الأقباط متحدون | قصور مصر التأريخية تشكو الإهمال والحيوانات السائبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٦ | الأحد ٦ سبتمبر ٢٠٠٩ | ١ نسيء ١٧٢٥ ش | العدد ١٧٧٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس صحافة نت
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

قصور مصر التأريخية تشكو الإهمال والحيوانات السائبة

إيلاف - فتحي الشيخ من القاهرة | الأحد ٦ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٤٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أمام الرصيف المقابل للقصر، وقف البعض يتأمل الونش الضخم بينما أسنانه الحادة تخترق جدران البناء القديم والذي تربت عيونهم على رؤية جمال معماره كل صباح، وقليل فقط فيهم من علم ان قصر "يس اندراوس" في مدينة الاقصر الشهيرة بصعيد مصر، هو نفس القصر الذي استقبل يوما الزعيم المصري سعد زغلول في رحلته الي الصعيد بعد عودته من منفاه إبان ثورة 1919. البعض أعترض لجمال القصر وقيمته الفنية، وأخرون رأوا فيه قيمة تاريخية، بينما لم يري فيه القائمون علي المحافظة إلا مبني قديم يستحق الموت مثل الخيول العجوزة.قصور مصر التأريخية تشكو الإهمال والحيوانات السائبة

عبدالله كامل والذي عمل في كنف القصور والمساجد أكثر من ربع قرن كمفتش للاثار الاسلامية يري ان هذا القصر بالاضافة إلى قصر ورثة " توفيق اندراوس" بمثابة ذاكرة مرئية لأبناء الأقصر" ويضيف " بالنسبة لشباب الاقصر يعد قصر يس آندراوس " واحداً من أهم الاثار الباقية من الحقبة الحديثة، وتأريخا ضروريا لربط الاقصر بمصر الحديثة، خاصة في ظل دعاوي تحاول إظهار الاقصر كجزء من مصر القديمة فقط، بالاضافة إلى انها تظهر أن الاقصر واحدة من أهم المدن المصرية التي ساعدت في ثورة 19 و دعم سعد زغلول".
تضم مصر علي ارضها العديد من القصور التي يراها المعماريون "تحف أثرية"، أغلبها بني في الفترة من عام 1850 الي بدايات القرن العشرين، و صمم هذه القصور كبار المهندسين في أوربا في ذلك الوقت مما جعلها تحفة فنية تسر الناظرين، ولكن تتعرض هذه القصور للاهمال سواء باستعمالها في اغراض تطمس قيمتها خطوة خطوة، او تتعرض للاهمال بتركها بدون صيانة او رعاية حتي تتحول الي اطلال، هذا غير الهدم الذي طال الكثير من هذه المباني الاثرية.

أحصى المجلس الاعلى للاثار في مصر 1200 قصر وفيلا تستخدم كمدارس، أشهرها على وجه الإطلاق مدرسة سعد زغلول فى قرية ابيانة فى محافظة كفر الشيخ، التى تستغل كمدرسة ابتدائية وإعدادية، واضطر المجلس لتسجيلها فى عداد الآثار حفاظا عليها من سوء الاستخدام، لاسيما أن مبانيها كانت المقر الصيفى للزعيم المصرى سعد زغلول، وبالطبع هذا الي جانب عشرات المباني التي تستخدم كمباني لوزارات او مصالح حكومية اخري وهذا يمتد الي كل محافظات مصر، نجد محافظة المنيا في الصعيد كمثال بها قصور متعددة تستغل في انشطة مختلفة يعددها اشرف عبد الستار الباحث الاثري قائلا "مثل قصر فورتينيه في مدينة ملوي الذي فتح فيه مستشفي للحميات ثم حدث فيه حريق بعد ذلك واغلق. ايضا هناك قصور اخري مثل الموجود به الادارة التعليمية و الهندسة الكهربائية ومدرسة المعلمين بالمنيا التي شغلت لفترة طويلة قصر محمد بك والي. وقد تشوهت مبانيه بشكل كبير، ولعل اصدق الامثلة علي هذا قصر اسماعيل المفتش في ميدان لاظوغلي وسط العاصمة المصرية القاهرة. والذي كان يعد تحفة عصره وقت انشائه. و من قصر فخم كان يضرب به المثل في البذخ واتخذه المؤرخون دليلا علي سوء عصر صاحبه وتهاونه في حقوق مصر وزيادة ديونها، إلي خرابة هكذا تحول قصر «إسماعيل المفتش» الأخ غير الشقيق للخديو إسماعيل. والذي تولي وزارة الخزانة المالية حاليا في عهد شقيقه، فقد ساءت أوضاع القصر الفخم الذي يطل علي ميدان «لاظوغلي» وسكنته الخفافيش، مر القصر بعدة مراحل، حيث اتخذته عدة وزارات مقرا لها مثل المالية والتجارة، وتحولت حديقة القصر الكبيرة المطلة علي ميدان «لاظوغلي» إلي كراج خاص بوزارة التجارة. وتوجد بالقصر نافورة ضخمة تعد في نظر الأثريين عملا فنيا رائعا لا يتكرر".

وعندما تنبهت وزارة الثقافة اخيرا الى أهمية هذا القصر قامت باغلاقها وتركه بدون ترميم. د. حجاجي عبدالعظيم أستاذ الآثار في جامعة القاهرة أكد أن "ما حدث في قصر إسماعيل المفتش كارثة كبيرة." مضيفاً: بدلا من ترميم القصر والاهتمام به وفتحه كمزار سياحي تم هدم أجزاء منه وتحول إلى بيوت للحيوانات الضالة".
ورغم أنه يحتوي علي قطع فنية غاية في الروعة مثل النافورة التي تعد من مقتنيات عصر النهضة فإن وزارة الثقافة اكتفت بترميم جزء من القصر وحولته إلي ديوان للموظفين، ليكتمل الإهمال من خلال الموظفين وأجهزة التكييف الخاصة بهم.

بعض القصور تنبهت الحكومة لاهميتها و قامت باخلائها من الوزارات التي كانت تشغلها، ولكن اخلتها ولم تمد لها يد الترميم او حتي الصيانة فتركتها تغرق في الاهمال، قصر سعيد حليم الذي صممه الإيطالي أنطونيو لاشال عام ١٨٩٦ علي مساحة ٤٤٥ متراً مربعاً، ويتميز بالزخارف النباتية والهندسية والتماثيل الرائعة، تحول إلي «لوكاندة» للمشردين والكلاب الضالة، بعد ان استغل لفترة كمدرسة.
الإهمال الشديد واللامبالاة غير العادية التي تتعامل بها هيئة الآثار مع القصر يراها الدكتور عبدالحليم نورالدين، رئيس الهيئة الأسبق، متسقة مع الانتهاكات المستمرة للقصور التاريخية في مصر.
ويؤكد أن "ما يحدث يعد إهانة بالغة للتاريخ، تمارسها الهيئة بشكل شبه رسمي، وتظهر بوضوح في القصور التاريخية في طنطا وبني سويف وأسيوط، ومنها قصر الأمير يوسف كمال الذي تسكنه الوطاويط".

الي جانب الاهمال يدخل تهديد اخر يتمثل في طمع رجال الاعمال باراضي ومواقع تلك القصور و عدم قدرة المجلس الاعلي للاثار في احوال كثيرة على تعويض اصحاب هذه القصور. وهو ما يفصله الخبير الاثري عبدالله العطار قائلا "ليست كل القصور في مصر مسجلة كقصور وحتي المجلة ليست كلها ملك الدولة لان اثمان تلك القصور تكون مرتفعة وتساوي الملايين ولعل ما حدث بالنسبة لقصر البارون بمصر الجديد يظهر حجم المشكلة عندما تدخلت وزارة الاسكان لسداد ثمن القصر بعد ان عجزت وزارة الثقافة عن سداد الثمن للورثة الذي وصل الي 110 مليون جنية، وحتي يتم تخصيص ميزانية لحماية هذه القصور واجراء عمليات الترميم الازمة لها تظل قصور مصر في حاجة الي الحماية ".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :