الأقباط متحدون | المناظرة التي أحيت الأمل 2-2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ | ٩ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

المناظرة التي أحيت الأمل 2-2

الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر 
انتهيت في مقالي المرة الماضية أنني وصلت لحالة من اليأس وفقدان الأمل، وبعد أن كنت متفائلاً عدت متشائماً قلقاً على مصير الوطن ومستقبله، ومستقبل شبابه، وبائساً لما آل إليه مصير دم الشهداء، إذ صار سلعة اشتراها الإخوان وربحوا من ورائها الحكم، فلم يعد لها قيمة إلا أن أمراً حدث غير من نبرتي وإحساسي، أعادني لرغبتي في الاستمرار للنضال أمام أولائك المغتصبون للأحلام والأوطان.
 
تمثل هذا الحدث في أنني أشرفت على التحكيم في مناظرة جمعت فتيان وفتيات من سن 12 إلى سنة 14 سنة، تنافس فيها الفتيان والفتيات على إثبات أي الأنظمة أجدر لحكم مصر، النظام الرئاسي أم النظام الرئاسي البرلماني. في أول ما دُعيت لتلك المناظرة كنت ساخراً، أقول لنفسي إن كان نحن الكبار ليس لنا أن نختار ونقرر النظام الذي تسير عليه البلاد الفترة القادمة، وآخرون يصيغون دستور البلاد وليس لنا حول ولا قوة، فهل أولائك الفتية سيأخذون الأمر بالجدية، جلست مع الفتيان ثم مع الفتيات شرحت لهم الفرق بين النظامين لمست اهتماماً في إنصاتهم، وأثناء منقاشتهم شعرت أنهم مهتمون بالمعرفة والفهم، رفعوا روحي المعنوية قليلاً إلى أن أتى اليوم الذى فيه أجلس بينهما حكماً لأحكم أي الفريقين أستطاع أن يعرض للنظام الذي يراه الأفضل، جلست بينهما لأرى كيف سيدافعا عن منطقهم، جلست بينهما لأتابع كيف سيتحاورا، وكلي ظن أنهما لن يكونا قادرين على أن يتحاورا أو أنهما سيكونا محبطين مثلي أو شاعرين بعدم جدوى مناظرتهم تلك.
 
لكنني سرعان ما أكتشفت أنني أمام فتيان قادرين على الحوار، ومقارعة منافسهم الحجة بالحجة، قادرين على التحليل وعلى المناورة السياسية، والتباري في  شرف ونظام حسدتهما عليه، لأنني لم أرى أحد من أولائك –إلا القليل- ممن يظهرون على شاشات التلفاز بهذه القدرة على احترام رأي الآخر، ومناقشته دون تجريح فيه أو تسفيه من رأيه، رأيتهم خيرة من خيرة فتيان مصر، رأيت –حتى- الفتيات رجالاً في دفاعهم عن رأيهم لكن الجميع كان عنده القدرة على الاعتراف بالأخطاء التي تشوب النظام الذي يتبناه ويدافع عن منطقه ويتمناه نظاماً حاكماً لمصر.
 
رأيتهم فتيان وفتيات متفتحين، قارئين مفكرين حتى حينما اقترحت عليهم ابتداع نظام آخر غير النظامين الرئاسي أو الرئاسي البرلماني المتبنيان من جهتهما، فكرا وأخرجا لي أنظمة شبيهة بالأنظمة الأخرى المطروحة كالنظام البرلماني أو البرلماني الرئاسي وأحدهم فكر أن يكون نظاماً قضائياً خاضعاً لسلطة القضاء، فقلت له أن هذا أمر مفترض في كل الأنظمة أن يكون الجميع خاضع للقضاء مهما كانت سلطته ورتبته ومركزه.  فسألني أحدهم إذن لماذا يريد الإخوان إحياء البرلمان الذي ولد ميتاً بحسب منطوق المحكمة الدستورية العليا. فعلق أحدهم راداً على صديقه "إنها البلطجة السياسية التي تُمارس علينا!"
وبهذه المناسبة فاتني أن اقول لك عزيزي القارئ، أنني وجدتهم ملمين بكل هموم وقضايا الوطن، دارسين وفاحصين لها، محللين بعمق، قدر سنهم وفهمهم، داخلهم حماس أوقد جذوة الحماس بداخلي، فكانت تلك المناظرة بمثابة بوابة أعادت الحلم بمصر أفضل، فكانت هي المناظرة التي أحيت الأمل بعد أن كاد يموت تحت أقدام تجار الدين مغتصبي السلطة سالبي الأحلام والأوطان، حتى أنني قلت لأولائك الفتية في نهاية المناظرة، أن بكرة مصر أحسن بيكم، وإن لم نستطع استعادة الوطن لكم الآن فسامحونا، وكلنا ثقة في أنكم قادرين على استرداده، فقد تأكدت أن هناك أجيال قادمة قادرة على استعادة الوطن من بين براثنهم.
 
المختصر المفيد "بكرة تروق والله وتحلو.. بكرة تنضف أرض وجو .. أصل الباطل مهما يماطل.. أو يتسلح برضه ولو". "مقطع من أغنية بكرة تروق بمسرحية نشاز لفرقة حالة".

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :