الأقباط متحدون | الأقباط غير متحدون-2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢٧ | السبت ١ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢٦ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط غير متحدون-2

السبت ١ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٧: ١٠ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا
من طبيعة عملي في مجال الأتصالات وخاصة قبل إنتشار الأنترنت  وبرامج الياهو والأسكاي بي والفيس بوك وغيره .. جعلتني أتعامل مع نوعيات كثيرة من البشر ومن كل البلدان وكل الأديان وكان  تعاملي مع المصريين من مسلمين ومسيحيين أكثر بالطبع ، وإقتربت كثيراً من طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض وخاصة من الأخوة المسلمين المصريين نظراً لكثرتهم وتمركزهم الشديد في المنطقة التي يوجد بها مكان عملي .

والحق يُقال .. وجدت أجمل شيئ يميزهم بين بعضهم البعض هو أنهم متماسكون ومتحدون ويخافون علي بعض ويسارعون في نجدة أي أخ لهم عندما يتعرض لأي موقف صعب أو حادث ما ، وأجدهم يأتون إليً بالمحل ويقومون بإجراء الأتصالات بباقي الأخوة ويبلغونهم بأن فلان حدث معه ظرف ما ، أو أن فلان تم القبض عليه وعاوزين محامي أو كفالة لإخراجه بأسرع وقت ممكن ، مثلما حدث معي هذا الأسبوع عندما جاءني أخ يسكن قريبا مني ويبدو عليه مظاهر القلق الشديد ، سألته فيه إيه ؟ قال .. كنت مع فلان ووقفتنا الشرطة وبحثت أوراق الأقامة لي ولصاحبي .. وبعد ساعتين من الفحص تركوني ولكنهم حجزوا صاحبي .... وطلب مني إجراء مكالمة من موبايلي لأنه من لهفته علي صاحبه نسي الموبايل ... وبكل سرور قدمت له موبايلي وإتصل بصاحب أخر وبمحامي للأسراع في عمل شيئ لإخراج صاحبه من الحجز.

كم أكون متأثر وأصاب بالغيرة الحسنة وأنا أشاهد مثل هذه المواقف الطيبة التي تحدث بين أخوة متحدون ، متماسكون ، خائفون علي بعضهم البعض خاصة في الغربة ، ويفعلون كل ما في وسعهم لإنقاذ أخ لهم في ظرف ما .. ولا يهمني ولا يعنيني  أي نية ولا تفسيرات أخري غير هذه المواقف النبيلة والطيبة بين أي إخوة مهما وإن كانت.

في المقابل ولو تحدثنا عن إخوة أخرين وهم نحن كمسيحيين وعلاقتنا بعضنا ببعض .. سأقولها وبكل أسف أن كل ما ذكرته أعلاه لا يحدث أبدا بيننا، ولا أجد شيئ من هذه اللهفة ولا مثل هذه الوحدة والتماسك .. وهذا أيضا عن مراقبة وتسجيلي لأحداث مشابهة لأي مسيحي يتعرض لموقف أو ظرف ما ، ولكن ردود الأفعال دائما ما تأتي مخيبة للأمال..فقط سأذكر مثال بسيط حدث معي من أحد أبناء الكنيسة وجار لي عندما جاءني ليسأل عن طفلي الصغير -وأثق أن حافظ الأطفال هو الرب وسوف يتمجد معنا- وكان محجوز في إحدي المستشفيات .. وبطريقة روتينية باردة جدا يسألني عن صحة إبني وفي أي مستشفي ، وعندما أخبرته عن إسمها أجابني بطريقة غريبة وقال ... مش قادر كان يتحجز في أي مستشفي قريبة علشان نقدر نسأل عليه !!؟؟  ولا أريد أتطرق كثيرا لمواقف أخري كثيرة ، وبالطبع يوجد خدام أصليين ومسيحيين أصليين يُظهرون تعاليم المسيح الحقيقية ، لأنه ...أبدا لن يترك نفسه بلا شاهد في أي مكان أو زمان.

وإذا تحدثنا عن العمل الجماعي ..فحدث ولا حرج .. يكفي فقط ذكر خبر نشرته اليوم جريدة "اليوم السابع"ويقول الخبر ...الخلافات تهدد المجلس الأستشاري القبطي !!؟؟ وما توقعته من العنوان وجدته من قبل وبعد قراءة الخبر ، وقول أحدهم  ...أنهم عاوزين يخطفوا الرابطة مني ، وكل واحد عاوز يتكلم بإسمه وليس بإسم الرابطة !!؟؟... هذا هو -للأسف- حالنا وحال كياناتنا التي نفتخر بها وعليها الأمل.

وإذا قارنا بين حالنا هذا ومانراه من جماعة الأخوان المسلمين كمثال للعمل الجماعي ، فأيضا الحق يُقال أنه وبالرغم من كل ما يفعلون وما يريدون أن يفعلوا بنا وبالبلد ..ولكن الشيئ الوحيد الذي يجعلهم بهذه القوة ،والذي جعلهم يصلون إلي الحكم وهيمنتهم علي أغلب مقدرات البلاد هو ..وحدتهم وتماسكهم وإستمرارهم الذي دام لأكثر من 80 سنة .

ولكن نحن "الأقباط" للأسف لا هم لنا غير ..الكلام وبس.. وما نصدق ما نجد بادرة توحد وإلا نتباري في محاربة بعضنا البعض ، وكل واحد يعمل فيها --عنتر زمانه-- علي أخوه أو علي الكنيسة أو علي رئاسة الكنيسة ..مثلما قرأت لأحد -كبار- كُتاب الموقع أن السبب في ما وصلنا إليه نحن "الأقباط" من مشاكل السبب كان هو ...قداسة البابا شنودة الثالث -نيح الرب روحه الطاهرة- وأن الأقباط لم يتعلموا السياسة إلا بعد نياحته !!؟؟ هذا هو أقصي ما وصل إليه المحلل البارع !! ، وهذا هو حالنا وهو أنه عندما نفشل ننقسم علي أنفسنا ونذري - التراب- لفوق ليقع في أعيننا ويغلقها عن الحقيقة المرة وهي أننا ...غير متحدون
وصدق السيد المسيح حين قال..."كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت." (متى 12: 25-26)
 وهذا هو سبب إنقسامنا وهذا هو سبب تشتتنا ...عدم الوحدة وعدم المحبة .

بالرغم من أن كتابنا المقدس كله ..بل وهدفه الأعظم هو توصيل رسالة من أسمي الرسائل لكل الجنس البشري ألا وهي .. المحبة (الله محبة) .. بل رب المجد يسوع المسيح قالها صراحة ... الديانة الطاهرة والمقبولة عند الله الأب هي ... إسمع يا إسرائيل ( إسمع يا مسيحي) أن تحب الرب إلهك من كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك .. وأن تحب قريبك كنفسك مر12-30،31.

وهنا وجب علينا أن نراجع أنفسنا ونسأل ...هو لماذا الله تركنا ولم يعد يسمع لنا ؟؟
هل لأننا تركنا وصاياه ، وأبسطها هي أن نحب بعض كما أحببنا؟
هل لأننا لم نعد أبناء الله الحقيقيين الذي قال عنا ...أنتم ملح الأرض؟
هل لأننا لم نعد نسمع صوت الله ووصاياه ؟ والخوف كل الخوف أننا بنتعاقب من السماء علي عدم محبتنا لبعض ، ولعدم وحدتنا !!؟؟
 وكما قال الوحي الألهي علي فم إشعياء النبي .

إن شئتم وسمعتم تأكلون خبز الأرض  ، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف ..لأن فم الرب الرب تكلم -إش 1..19،20
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :