فيه الان . قبل طفرة البترول كانت مصر مميزة بثقافة تعلو كافة ثقافات المنطقة وبدون منازع كانت مصر قلب الحضارة و التحضر في المنطقة. و الدليل لا يصعب الحصول عليه انظر كم من معارض فنون و دار الأوبرا و المسارح و دور عرض الأفلام. و الكم الهائل من الفنانين من كافه الخلفيات. فالفنون هي ما تظهر ثقافة إي بلد. و الفنون التعبيرية وقبولها و الإقبال عليها من المجتمع يثبت لك نظريتي. ولا ننسي إلي انه ولوقت قريب جدا أن الأفلام و المسرحيات المصرية كانت قمة الفنون التي يقبل عليها كل المتكلمين بالعربية. و السبب واضحا هو رقي ومدي تأصل هذه الفنون في مصر. ولا ننسي العلوم المرافقة لكل هذه الأنشطة و التي لم تتدهور الا بعد تدهور الثقافة العامة وحل محلها الثقافة الصماء ثقافة بدو الصحراء. فأنظر إلي الفقر في فن المعمار و انظر فقر التصميمات المعمارية في حقبة ما بعد الثورة او فترة القومية العربية و التي عدل اسمها فيما بعد بالقومية الإسلامية. تحولت مصر إلي دولة تستقبل الإعانات لافتقار شعبها لدواعم الاقتصاديات بسبب هرب العقول منها إلي جميع دول العالم. فهاجر المفكرين و المبدعين إلي الغرب و اخذ جنسيته وأصبح جزء منه ولم يعود لأنهم استوطنوا في تلك الأوطان التي تبيح ثقافتها قبول الاخر. 
ولكن العمال و المهندسين و الأطباء و المدرسين الذين هاجروا الي الدول البدوية التي لا تقبل الأخر حتى ولو كان من نفس العقيدة عادوا إلي مصر بعد أن أعطوا شبابهم لدول الصحراء لكي تتقدم بإبداعاتهم و عادوا منها بمظاهر ثقافة التخلف البدوي لينقلوها لمصر ونقلوها الي اقرب المقربين لهم . وفي الوقت ذاته بدأت النزعة الدينية تطفو و تطغي علي كل شيء لان ثقافة العاملين في دول الصحراء البدوي هيئت لهم  أن تقدم تلك الدول ماليا سببه التدين المظهري السائد في تلك الدول .
 
 وكأن الإسلام او الدول الإسلامية قبل طفرة البترول كانت دول كافرة. فهنا أصبحت مصر تعاني من فقر ثقافي و فقر اقتصادي و انهمك الحكام في تأليه أنفسهم. جمال عبد الناصر قتل الديموقراطية و الوطنية المصرية بتغيير اسم مصر الي الجمهورية العربية المتحدة. و انتهت مصر من المسميات و لبست ثوب العروبة و ما حملته من تراجع في كل مناحي الحياة. لعلك تذكر ما هو حال تلك الدول الاقتصادي عندما فرغ جمال عبد الناصر مصر من ثقافتها المصرية وحولها إلي ثقافة عربية. فطول الروح من عصر ما قبل القومية العربية جعلت مصر تستمر في تحضرها بنظرية الدفع الذاتي، حتى بدا قوي الدفع الذاتي تخور بنهاية عمر المبدعين و هجرتهم. إلي أن وصلنا إلي ما نحن عليه اليوم .  
 
و السادات وجدت فرصة عمره ان يكون زعيم اكبر دولة عربية و إن تمكن من أن يصبح المرشد العام للجماعة فبهذا ضمن انه يدخل إلي جميع الدول العربية عن طريق ولاء الأخوان له كمرشد و يستخدم ما تطوله أياديهم في تلك الدول . و قد ينجح في قلب أنظمة الحكم بعد أن انقلبوا عليه بعد معاهدة السلام بينه وبين إسرائيل، فبدا في تنفيذ حلمة بإعلان أيمان الدولة وصرح بأنه الرئيس المؤمن و دولة المعلم و الأيمان وليس العلم كما كان يحلو له أن يطلق عليها في خطبه المملوءة كبرياء و ثقة و غرور لا حد لهما في النفس. 
 
و سمح السادات لجماعة الأخوان الخونة بما تحمله من أفكار ضد الوطنية و المواطنة مبنية علي العنصرية الدينية ان تنشر تعاليمها بكل حرية طمعا في ان يصبح المرشد العام لها . و لان الجماعة تعرف ان كانت ترغب في حكم مصر فعليها بالصغار طلاب الجامعة في السبعينات و بثوا سمومهم فيهم. و أليك النتيجة رئيس مصر اليوم هو من نتاج هذه الحقبة أليس كذلك يا سيدي. 
 
اما عصر مبارك فجاء و الأخوان مازلوا في التحضير للوصول الي حكم مصر . فبكل وضوح نام الأخوان مع نظام مبارك و كانت كأنها علاقة زوجية ، ان خرجت الجماعة عن طاعة الزوج مبارك ، أصدر العادلي اوامرة بأن يحضرها الي بيت الطاعة في سجن المزرعة او الي أي سجن أخر . وبيت الطاعة بيت شرعي لا تخرج منه الزوجة ولكن لا تعامل معاملة سيئة . بدليل أن خيرت الشاطر كان يقيم في بيت الطاعة و لكنه كان يدير شؤونه بكل حرية . لو كان النظام يرغب حقا في خنق الأخوان لخنق مشاريعهم الاستثمارية و ضربهم بكل ما يملك من سلطة مطلقة. ولكن هذا لم يحدث فإليك كم الشركات التي يمتلكها الأخوان و السلفيين وان كانت تمويلهم من أموال دول الخليج و أمريكا. 
 
نعود مرة أخري لطرحك. ذكرت في تعليقك محاولة فرض الغرب ثقافته علي مصر و المنطقة العربية. 
 
لا يوجد فرض من احد ولكن الحضارة الغربية بها الكثير من المفيد بلا أجني شك ولا ننسي أنهم في هذه اللحظة أكثر نجاحا اقتصاديا عن كل الدول العربية. فهم يملكون المال و الثقافة و الإبداع مستمر لديهم. و الصين نفسها لم تكن تستطيع أن تصل إلي ما وصلت إليه دون الاعتماد الكامل علي الحضارة الغربية. فلماذا هذا العداء للحضارة الغربية و نظرتك الدونية علي أنها اقل من الحضارة أو الثقافة التي تخشي ان تحل محلها. بالدليل الثقافة العامة للغالبية في مصر ليست ثقافة مصرية بل هي ثقافة بدوية بحته لا علاقة لها بحضارة وادي النيل .  حضارة مصر مع كل احترامي لكل من يطلقون علي أنفسهم مصريين هي حضارة الأقباط وثقافتهم. 
 
عليك ان تدقق في ثقافة القبطي و كيف يتعامل مع الأمور بدون عنف و رقي و قارن ثقافة التحزب و العنصرية في الأغلبية. ستجد أنك تقول مصر تغيرت و قلت بنفسك أصبحت مسلم ومسيحي. فأقول لحضرتك لا أصبحت عربي بدوي و تصادف أن جميعهم مسلمين و ثقافة المصري و الذي تصادف انه قبطي مسيحي.
 
عزيزي الأستاذ مصطفي سابق، أن كنت تخشي من ثقافة الغرب علي مصر فأقول لك أنني أرحب بثقافة الغرب التي توافق ثقافتي القبطية المصرية و الأمر متروك لي. اختار منها ما يناسبني و أن كنت تري فيها ما يناقض و تقول أنهم يفرضونه علينا فأعتقد أنهم لا يفرضون ثقافتهم علينا ولكن الضعفاء هم من يستلذون بها.
 
علي سبيل المثال أيهم اخطر في نظرك مجتمع لا يري أن الكذب في المعاملات ليس بالخطورة من ان يقوم البعض وليس المجتمع ككل باستخدام الحرية الجنسية. فيقول أن الكذب اقل خطورة من زواج المتعة في لغة العرب و الصديق و الصديقة في لغة الغرب ؟ عزيزي مصطفي الشرف في نظر الغرب لا يكمن  فيما بين أرجل النساء فقط كما في ثقافة العرب ولكن جرائم الشرف في المجتمع الغربي مفهومها  اكبر و أوسع . لم يهتموا بعمل جهاز كشف العذرية كما اهتموا و اخترعوا جهاز كشف الكذب. لأنك تستطيع أن توفر علي نفسك تعرية المرآة لمعرفه أن كانت عذراء بوضعها علي جهاز كشف الكذب. وهكذا يا عزيزي مصطفي سابق مصري مصري الكذب اصل كل شرور العرب يقولون عنه حسب ما يستفيدوا منه علي أنه دهاء أو انه خداع العدو . يكذب التاجر ليبيع بضاعة او يكذب الحاكم لكي يطغي ويكذب الزوج لكي يخدع زوجته ويكذب الموظف لكي يخدع صاحب العمل و يكذب الشهود لنصرة أخوه في العقيدة ويكذب العرب في كل شيء وتكذب الانثي أنها عذراء و تعمل عملية ترقيع و يستحل الطبيب خداع الآخرين طالما يقبض الثمن وهلما جرا . فلا تقل لي أن الثقافة الغربية اقل من الثقافة البدوية العربية. 
 
الكذب نوع من الخيانة بل هو أكبر انواع الخيانة في تاريخ البشر وهذه هي ثقافة العرب. وللحديث بقية ولعلك تخرج من هذا بأن ثقافتي مصرية 100% أضيف لها أفضل ما أجد في كل ثقافات الأرض وألا تخلفت ثقافتي و لن ارضي أن أعيش في ثقافة القرن السابع الميلادي. فثقافة مصر القبطية تبعد 14 قرن من الثقافة البدوية الاخونجية السلفية. ما نري في مصر ألان هو تصادم ثقافات بين ثقافة مصر القبطية المتحضرة و ثقافة البدو المتخلفة. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :