الأقباط متحدون | حوار مع محمد الظواهري: أؤيد فكر القاعدة والجهادية الإسلامية؛ لأنه مرتبط بحكم شرعي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٥ | الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حوار مع محمد الظواهري: أؤيد فكر القاعدة والجهادية الإسلامية؛ لأنه مرتبط بحكم شرعي

الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ - ٢١: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أمن الدولة مازال يحكم مصر، وهناك حملة اعتقالات بدأت تدق أبوابنا بطلب من الغرب.
أؤيد فكر القاعدة والجهادية الإسلامية؛ لأنه مرتبط بحكم شرعي.
كتبتُ مبادرة وقف العنف بين الجهاديين والغرب التي أطلقتها مؤخرًا منذ ثماني سنوات.
أضمن أن تتوقف العمليات الجهادية ضد الغرب إذا أوقفوا العدوان على الدول الإسلامية.

حاوره- هشام خورشيد

اختلفت الآراء وتباينت حول توجهاته، وعقيدته الجهادية. حسبه البعض على تنظيم القاعدة، ووُصف بنائب أيمن الظواهري.. تسبب خروجه من السجن في خلق حالة من الجدل الشديد، كما ألبس ظهوره المفاجيء في أحداث العباسية، تلك الأحداث بثوب تنظيم القاعدة.. فكان لنا معه هذا الحوار المثير..
بداية.. فتحنا العديد من الملفات الساخنة التي تطفو على الساحة حاليًا، فتطرقنا لعلاقته بالقاعدة، وإيمانه بأفكارها، وموقفه من الغرب، والعمليات الجهادية التي تنفذ ضد أمريكا، وعن رؤيته المستقبلية بين الجهاديين والغرب، وكيف يضمن أن تتوقف العمليات المسلحة ضدهم.. فكان لنا نصيب الأسد من الخوض في أعماق وجدانه، لدرجة أن قال في نهاية الحديث "شعرتُ وكأني كنتُ أتحدث إلى نفسي بصوتٍ مرتفع!".. فإلى نص الحوار:

بداية.. نود التعرف على معتقداتك الخاصة التي تحركك في العمل العام، وهل لك توجه سياسي أو حزبي معين تراه متفقًا مع فكرك؟
أحب أن أعرِّف نفسي بأني أمثل تيارًا دينيًّا يُطلق عليه "التيار السلفي الجهادي"، ولا أحب أن أكون محسوبًا على تنظيم معين.. أنا أؤمن بفكرة أراها المعبرة عن الإسلام الحقيقي، وكل ما قيل، واتهمنا به على أننا تابعون لتنظيمات، هو محض تلفيق، واتهامات باطلة، فأنا غير منتمي تنظيميًّا لأحد. كما أننا لا نرى في الأحزاب الحالية ما يُشجع على الانضمام، ولنا اختلاف كبير عليها.

لو أردنا توضيح هذا الفكر.. بماذا ستعرِّفه؟
أعرِّفه بأن هذا هو الإسلام الصحيح الذي نعتقده، والذي كانت عليه الجماعة الإسلامية قبل المراجعات، وما هو عليه فكر تنظيم القاعده حتى الآن، وأدعي أنه الحق، عِلمًا بأن هناك كثيرين اختلفوا معنا، ومنهم مَن أخذ مِنا بعض الفروع، مثل العبادات والتوحيد والعقيدة، وسلطوا عليها الضوء، وقد يكون تحت أى ظرف أو ضغط، كما كانت تقمع الأنظمة السابقة الإسلاميين، قد خشوا أن يتحدثوا عن أبواب أخرى من الدين كالجهاد، مع العلم أنها من فروع الدين الأصيلة.

وما هو الجهاد في نظركم؟
لقد تعمد البعض تشويه معنى الجهاد لخدمة مصالحهم وأجنداتهم، ولكن حقيقته ليست دموية، ولا متعطشه للقتل كما يُشاع، إنما هو الوسطية الصحيحة، ومَن ينتهج طريقًا غير ذلك نتبرأ منه، فنحن لا نجاهد إلا في حالة حدوث عدوان على المسلمين والبلاد الإسلامية، ولنا حق الجهاد مادامنا نطبق الشروط والضوابط الشرعية، وليس معنى الجهاد أن نسفك الدماء، ونستحل الغنائم كما يحاول الغرب أن يُظهرنا، فلا جهاد ضد دولة أو مجموعة مسالمة، ولا نعتدي على ديار الإسلام، وذلك التعريف واجب على الجميع أن يعرفه؛ كي لا يكون المجتمع ضحية للشويه والغزو الفكري الواقع عليه.

هل معنى كلامك أنك تنكر ارتباطك بتنظيم القاعدة؟
لا.. ما قلتُه لا يعني إنكارى أو تبرأي من التنظيمات الجهادية والقاعدة، برغم أنهم على حق، ويُشرفني أن أحسب عليهم، إلا أنه ليس لي أى دور تنظيمي، وأقول لمَن يريد الانخراط في تنظيم، عليك الخروج من مصر، والاتجاه إلى دولةٍ أخرى.

إذن.. ما هو دروك الآن في اللُّعبة؟
دوري فكري.. فأنا أدافع عما أراه حقًّا وأناقش فيه الآخرين.. دورى توضيح الإسلام الصحيح، ومَن يختلف معي لا حرج عليه أو علي، ومستعد لمحاورة إخوانى في الجماعات الإسلامية، وأدعو الناس جميعًا للحوار، فإن كنت أنا مخطئًا، سأتراجع عن فكري، وإن كنت غير مخطئ، فأنا أدعو الناس للخير، والحمد لله لدينا من الكوادر الشبابية المتفقة معنا في حركتنا الفكرية القادرة على إدارة حوارات ومناقشات لعرض ما لدينا من أفكار على الجميع، وهو ما أفعله الآن معك، من توضيح وتبيين للفكر السلفي الجهادي.

لِمَ تتملص من التعريف التنظيمي وتصر على أنك صاحب فكرة فقط؟
لأن "التظيم" مفهوم ضيق، فالقاعدة من الممكن تحديدها في عشرات أو مئات أو ألوف، ولكن الفكر السلفي الجهادي منتشر في العالم كله؛ لذلك فهو الأقوى في مقابل أى تنظيم آخر. وأمريكا نفسها تعلم ذلك حينما قالت إن خطر القاعدة ليس في قوتها المادية بل في قوة فكرتها.

وماذا تقول لأمريكا عن حقيقة الفكر الجهادي؟
 أقول لها إن هذا الفكر هو خير لنا ولكم، وبرغم أن الإدراة السياسية الأمريكية صنعت منا عدوًّا وفزاعة للشعوب الغربية، إلا أنني أؤكد على أننا لا نمارس الجهاد حبًّا في الدماء والقتل، ولا نمارسه دون سببٍ. ومن الممكن أن نعيش في سلام يعمنا ويعمهم في حالة أن يكفوا عننا الحروب، وبالتالي سنكف نحن عنهم الجهاد؛ لأن في تلك الحالة لا مبرر شرعي للجهاد ضدهم، فكما قلتُ سابقًا لا جهاد إلا على المعتدي، ولكَ أن تتخيل لو وفرت أمريكا تريليونات الدولارات التي أنفقتها على الحروب ضدنا، وقامت بضخها في نهضة اقتصادية داخلية، كيف سيكون حالها بدلًا من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الآن؟! وأحب أن أضيف أن أمريكا أقرب لنا في العقيدة من دول اخرى لا تعرف الله وتعبد الاصنام! فلماذا أصبحوا هم العدو الأول رغم التقارب؟! وأجيب على تساؤلي هذا بأنهم اعتدوا علينا في البدء، وأرادوا فرض سيطرتهم العسكرية والاقتصادية، أيضًا العقائدية، فهم يرفضون أن نطبق شرع الله الذي ارتضيناه علاقة بيننا وبينه، وهو تدخل مرفوض في علاقتنا بخالقنا، وما قمنا به هو رد للعدوان.

كيف ترى العلاقة بين الجهاديين والغرب الآن؟
أرى أنها آخذة في التصعيد إلى الأسوء، ولنا أن نرى كارثة الفيلم المسيء للرسول، وما تبعه من أحداث ليبيا، وأنا أرى أن المتشددين في الفريقين يدفعون إلى التصعيد، وإن كان الغرب يدعي أنه اعتدى على دول إسلامية بذريعة الحرب على الإرهاب؛ لكى لا تتكرر أحداث 11 سبتمبر مرة أخرى، أقول لهم أنا أضمن لكم ألا تتكرر! أما كانت الأهداف هي الاستيلاء على خيراتي وثرواتي وفرض السيطرة؟! فكن واضحًا مع نفسك وشعبك، وأخبرهم بالأسباب الحقيقة التي تغزو من أجلها الدول المسالمة؛ ليعرفوا بأي ذنب يُقتل أبناؤهم في تلك الحروب.

قلتَ إنكَ تضمن أن تتوقف العمليات الجهادية ضد الغرب.. كيف ذلك؟ وما الضمان الذي توفره؟
الشرع هو الضامن.. عليهم أن يزيلوا أسباب الجهاد الشرعية، وبالتالي ستتوقف العمليات ضدهم؛ لأن في تلك الحالة لا مبررات للجهاد، ولقد قدمت مبادرة لوقف العنف 10 سنوات بين الجماعات الجهادية والغرب، وإلى الآن لم أتلقَ أي رد مِن جهة الدول الغربية، وللعلم لقد كتبت تلك المبادرة منذ ثماني سنوات، وأنا في السجن، ولكن المحاميين نصحوني ألا أقدمها؛ لأنها قد تتخذ مستندًا ضدي يعتبرني على اتصال بالقاعدة، وهي نفس المبادرة التي أطلقها الآن، والمفارقة أنها هي النسخة الأصلية وبخط يدي!

هل ما تقول هو خلاصة مراحل تطور وتحول فكري وهو ما يفسر اختلافك في السابق مع أيمن الظواهرى؟
فيما يخص أن الإنسان يغير فكره أحيانا، فهو يصيب مَن يعتمد على عقله في تحديد منهجه، أما مِن يعتمد في منهجه على شرع الله، فهو ثابت على فكره، إلا إذا اكتشف أنه أخطأ في معرفة حكم الله، والحكم الإلهي، فهو ثابت لا متغير، وفيما يخص ما أشيع عن اختلافي مع أيمن الظواهري، فهو غير صحيح بالمرة، فكلانا يؤمن بما قلته عن الجهاد وعن ضوابطه وأحكامه وأسبابه.
 
هل تشعر أن النظام الأمني مازال المتحكم في الأمور المتعلقة بنشاط الجهاديين؟
نعم.. مازال لأمن الدولة اليد الطولى المتحكمة في التعامل معنا، وخير دليل، حالة الأخ أحمد سلامة، المحبوس في نفس القضية التى بُرئت أنا وعديدين منها، ووجهت لنا نفس الاتهامات، وشهد علينا نفس الشهود، وبالمناسبة هم 17 ضابط أمن دولة من العاملين على نفس القضية، ولكن التعنت من قِبل امن الدولة تسبب في بقاء سلامة في محبسه بعد أن مُنع من كافة حقوقة القانونية في الدفاع عن نفسه، حتى إن أمن الدولة تعمد إخفاءه طوال الـ60 يومًا، وهم فرصة التقدم بطعن على الحكم؛ لكى يثبت عليه، ويكون حكمًا نهائيًّا لا رجعة فيه، والسبب أنه غير مرضٍ عنه مِن أمن الدولة، على الرغم من الإفراج عن متهمين في قضايا قتل فيها البعض، ومثبتة الاتهامات، في مقابل أن سلامة لم يرتكب جريمة ولا هناك شهود ولا متضررين ولا أدوات جريمة، إلا أنه مازال مستثنى من العفو والإفراج، ولديَّ مستندات القضية التي تثبت تعنت الأمن دون مبرر حتى الآن معنا.

ولماذا يتدخل الغرب في الضغط على الدولة لاعتقالكم؟
هي محاولة لتكميم الأفواه؛ كي لا يُفضحوا أمام مواطنيهم الذين لا يعلمون حقيقة حربهم الوهمية على الإرهاب التي يدعونها، ويعلمون جيدًا أن وصول أصواتنا إلى الإعلام الدولي سيكشف حقيقتنا وحقيقتهم، وستعرف الشعوب الغربية أننا لسنا بإرهابيين نسعى للقتل فقط، بل إننا مؤمنون ندافع عن أوطاننا بما يطابق شرع الله الذي فرض علينا الجهاد.

إذن ماذا تقول للشعوب الغربية لتوضح لهم الحقائق كما تقول؟
أقول لهم نحن لا نكرهكم، بل نحب لكم الخير، ونقدم لكم أفضل شيء يمكن أن يقدمه إنسان لإنسان آخر، وهو أن ندعوهم للدخول في دين الله الحق الذي اخترناه لأنفسنا، ويكونوا لنا إخوانًا. إما إذا رفضوا دعوتنا، فهم أحرار، ولكن ندعوهم إلى السلام بيننا وبينهم، وأن يتركونا نبني دولتنا الإسلامية، وليبنوا هم دولهم، وإن رفضوا الدعوتين وصمموا على غزونا، فليعلموا أننا لا نخاف؛ لإيماننا أن الموت والحياة بيد الله.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :